الرئيسية » في دائرة الضوء »
 
18 تموز 2015

الفسيخ ملك موائد الفطور الغزية في العيد

"الفسيخ" الوجبة الرئيسية على موائد الغزيين أيام العيد، لما يرونه فيها من فوائد من حيث زيادة شرب المياه وتعويض السوائل بعد أكله لتعويض نقص السوائل في رمضان، ومعادلة الملوحة في الجسم بعد تناول الحلويات بكميات كبيرة خلال زيارة الأقارب في العيد. إلا أن مرااقبون يرون أن طريقة تصنيعة بدائية، وأسواقه لا تحظى بالرقابة اللازمة، لذلك يعتبرون تناوله غير صحي.

\

غزة- بوابة اقتصاد فلسطين| أسامة الكحلوت- ما أن يقترب عيد الفطر، حتى يتزاحم الغزيون على أسواق السمك المملح "الفسيخ"، الذى يعتبر الوجبة الرئيسية على موائدهم الصباحية فى أول أيام العيد، وهي عادة وتقليد متوارث يلي رمضان.

ولا يقتصر أكل الفسيخ على أول أيام العيد، فالأسواق الشعبية فى قطاع غزة والمحلات التجارية لا تخلو من الفسيخ قبل العيد وخلاله، بالأضافة لسمك الرنجا الذى بدأ يزاحم الفسيخ فى الأسواق خلال السنوات الماضية.

المواطن أحمد ابو مصطفى يعتبر الفسيخ وجبته المفضلة صباح العيد، ويحرص على شراء الكمية التى تكفى أسرته ليومى العيد، منذ بدء بيعه فى الاسواق، لاعتقاده بأن الفسيخ يرفع الملوحة فى الجسم، وهو ما يحتاجه الإنسان بعد تناوله لكميات كبيرة من الحلويات خلال زيارة الأقارب في العيد، كما أن الفسيخ يدفع لشرب كميات كبيرة من المياه طوال أيام العيد، وهذا يساعد المعدة على استعادة نشاطها بعد شهر رمضان.

ويقوم أبو مصطفى بشراء كمية تكفي أسرته لأيام العيد، يقوم بوضعه في الماء لحفظه من التلف ولتخفيف ملوحته، وهو نوعان، فمنه المدخن ومنه المملح.

من جانبه، أشار المواطن وائل عواد إلى أنه يشترى سمكة "الرنجا" قبل يومين من العيد ويقوم بتنظيفها وتمليحها لانه سمك مدخن، ويقوم بوضعها فى فرن كهربائى لتناولها على وجبة الافطار صباح يوم العيد.

\

 وفى السياق، شرح عيسى سمور تاجر أسماك "الرنجا" آلية تدخين هذه الأنواع من الأسماك وطبيعتها، حيث يقوم بشراء أسماك التونة التى تتحول فيما بعد للرنجا، وتكون بأوزان مختلفة تدور حول 400 جرام، ويقوم بتعقيمها على نار هادئة تصل الى 10 ساعات، لتدخل مرحلة التبريد والبيع بالجملة، بعد قطع رأس الأسماك واستخراج الأحشاء وتنظيفها داخل المتجر.

ويقول سمور إن كيلو الرنجا يباع مقابل 25 شيكل، ويضيف "فى هذا العام لاحظت إقبالا كبيرا على شرائه  نظرا لعدم إدخاله هذا العام من إسرائيل لغلاء الأيدى العاملة، وتكون فترة تسويقها غالبا فى الأعياد فقط، ومعدل انتاجى سنويا لفترة العيد فقط تقدر 500 كيلو".

مشيرا الى أن تجهيز هذه السمكة منذ شرائها وصولا لتدخينها وتسويقها فى المحلات يستغرق أربعة ايام فقط، مع مراعاة اتباع أساليب صحية ونظافة باستخراج الدم من السمكة خلال رحلة الانتاج.

لكن آلية تصنيع هذا النوع من السمك لا تحظى بتأييد رئيس قسم الإنتاج الحيوانى فى كلية الزراعة بجامعة الأزهر بغزة الأستاذ الدكتور حاتم الشنطى، الذي يرى أن طريقة تصنيع الفسيخ بغزة هى طريقة غير صحية وبدائية، لأسباب تتعلق بنوعية السمك المستخدم الذي قد يكون فاسدا أو منتهي الصلاحية، ويتم تسويقه بناء على عدم وجود رقابة على هذه التجارة، ولا يوجد أشخاص يراقبون إنتاج الفسيخ باجراء تحليل لإثبات صلاحيته من فساده، لسرعة تسويقه فى العيد.

وتابع الشنطى: "طريقة حفظ الأسماك المملحة وطريقة التمليح تؤدى الى تندرة البروتين فى لحم السمك، وبيعه فى الأسواق العامة تحت اشعة الشمس الشديدة يؤدى الى فساده، ويؤدى ذلك الى الإصابو بأمراض ونزلات معوية عند المواطنين بعد تناوله، وهناك أمراض تأتي حسب نوع البكتيريا او الفطريات الملوثة للسمك، بعكس ما يعتقده التجار أن الملوحة الزائدة تقتل البكتيريا، ولكن هناك أنواع من البكتيريا تعيش فى تركيزات مرتفعة من الملح".

وأشار إلى أن الرقابة صعبة فى هذا الموسم لعدم قدرة وزارة الصحة على متابعة كل الأسواق بطريقة سلسلة، ومن هذا المبدأ يجتهد التجار بطرق تصنيع الفسيخ، بتجفيفه ووضع أملاح هائلة عليه ليحل الملح بدل الماء الموجود فى لحم الأسماك.

 

مواضيع ذات صلة