العملات المشفرة.. أموال رخيصة انتهت
بوابة اقتصاد فلسطين
يتساءل الكثيرون حول إمكانية ارتفاع العملات المشفرة بقيادة البيتكوين مرة أخرى بعدما وصلت الأخيرة إلى قرابة 69 الف دولار قبل أن تعاود الانخفاض إلى مستويات 17 الف دولار بتراجع مقداره 75 بالمئة.
شهدت العملات المشفرة بقيادة البيتكون مستويات مرتفعة خلال جائحة كورونا وهي الفترة التي كانت فيها البنوك المركزية تتبع سياسة التيسير النقدي عبر ضخ تريليونات الدولارات بالأسواق لإنعاش الاقتصاد في ظل اغلاقات عالمية اجتاحت العالم لوقف انتشار فيروس كورونا.
هذه الأموال توصف بـ"الرخيصة" إذ كانت توزع أمريكا مثلا ألف دولار على الأقل لكل شخص شهريا وهو ما أدى إلى تراكم الأموال لدى الافراد في وقت الاغلاقات الاقتصادية ما أدى بهم إلى استثمار تلك الأموال بالعملات المشفرة إضافة إلى الأسهم لترتفع بشكل لافت وتسجل المؤشرات أرقاما قياسية جديدة.
سياسة ضخ الأموال عملت البنوك على انهائها بما يسمى بالتشديد عبر زيادة الفوائد على الاقتراض لسحب السيولة من الأسواق في محاولة منها لكبح جماح التضخم الذي ظهر أساسا مع السياسات النقدية المتبعة من قبل البنوك المركزية خلال الجائحة.
وبالنظر إلى الأسباب السابقة فان عودة العملات المشفرة للارتفاع الى المستويات التاريخية السابقة تبقى مستبعدة إلا في حال العودة الى ضخ أموالٍ كبيرة في الأسواق غير ان ارتفاع معدلات التضخم لمستويات قياسية وعدم قدرة البنوك المركزية بما تملك من سياسات نقدية السيطرة على تلك الظاهرة حتى الآن يُصعب العودة إلى خيار ضخ الأموال من جديدة.
وفي ظل مخاوف الركود العالمية فان البنوك المركزية قد تلجأ إلى خيار ابطاء سياسة رفع معدلات الفائدة لإيجاد توازن في السوق.
فنيا، عملت البيتكوين المشفرة تسير في اتجاه عرض بين مستويات 25 الف إلى 17.8 ألف دولار وكسر المستوى الأخير يعطي دفعة 10 الاف دولار إلا في حال شهدنا أسبابا أخرى للارتفاع منها عودة "الأموال الرخيصة" أو الاعتراف بتلك العملات من قبل البنوك المركزية لكن حتى الخيار الأخير ان تم فسيكون بفرض ضرائب على المتعاملين وبتالي الحد من انتعاشها.
يذكر ان عملة البيتكوين على المستوى الفني تسير في اتجاه طبيعي دون تداخل في الموجات ما يعني ترجيح الانخفاضات على المدى الطويل.