المدن الألمانية تعد خطط ترشيد وطوارئ لمواجهة نقص الطاقة المحتمل في الشتاء
بوابة اقتصاد فلسطين
تعكف المدن الألمانية على إعداد خطط طوارئ ودراسة تدابير لترشيد استهلاك الغاز لمواجهة نقص الطاقة المحتمل في الشتاء المقبل.
قالت نائبة الرئيس التنفيذي لاتحاد المدن والبلديات الألمانية فيرينا جوبرت «إذا أغلقت ألمانيا صنبور الغاز، فإن الأسر ستكون من بين العملاء المحميين بشكل خاص وسيكونون آخر من يتم تقنين الطاقة عليهم».
وأضافت أن الوضع سيكون أفضل إذا أصبحت مخزونات الغاز كافية ولم يعد من الضروري إجراء قيود على الإطلاق.
ورأت جوبرت أن ترشيد استهلاك الغاز في الموقف الراهن هو واجب المجتمع برمته، وقالت أن المدن درست لهذا السبب العديد من تدابير الترشيد قصيرة المدى « فقد أطفأت بعض الإضاءات على سبيل المثال، وتخلت عن المياه الدافئة في مبان عامة، وأغلقت نوافير ونظمت درجات حرارة أجهزة التكييف ومياه الاستحمام بشكل مختلف».
وبالإضافة إلى ذلك، أعلن الاتحاد أن المدن أعدت عن طريق فرقها المختصة بإدارة الأزمة وشركات الإمداد بالطاقة في البلديات خطط طوارئ تحسبا لحالة إعلان الحكومة الاتحادية حالة الطوارئ في الغاز التي تتطلب تقنين استخدامه. كما أشار إلى وجود تشاور وثيق في هذا الشأن مع الحكومة الاتحادية والولايات والوكالة الاتحادية للشبكات.
وقالت جوبرت «الأمر الأكيد في هذا هو أنه لا ينبغي لأحد أن يتجمد في الشتاء».
تجدر الإشارة إلى أن ضخ الغاز الروسي إلى ألمانيا عبر خط أنابيب «نورد ستريم1» قد قد توقف اعتبارا من أمس الأول بسبب أعمال الصيانة.
وثمة تخوف كبير من ألا تعاود روسيا فتح صنبور الغاز بعد أعمال الصيانة التي تستغرق في العادة ما يصل إلى عشرة أيام (أي حتى 21 تموز/يوليو الجاري) حسبما ذكرت الشركة المُشغِّلة للخط التي قالت إنه لن يتم توريد غاز إلى ألمانيا خلال هذه الأيام العشرة.
على صعيد آخر أعرب وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك، عن اعتقاده بأن هناك فرصة كبيرة في أزمة الغاز الحالية.
وفي إشارة إلى التوسع المنشود في مصادر الطاقة المتجددة، قال الوزير هابيك، وهو في الوقت نفسه نائب المستشار الألماني أولاف شولتس «هناك الآن تحالف جديد لحماية المناخ وأمن الطاقة».
وأعلن السياسي المنتمي إلى حزب الخضر خلال تواجده في العاصمة النمساوية فيينا عن حدوث تطورات مهمة على المستوى الهيكلي فيما يتعلق بقضايا مثل توسع محطات الغاز المُسال، وقال «هناك حركات قوية تحدث تحت السطح، وستجعل هذه الحركات هذه القارة والنمسا وألمانيا قوية وستزيدها قوة عندما نتجاوز هذه الفترة».
وخلال زيارة هابيك للنمسا، أعلنت الحكومتان الألمانية والنمساوية في بيان مشترك التزامهما بتعاون وثيق في مجال الطاقة. وأشار البيان إلى ربط ولايتي تيرول وفورالبرغ النمساويتين بشبكة الغاز الألمانية في إطار هذا التعاون. كما عرضت النمسا على ألمانيا من جانب آخر استخدام خزانات الغاز الكبيرة التي تمتلكها فيينا.
من جانبها، حثت وزيرة الطاقة النمساوية ليونوره غيفيسلر الأوروبيين على عدم الانقسام على أنفسهم على غرار ما يقصده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في ظل هذا الموقف الحرج. وأعرب هابيك عن اعتقاده بوجود حاجة إلى التحرك على الصعيد الأوروبي مشيرا إلى أن مرسوم طوارئ الغاز ينص على حماية البُنية التحتية الحيوية والمستهلكين، لكنه لا ينص على حماية الاقتصاد والصناعة. وقال أن هذا الأمر منطقي فقط في حال حدوث اضطراب قصير المدى « لكن ليس هذا هو السيناريو الذي لدينا الآن»، مضيفا القول «يجب مراعاة تداعيات الانقطاع طويل المدى للإنتاج الصناعي».