ارتفاع عدد عمال فلسطين في اسرائيل تزامنا مع انخفاض مستويات الأجور محليا
بوابة اقتصاد فلسطين
أظهر تقرير صادر عن "سلطة النقد الفلسطينية" تزايد أعداد العاملين الفلسطينيين خلال الربع الأول 2022 مقارنة بالربع السابق والمناظر على حد سواء، ويلاحظ ازدياد استحواذ سوق العمل الاسرائيلي على العمالة الفلسطينية، ليرتفع عدد العاملين الفلسطينيين في اسرائيل خلال هذا الربع الى أعلى مستوياته على الإطلاق، عند قرابة 204 ألف عامل إثر ازدياد أعدادهم في قطاعي الخدمات والانشاءات بشكل أساسي.
وقد أسفر ذلك عن تغيير في واضح في توزيع العاملين حسب مناطق العمل، لتزداد حصة العاملين في اسرائيل والمستوطنات بواقع 4 نقاط أساس، الى 18% من إجمالي العاملين، وذلك على حساب انخفاض حصة العاملين في الضفة الغربية، وصولا الى 57%، في حين حافظ قطاع غزة على استيعابه لنحو ربع العمالة الفلسطينية.
وفي ذات الوقت، ترافقت الزيادة في أعداد العاملين مع انخفاض واضح على مستويات الأجور في السوق المحلي، إذ تدنت أجور عاملي قطاع غزة بنحو 9% على الأساس السنوي، في حين بلغت نسبة الانخفاض نحو 5% للعاملين داخل الضفة الغربية.
من جانبها ما تزال أجور الفلسطينيين العاملين في اسرائيل والمستعمرات هي الأعلى على الإطلاق، علاوة على زيادتها بشكل معتدل بنحو 1.7% على الأساس السنوي.
ومن المهم النظر الى هذه الأجور آخذين مستوى التضخم بعين الاعتبار (الأجور الحقيقية). إذ أضاف التضخم المرتفع المتحقق في الربع الأول من العام مزيدا من التدني لأجور العاملين في الضفة الغربية وقطاع غزة، علاوة على أنه ثبط من الزيادة المتحققة لأجور العاملين في اسرائيل والمستعمرات.
ويضاف الى ذلك خسارة أخرى في القوة الشرائية للعاملين الذين يتقاضون رواتبهم بعملات الدولار والدينار، التي تراجع سعر صرفها مقابل الشيقل بقرابة 2.4%.
ومن شأن هذه التغيرات في أعداد العاملين ومعدل أجورهم أن تترك آثارا متعاكسة على كل من مستوى الطلب والأسعار:
في المحصلة، وبالرغم من ارتفاع أعداد العاملين وما ترتب عليه من ارتفاع إجمالي دخلهم، إلا أن ذلك لم يكن كافيا لحفز الاستهلاك خلال الربع الأول 2022.