انتماؤك لمكان عملك هو انتماء للدين وللوطن.. كتب/ عمر رمضان صبره
بوابة اقتصاد فلسطين
الانتماء الوظيفي “هو شعور الموظف بالمسؤولية تجاه أهداف ومهام المؤسسة التي يعمل بها”. حيث يتضمن المواقف الإيجابية التي يقوم بها الموظف عند القيام بالخدمات والمهام الموكلة إليه.
فان الموظف يجب أن يبحث عن الإيجابيات في مكان عمله وما تقدمه المؤسسة له من حقوق فلا حقوق دون الواجبات المطلوبة منه.
إخلاصه بعمله وتقديم الواجبات المفروضة عليه بإخلاص وأمانة وحفاظا على مؤسسته هو ضمن الواجبات التي فرضها علية الدين والأخلاق والقانون فقانون العمل الفلسطيني حث العامل بأن يقوم بعمله على أكمل وجه.
فالمادة (33) من قانون العمل الفلسطيني تنص على (يلتزم العامل بتأدية عمله بإخلاص وأمانة وبالمحافظة على أسرار العمل وأدواته ولا يعتبر العامل مسئولاً عن خلل الأدوات أو ضياعها نتيجة أي ظرف طارئ خارج عن إرادته أو قوة قاهرة).
الدين الإسلامي يحث على الانتماء الوظيفي:
إن الله تعالى ورسوله الكريم قد حثوا على العمل والصدق والأمانة في العمل على أكمل وجه فلا عمل بدون انتماء للمكان الذي تعمل به.
فقد قال الله سبحانه وتعالى بسورة التوبة ايه 105.”وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ”.
قَالَ اللَّهُ سبحانه وتعالى بسورة الحجرات اية 13: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).
وبالحديث النبوي قال أبو سعيد، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لو أن أحدكم يعمل في صخرة صماء ليس لها باب ولا كوة، لإخراج الله عمله للناس كائنا ما كان”.
وبالحديث النبوي عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن أعمالكم تعرض على أقربائكم وعشائركم في قبورهم، فإن كان خيرا استبشروا به، وإن كان غير ذلك قالوا: “اللهم، ألهمهم أن يعملوا بطاعتك”.
ما أهمية الانتماء الوظيفي؟
إن مؤشر أهمية الانتماء الوظيفي مهماً على ولاء الموظف للمؤسسة التي يعمل بها، فإنه يحقق عدة أهداف:
1- تحقيق الإنتاجية العالية للمؤسسة، ووعي الموظف بأهمية تقديم العمل بجودة عالية، ورغبة الموظف في بذل الجهد لإنجاح المؤسسة.
2- إيمان الموظف بأهداف وقيم المؤسسة أو الشركة والرغبة بالحفاظ على المكانة التي يحتلها الشخص في المؤسسة، حيث يساهم الانتماء الوظيفي لدى العاملين باستمرار العمل باتجاه الزيادة والنمو بموارد قليلة، مثال (وانت تحافظ على موارد الموجود بحدود عملك كالورق أو طباعة المستندات من خلال الطابعة وبدون هدف يكون إهدار للموارد).
3- أخلاقيات العمل تقيس مدى رغبة الشخص في العمل. ومهنتك تقيس مدى التزام الموظف بتنفيذ المهام الموكلة إليه.
ومن الجدير بالذكر أنّ الدراسات تُشير إلى أنّ وجود هذه المعايير الأربعة عند الموظف يعني انتماؤه الوظيفي للمؤسسة ومشاركته وسعيه في إنجاحها.
كلمة الشكر مقرونة بالانتماء
قالوا من لا يشكر الناس لا يشكر الله، وأنه بالشكر تدوم النعم، فمسلمات الإدارة أن لكل مؤسسة مسؤول أو رئيس في المؤسسة هو صاحب القرار في الإنجازات أو تنفيذ قرار، والمسؤول يبدأ من الموظف في مكان عمله حتى رأس الهرم بالمؤسسة، ولكي نسمي الأمور بمسمياتها ونعطي كل ذي حق حقه، في انتماء الموظف لعمله ومكانه هو من يستحق الثناء والشكر على إنجازاته والانجاز المتراكم للمؤسسة، فلو كل موظف قدم عمله بانتماء وصدق للوصول إلى الهدف العام المنشود للمؤسسة.
ختاما: ان الموظف المنتمي لعمله هو ذلك الموظف المنتمي المدرك لأهمية مكانه فإن عملك المتقن وصدقك بعملك وتقديم الواجب المطلوب منك وتقديم الصدق بالعمل هو يعبر عنك وصدقك أمام الآخرين، الشخص الذي يشتم ويتحدث بالسيئ عن مؤسسته والآخرين الذين يسمعونه سيكون بنظرتهم له نظرة غير إيجابية بحقه، عيش كما أنت وحب ما أنت عليه لتحقق ما تريد وما تحب.
عيش كل لحظة على أنها اللحظة الأخيرة من حياتك، قدم عملك بإخلاص وحب وصدق فهو عنوان نجاح مؤسستك، و نجاح مؤسستك هي نجاح للمجتمع..
أن منع الآخرين أن يعبروا بالإساءة عن مؤسستك أمامك هو عمل أخلاقي منك، وتذكر أن مكان عملك هو مكان رزقك.