البيئة غائبة في الإعلام الفلسطيني، وقد تخلو صحفنا ووسائل إعلامنا لعدة أيام من مواضيع تتعلق بالبيئة. ولتفادي إغفال هذه القضية المؤثرة في الإنسان والحيوان والنبات، يأتي مشروع “التواضع للبيئة” لبناء كادر إعلامي لنشر الوعي البيئي.

بوابة اقتصاد فلسطين| في الوقت الذي ينشغل فيه المجتمع الفلسطيني بقضايا سياسية واجتماعية عديدة، يرى البعض أنه يتم إهمال واحدة من أهم القضايا وأخطرها على الإنسان والحيوان والنبات: قضية البيئة. وتأكيداً على هذه الأهمية جاء مشروع Down to earth أو “التواضع للبيئة” بالعربية، الذي ينفذه مركز البيئة الفلسطيني بتمويل من القنصلية الأمريكية لينهض بالشباب والمجتمع وينشر الوعي البيئي. 

فكرة المشروع

تقول وجدان الشريف مديرة مركز البيئة الفلسطيني ومديرة المشروع “فكرة المشروع جاءت لعدم وجود إعلام بيئي في الوسط الفلسطيني على الإطلاق وانعدام التغطيات الإعلامية للبيئة وما يخصها، بالتالي أصبح الناس جهلة إلى حد كبير بموضوع البيئة”، وتلاحظ وجدان الشريف أن “المجتمع على اطلاع واسع واهتمام بالقضايا السياسية والرياضية وغيرها أكثر من البيئية نظرا لنصيبها الأكبر من التغطيات الإعلامية”. وتقوم فكرة المشروع على تدريب قادة إعلاميين بيئيين بحيث تتم توعيتهم بيئياً أولاً ثم العمل على تطوير مهاراتهم الإعلامية وتوظيفها في خدمة القضايا البيئية.

مشروع Down to earth مكون من جزئين: الأول عقد في 2013 والثاني في 2015 وما زال مستمراً، وخلاله يتم عقد لقاءات تعليمية يغلب عليها الطابع العملي أكثر من التلقيني. ويتعلم المشاركون كل ما يخص الإعلام البيئي والبيئة على يد أخصائيين بيئيين وإعلاميين. وبعد توعيتهم والعمل على قدراتهم الإعلامية، تبدأ مهمتهم في إيصال الرسالة للجمهور بطرقهم الخاصة.

وكان الهدف الأساسي من المشروع، هو الخروج بمبادرات شبابية إعلامية، فأنتج كل طالب متدرب مشروعا بيئيا خاصا به في مجاله الذي يتقنه، سواء كان بإنتاج الأفلام أو التصميم الجرافيكي أو الألعاب، وتم عرض هذه المشاريع في يوم الكرة الأرضية في رام الله. يضم المشروع طلابا من جميع التخصصات التي تتعلق بالإعلام من إذاعة وتلفزيون وصحافة مكتوبة وعلاقات عامة وتصميم جرافيكي أو حتى برمجة. وتشارك فيه عدة جامعات فلسطينية: جامعة النجاح الوطنية وجامعة الخليل والبوليتكنك وكليّتا هشام حجاوي وفلسطين التقنية العروب.

وتتلخص الخطوة الثانية من المشروع في نشر المبادرات الإعلامية التي أنتجها الطلاب في المدارس والمجتمع لتحقق الغاية والهدف منها، وذلك بالتعاون مع وزارة سلطة البيئة ووزارة الإعلام ووزارة التربية والتعليم. وترى الشريف أن المشروع ناجح جدا وتقول “يكفي أن المشاريع المنتجة حتى الآن مختلفة ومتنوعة وجودتها عالية إلى حد ما”، وتضيف أنه قد يتطور عمل طلاب المشروع بعد الانتهاء من التدريب من تطوع إلى عمل حقيقي بمبالغ مالية على المشاريع المنتجة.

(علا مرشود، دوز)