إسرائيل تعتزم زيادة صادرات الغاز لأوروبا بعد العقوبات على روسيا
بوابة اقتصاد فلسطين
باتت إسرائيل تحتل مكانة مركزية في تصدير الغاز إلى أوروبا، إثر الضغوط الأميركية لتوفير حلول بديلة للغاز الروسي والعقوبات على موسكو في أعقاب غزو أوكرانيا. ومكانة إسرائيل في هذا السياق ناجمة عن استخراجها للغاز من حقول في البحر المتوسط وموقعها الجغرافي، وبالأساس بسبب "اتفاقيات أبراهام" وعلاقاتها مع مصر والأردن والولايات المتحدة خصوصا، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "غلوبس" اليوم، الخميس.
وأشارت الصحيفة إلى أن أهمية ارتباط إسرائيل بمنظومة الطاقة الإقليمية لا تنحصر ببيع الغاز والجوانب الاقتصادية، وإنما "بتعزيز وترسيخ الحلف السياسي الإقليمي المعتدل أيضا".
واعتبرت الصحيفة أنه "لولا اتفاقيات أبراهام لما كانت الاتصالات بين دول المنطقة والحلول (لتصدير الغاز) ممكنة"، وأن الحاجة إلى حلول لتزويد أوروبا بالغاز "أعاد الأميركيين للتدخل بشكل أكبر في دفع الاتفاقيات في المنطقة، وبضمنها إدخال دول أخرى إلى هذه الدائرة".
وبحث مسؤولون إسرائيليون موضوع تصدير الغاز إلى أوروبا في عدد من اللقاءات، في الفترة الأخيرة، بينها اجتماع وزراء خارجية إسرائيل والولايات المتحدة والإمارات ومصر والمغرب والبحرين في النقب، ولقاء الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، مع نظيره التركي، رجب طيب إردوغان، ولقاءات عقدتها وزير الطاقة الإسرائيلي، كارين إلهرار، في مصر، ولقاءات عقدها رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، ووزير الخارجية، يائير لبيد، مع رؤساء ووزراء خارجية دول في المنطقة.
يشار إلى أن روسيا كانت تزود أوروبا بأكثر من 150 مليون متر مكعب من الغاز سنويا، أي حوالي 40% من احتياجات الغاز في أوروبا. وتحاول الولايات المتحدة تزويد أوروبا بالغاز من عدة مصادر، بحيث تزود بنفسها 15 – 20 مليون متر مكعب، وقطر 20 – 30 مليون متر مكعب، ودول "إيستميد" (دول شرق المتوسط – إسرائيل، مصر، اليونان وقبرص) 20 مليون متر مكعب، بينها 10 مليون متر مكعب على الأقل من حقل الغاز الإسرائيلي "ليفياتان".
وذكرت وكالة رويترز أن جهات إسرائيلية وأميركية وكردية – عراقية بحثت نقل الغاز من إقليم كردستان العراق إلى تركيا ومنها إلى أوروبا. وبحسب الصحيفة، فإنه خلال محادثات شاركت فيها دول خليجية أيضا، وعلى رأسها الإمارات، جرى الحديث عن مدّ أنبوب غاز من الخليج إلى العراق وربطه بأنبوب تركي الذي ينقل الغاز حاليا إلى أوروبا. ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها إن إسرائيل تساعد في هذه المفاوضات، لكن ثمة إشكالية في حل كهذا بسبب الوضع الأمني في العراق.
وحل آخر مطروح الآن، يقضي بنقل الغاز من إسرائيل إلى تركيا من خلال مدّ أنبوب في أعماق البحر من حقل "ليفياتان"، وزادة ضخ الغاز منه. وتبلغ تكلفة مد أنبوب كهذا لمسافة 550 كيلومترا تصل إلى 1.5 مليار دولار، بينما تكلفة أنبوب "إيستميد"، من إسرائيل إلى أوروبا عن طريق اليونان، هي 6 مليارات دولار، حسب الصحيفة.
كذلك يجري بحث طريقة أخرى لنقل الغاز من خلال ضغط الغاز وليس تسييله، وهذه عملية أقصر بكثير ولا تحتاج إلى بناء منشآت تسييل، وإنما إلى ضواغط توضع في الموانئ وضغط الغاز في حاويات، ولدى وصوله إلى غايته بالإمكان إعادته إلى وضعه الطبيعي.