الرئيسية » دولي »
 
08 تشرين الثاني 2022

عيون أوروبا تتجه نحو أفريقيا للتعويض عن نقص الطاقة

بوابة اقتصاد فلسطين

دفعت الحرب الروسية الأوكرانية، دولا أوروبية للبحث عن مصادر للطاقة بعد أن أصبحت عاجزة عن ضمان توفير الطاقة بشكل كاف لمواطنيها، وكانت وجهتها الدول الأفريقية، علها تنجح بتوفير بعض من النقص الناتج عن الحرب.

وتبعا لذلك، طفت دبلوماسية الطاقة على السطح، حيث باتت الدول الأفريقية خصوصا شمال القارة قبلة للمسؤولين الأوروبيين للظفر بكعكة الطاقة في القارة السمراء.

أمن الطاقة

تتخوف دول أوروبا من التهديد الذي يطال أمن الطاقة بسبب تقلص وتضرر إمداداتها من روسيا التي تعتبر أحد أبرز مزودي الدول الأوروبية، لذلك اعتمدت إجراءات استباقية منها تقليص استعمال الطاقة على أبواب شتاء بارد.

فرنسا توجهت إلى الجزائر، بينما بريطانيا وضعت أعينها على الطاقة المتجددة في المغرب، فيما تبحث إسبانيا عن تأمين مستقبلها الطاقي.

في المقابل، إيطاليا توجهت إلى الجزائر وأنغولا ومصر والكونغو ونيجيريا، بينما دول غرب أوروبا والمملكة المتحدة وجدت من الغاز الطبيعي القادم من الولايات المتحدة بديلا لتعويض الغاز الروسي.

ودول الاتحاد برمتها تحاول تفعيل دبلوماسية الطاقة لعلها تظفر بعقود طويلة الأمد.

وأمام هذه الجهود الفردية أو الجماعية قد تجد غالبية دول التكتل نفسها عاجزة عن توفير حاجتها من الطاقة لعدم وجود علاقات قوية أو شراكات بينها وبين دول منتجة.

وتعتمد ألمانيا على روسيا للحصول على 50% من حاجتها للغاز الطبيعي، بينما تعتمد إيطاليا على الغاز الروسي بنسبة 40%.

بينما فرنسا تستورد 25% من الغاز الروسي، وأعلنت عن خطوات لتوسيع محطات لتسييل الغاز، وبناء مخازن أكبر لتخزين مصدر الطاقة الأبرز بالنسبة لها والبحث عن مصدّرين جدد من آسيا وأفريقيا.

أفريقيا مستقبل الطاقة

محمد نظيف، الاقتصادي المغربي، قال إن "الدول الأوروبية تعرف مصالحها وتدافع عنها، لذلك يلاحظ هذا التوجه لأفريقيا من أجل البحث عن بدائل للطاقة".

وأوضح أن الدول الأوروبية تخطط على المدى البعيد، في سياق الحرب على أوكرانيا والتي أفرزت حاجة الدول الأوروبية الحالية والمستقبلية للطاقة".

وانتقد غياب التنسيق بين الدول الأفريقية أو شمال أفريقيا للتفاوض ككتلة واحدة مع الدول الأوروبية، والتي تجعل الأخيرة تستغل ذلك من أجل الاستفادة أكثر من اتفاقيات الشراكة في المجال الطاقي.

وتابع: "الدول الأوروبية استخلصت دروسا من الحرب الروسية على أوكرانيا، وهو ما دفعها للبحث عن بدائل للسنوات القادمة، خصوصا أن أفريقيا هي مستقبل الطاقة على المستوى الدولي".

ودعا نظيف الدول الإفريقية إلى التفاوض بشكل جماعي بدل الفردي حتى تضمن هامش ربح لصالحها، وتعمل وفق منطق رابح - رابح مع الدول الأوروبية.

خطوط أنابيب

في ظل الغموض الذي يطبع مستقبل الحرب الروسية الأوكرانية، تحركت المشاريع الرامية إلى توفير الطاقة عبر أنابيب الغاز انطلاقا من أفريقيا.

ووصل مشروع خط أنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا إلى مرحلة الدراسات التقنية والهندسية التفصيلية، في حين أن الأطراف تبحث عن تمويل يقدر بـ25 إلى 30 مليار دولار.

ويعبر الأنبوب 13 دولة في غرب أفريقيا قبل أن يصل إلى أوروبا، وتم الاتفاق عليه مع المغرب في 2016.

كما تجدد الاهتمام الجزائري النيجيري بمشروع قديم لنقل الغاز إلى أوروبا، في إطار ما يعرف "الأنبوب العابر للصحراء".

وفي أيلول/ سبتمبر كشف وزير الطاقة النيجيري تيميبري سيلفا، أن حكومة بلاده "شرعت بتنفيذ بناء خط أنابيب لنقل الغاز إلى الجزائر، والتي ستقوم بدورها في مرحلة لاحقة بنقله إلى دول أوروبية".

وبدأ الحديث عن مشروع أنبوب الغاز "نيجيريا - الجزائر" إفريقيًا قبل أكثر من 20 عاما.

كما أبدت ليبيا استعدادها لإنجاز أنبوب غاز ليبي نيجري يتجه إلى أوروبا.

أول إعلان عن بداية التفكير في إنشاء مشروع لأنبوب لنقل غاز نيجيريا عبر ليبيا، كان في 16 حزيران/ يونيو 2022.

حينها كشف متحدث حكومة الوحدة الليبية محمد حمودة، أن الحكومة "منحت الإذن لوزارة النفط والغاز، لإجراء الدراسات الفنية والاقتصادية لجدوى إنشاء مشروع أنبوب غاز من نيجيريا عبر النيجر أو تشاد إلى أوروبا عبر ليبيا".

طاقات متجددة

عدد من الدول الأفريقية استثمرت في الطاقة المتجددة بالنظر إلى الحاجة إلى توفير الكهرباء لدور القارة وإمكانية تصديره إلى الدول الأوروبية.

وعلى الرغم من الإمكانات الطبيعية التي تملكها أفريقيا، فإن التمويل والإمكانات اللوجستية يقفان حاجزا أمام الكثير من الدول في القارة السمراء.

وقطعت عدد من الدول مثل موزمبيق وإثيوبيا وكينيا وزامبيا والمغرب وغانا ونيجيريا، شوطا في مجال الطاقات المتجددة.

وخلال تشرين الأول/ أكتوبر 2022، وقّع المغرب والاتحاد الأوروبي، اتفاقية الشراكة الخضراء في مجال الطاقة والبيئة ومكافحة تغير المناخ لتوفير الأمن الطاقي والاستثمار في الهيدروجين الأخضر.

وتعد هذه الاتفاقية الأولى من نوعها للاتحاد مع بلد من الجوار الجنوبي، وسيتم على ضوئها تعزيز التعاون في مجال مكافحة تغير المناخ، وتدعم الجهود المشتركة المبذولة لتحقيق الانتقال الأخضر.

كما تعتزم المغرب وبريطانيا التوقيع على اتفاقية مشروع الطاقة الكهربائية بين البلدين.

ومن المتوقع أن يتم ربط أطول خط كهرباء في العالم بطول 3800 كيلومتر انطلاقا من السواحل الجنوبية للمغرب تجاه بريطانيا.

وينتظر أن يوفر هذا المشروع الكهرباء لحوالي 8 ملايين منزل في بريطانيا، ويؤمن حوالي 8% من الحاجيات الكهربائية.

وكالات

كلمات مفتاحية::
مواضيع ذات صلة