"مؤتمر المناخ " يوصي بضرورة انتهاج المؤسسات المالية سياسات بيئية فاعلة في عملياتها المصرفية
بوابة اقتصاد فلسطين
أوصى المشاركون في ختام فعاليات المؤتمر الأول حول "مخاطر التغير المناخي ودور القطاع المالي في الحد منها"، الذي نظمه بنك فلسطين والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية "EBRD"، بمشاركة سلطة النقد، بضرورة انتهاج البنوك والمصارف والمؤسسات المالية سياسات بيئية فاعلة في عملياتها المصرفية وكافة أنشطتها وبرامجها الداخلية والخارجية لمواجهة التغير المناخي والتخفيف من آثاره.
وأكد المتحدثون خلال المؤتمر الذي عقد تحت شعار "مستقبل أخضر ومستدام"، في مؤسسة عبد المُحسن القطان بمدينة رام الله، أن مخاطر التغير المناخي هي قضية جدية وحقيقية تؤثر على مختلف الجوانب الحياتية، بما فيها الإنسان، والبيئة، والاقتصاد، والمجتمع بأسره، مشددين على أن دور المؤسسات المالية والمصرفية محوري في المساهمة للحد من مخاطر التغير المناخي. كما أجمع المشاركون على أهمية الدور المركزي الذي تلعبه سلطة النقد في سن القوانين، التي ترتبط بالسياسات البيئية والمصرفية، بهدف تشجيع التمويل فيما يتعلق بالتحول الى الاقتصاد الأخضر، عبر منح القطاع المصرفي والمالي الفلسطيني محفزات لإطلاق منتجات مالية ومصرفية خلاقة تساهم في توفير برامج وتسهيلات ائتمانية، لدعم ومساعدة المنشآت في عملية تحويل بعض الصناعات والمشاريع المضرة للبيئة إلى مشاريع صديقة للبيئة.
ويأتي المؤتمر في ظل ما يشهده العالم من تغيرات مناخية، ألقت بظلالها على مختلف نواحي الحياة الاقتصادية والتنموية والزراعية والبيئية، بما فيها قطاع المصارف، ما يستلزم الوقوف والتكاتف أمام هذه التحديات من خلال البحث عن حلول جذرية للحد من مخاطر التغير المناخي.
وافتتحت جلسات المؤتمر بكلمات للمنظمين والشركاء حيث شارك فيها كل من: هاشم الشوا رئيس إدارة مجموعة بنك فلسطين، د.هايكا هارمجرت المديرة الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط لدى البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، د. فراس ملحم محافظ سلطة النقد، ود. نسرين التميمي رئيس سلطة جودة البيئة، كما شارك محمود الشوا مدير عام بنك فلسطين، وفيليب تير وورد مدير منطقة شرق المتوسط لدى البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية"EBRD” ، ومارتن رونر الرئيس التنفيذي للتحالف العالمي للبنوك الملتزمة بالقيم.
وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية أكد هاشم الشوا أن البنوك والمصارف عليها أن عليها أن تولي عناية خاصة للقضايا البيئية المرتبطة بالتغير المناخي، وأخذها على محمل الجد، من خلال التكاتف التعاون فيما بينها، حتى لو كان التغير المناخي ليس ملموساً بعد في فلسطين، ولكن هناك واجب على الجميع للبدء بخطوات عملية وفاعلة لدرء هذه المخاطر الحتمية والمستقبلية.
وأضاف الشوا على الدور الهام للقطاع المصرفي والمالي في مواجهة التداعيات حيال تأثير التغيرات المناخية على الاقتصاد بمختلف قطاعاته، مضيفاً أن مجموعة بنك فلسطين منذ تبنيها نهج الاستدامة في كافة عملياتها المصرفية والمالية، أولت أهمية خاصة في موضوع التغير المناخي، هذا إلى جانب الحفاظ على البيئة وحمايتها، من خلال تعزيز مفهوم الاقتصاد الأخضر، إضافة إلى رعايتها للعدد من المشاريع والمبادرات البيئية المختلفة بالشراكة مع العديد من المؤسسات المحلية والدولية.
وخلال الجلسة الأولى عرض مايك تايلور مدير المؤسسات المالية في الشرق الأوسط لدى البنك الأوروبي لإعادة الاعمار والتنمية خطة البنك الأوروبي، وجاهزية دول منطقة البنك الأوروبي في التحول لمواجهة التغير المناخي، قائلاً" نود التأكيد على أن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية " EBRD" سيوفر تمويلاً خاصاً للبنوك، للمساهمة في الحد من مخاطر التغير المناخي، ومساعدتها في عملية التحول المناخي في مختلف أنشطتها وبرامجها، بما فيها المالية والمصرفية". وقدمت الدكتورة تفيدة الجرباوي رئيسة لجنة الاستدامة في مجلس إدارة بنك فلسطين عرضاً حول استراتيجية الاستدامة في بنك فلسطين كنموذج، وبينت أهمية تبني البنك لهذه الاستراتيجية لمواجهة آثار التغير المناخي على القطاع المالي داخلياً وخارجياً، مستعرضة الخطوات العملية التي قام بها البنك وعلى رأسها الحوكمة عبر إنشاء لجنة الاستدامة على مستوى مجلس الإدارة، وإنجاز أول تقرير استدامة على أسس ومعايير دولية.
.أما الجلسة الثانية التي أدارها فرانسيس ماليج مدير المؤسسات المالية في البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية " EBRD"، تناولت الممارسات الفضلى لمراعاة التغير المناخي في القطاع المالي. وتحدثت فيها إيس كوزكونتورك رئيسة دائرة مؤسسة تمويل التنمية في بنك التنمية الصناعية التركي (TSKB)، ود. داليا عبد القادر، رئيسة قطاع التمويل المستدام في البنك التجاري الدولي (CIB) في مصر، ونجوى مهاوري، رئيسة وحدة التمويل الأخضر في دائرة الرقابة المصرفية في بنك المغرب (BAM)، ومارتن فان دير كلاوف، رئيس مخاطر الائتمان في بنك تريودوسفيما، وجايك ليفني كبير مسؤولي المناخ في مؤسسة تمويل التنمية الدولية بالولايات المتحدة الأمريكية، وسُريا السبتي مديرة التنمية الدولية والمسؤولية الاجتماعية والحوكمة في بنك أفريقيا في المملكة المغربية. كما شارك تشارلز تشاتنيه رئيس التنمية الاقتصادية في بعثة الاتحاد الأوروبي في القدس بمداخلة خلال جلسات المؤتمر.
يذكر أن المؤتمر ركز خلال مناقشاته على خطط المؤسسات المالية الأوروبية، لا سيما البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية "EBRD” نحو الاستدامة، وجاهزية دول المنطقة في مواجهة آثار التغير المناخي، إضافة إلى الممارسات الفضلى للتخفيف من أثار التغير المناخي في قطاع الأعمال، هذا إلى جانب دراسة إجراءات قطاع الأعمال على المستوى العالمي في التعامل مع التغيرات المناخية.