تركيا تتطلع الى التخلي عن الدولار في مدفوعات الطاقة الروسية
بوابة اقتصاد فلسطين
ناقش الاجتماع بين الرئيسَين التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، في طهران، أمس الثلاثاء، مجموعة من الملفات الاقتصادية الهامة، وفي مقدمتها تبادل المدفوعات بينهما بالعملات المحلية، (الليرة التركية والروبل الروسي)، بدلاً من الدولار الأمريكي، حيث يطرح أردوغان على نظيره الروسي، أن تقوم تركيا بدفع ثمن واردات الطاقة من روسيا، بعملات غير الدولار الأمريكي، وفقاً لتقرير نشرته وكالة «بلومبيرغ» أمس الثلاثاء.
ونقلت «بلومبيرغ» عن مسؤولين أتراك مطلعين، أن كلاً من تركيا وروسيا، يناقشان مقترحاً، حول تبادل المدفوعات التجارية بينهما بالعملة المحلية، بما في ذلك مدفوعات الطاقة الروسية لتركيا، وهي الخطوة التي ستساعد الحكومة التركية على إبطاء انخفاض احتياطياتها من النقد الأجنبي.
وتعتبر روسيا من أهم مصادر إمداد تركيا بالطاقة، حيث صدرت موسكو حوالي 25% من احتياجات تركيا من النفط، وحوالي 45% من احتياجاتها من الغاز الطبيعي خلال العام الماضي 2021.
ويميل الميزان التجاري بين البلدَين لصالح روسيا بشدة، فقد بلغت صادرات تركيا إلى روسيا 6.5 مليار دولار فقط خلال العام الماضي 2021، فيما وصل حجم وارداتها من روسيا إلى 29 مليار دولار، بينما تستفيد تركيا من عائدات السياحة الروسية إليها، حيث يقضي ملايين الروس عطلاتهم على ساحل البحر المتوسط في تركيا، وينفقون مليارات الدولارات خلال زياراتهم تركيا.
آلية الدفع بالعملات المحلية
قال أحد المسؤولين الأتراك: إن الآلية التي يجري دراستها بين الجانبين، قد تسمح لتركيا باستخدام الليرة لدفع واردات الطاقة من روسيا، ما يوفر المزيد من احتياطياتها من النقد الأجنبي، كما تتضمن الآلية أن تستخدم موسكو أي مدفوعات بالعملة التركية، لتمويل مشتريات روسيا من السلع والخدمات من الموردين الأتراك، مضيفاً أن الآلية تعطي لروسيا أيضاً نفس الميزة، بالدفع بالروبل الروسي.
فوائد مشتركة
وأشار التقرير إلى أن الميزان التجاري بين روسيا وتركيا يميل بشدة لصالح موسكو، بفارق حوالي 20 مليار دولار خلال عام 2021، وبالتالي فإنه في ظل الظروف الحالية، فإن التحول إلى نظام المدفوعات بالعملة المحلية سيكون أمراً منطقياً يحقق منافع مشتركة لكل منهما.
وأكد الاقتصادي الروسي ألكسندر ايساكوف أن الفائدة لروسيا تتلخص في أن المصدرَين الروس سيحصلون على أموالهم بالليرة التركية، بدلاً من اليورو أو الدولار الأمريكي، وهو ما قد يكون أكثر سهولة وأماناً؛ لتجنب العقوبات الغربية، كما أن ذلك يحقق فائدة أيضاً لتركيا، لأنه سيخفف الضغط على احتياطياتها من العملات الأجنبية.
وكان إجمالي احتياطيات تركيا من العملات الأجنبية قد انخفض إلى أقل من 59 مليار دولار في الأول من شهر يوليو الجاري، بعدما كان حوالي 97 مليار دولار قبل نحو 5 سنوات.
ودفعت السلطة النقدية في تركيا والبنوك التجارية التي تديرها الدولة، بعشرات المليارات من الدولارات، لدعم الليرة منذ عام 2019، وقال أردوغان العام الماضي إن السلطات باعت ما يزيد عن 165 مليار دولار للدفاع عن العملة خلال العامين السابقين.