الرئيسية » محلي » في دائرة الضوء » دولي »
 
17 تموز 2015

العيدية.. عادة محببة أم عبء ثقيل

هبة (محاسبة، 27 عاما) تقدر عيديتها بألفين شيكل، في حين تقدرها ربى (مترجمة، 23 عاما) بـ600 شيكل. وفي المقابل يقدر عبد القادر (صحفي، 33 عاما) المبلغ الذي يقدمه كعيديات لأخواته وأمه بـ1200 شيقل. وأبو محمد ( متقاعد، 65 عاما) فقدره بـ2000 شيقل. فكيف ينظر الناس خصوصا الشباب لهذه العادة؟

\

بوابة اقتصاد فلسطين| أسماء مرزوق، بأجمل الملابس ينتظر الأطفال صباح العيد تلقي العيدية فهي للكثير منهم فرصة ذهبية لجمع مبلغ قد يحقق حلما كبيرا من أحلام الأطفال الصغيرة. إلا أن "العبء" الحقيقي على الرجال هو عيديات القريبات من النساء فهي يجب تكون مبلغا يعكس قدر الرجل.

وعُرفت العيدية، وهي مبلغ مالي يقدم في الأعياد، في البلاد الإسلامية منذ مئات السنين. إذ اعتاد السلاطين والملوك على توزيع العيدية على الولاة وعلى الفقهاء وحفظة القرآن وكذلك على الناس العاديين الذبن يذهبون إلى الخليفة صباح العيد فينثر عليهم الدراهم والدنانير. 

في بلادنا عادة العيدية مترسخة منذ القدم. إذ يعطي الرجال العيدية لنساء العائلة وأطفالها حتى للفروع البعيدة. الأمر الذي ينتقده البعض كونه يشكل عبئا ثقيلا على الرجال لا سيما ممن ينتمون لعائلات ممتدة قد يصل عدد النساء فيها لأكثر من 150 امرأة. وفي ذات الوقت الذي يرى آخرون في العيدية جزءا جميلا من الموروث الثقافي وأمرا مهما لوصل الأرحام يجب الحفاظ عليه.

ويقول الشيخ صالح معطان إمام المسجد العمري في البيرة: العيدية عادة أكثر منها عبادة، لكن ديننا يشجع على هذه العادات "تهادوا تحابوا" خصوصا كونها وصلا للأرحام لكن الأصل عدم المبالغة فيها لغير القادر، فالجود من الموجود.

من جانبه، يرى أمجد من الخليل (35 عاما) أن الرجل يشعر بسعادة عارمة عندما يهب مبلغا ماليا كعيدية لأخته أو عمته، فالشعور بالنسبة له يعوضه عن خلخلة الميزانية للشهر أو شهرين بسبب المبلغ المدفوع. 

في حين يعتبر ثابت من نابلس (46 عاما) العيدية مسألة لا طعم لها ولا رائحة فالأجمل هو تبادل الهدايا، لا أن يُربط العيد والزيارات بتقديم مبلغ مالي قد يدمر ميزانية الشخص، الأصل هو وصل الرحم والعيدية قد تجعل البعض ينفر من زيارة اخته أو عمته لأنه سيضطر لدفع مبلغ ربما لا يملكه حسب ثابت.

في حين قال محمد من جنين (27 عاما): العيدية أمر محبب وهي جزء من عاداتنا يجب أن نحافظ عليه، فهي تخلق جوا من الود والمحبة، بغض النظر عن المبلغ صغر أم كبر، و من الجميل أن يزور الرجل أخته وعمته وخالته ويقدم لهن ما يتناسب مع قدرته.

أما من جانب النساء، فالعيدية تعني لسونيا من رام الله (33 عاما) عادة جميلة يجب الاحتفاظ بها، وتقول مع ابتسامة: إنها فرصة للحصول على مبلغ مفيد، انا ضد التخلي عن هذه العادة، وهي فرصة لزيادة التكافل الاجتماعي. مع ذلك ترفض أن تكون شبه إجبارية على الرجل أو مقيدة بقوانين، "فقد يقدم زوجي أحيانا عيدية "محرزة" لعمته ذات الوضع المادي الصعب في حين يحضر هدية بسيطة لعمته الأخرى".

وتعارضها في ذلك ضحى من بيت لحم (24 عاما) فهي ترى في العيدية انتقاصا من كرامة المرأة وأمرا غير عصري "لماذا يقدم الرجل عيدية لمرأة قد تعمل مثله وربما أعلى منه دخلا وأكبر عمرا؟". معتقدة أن الأجمل هو تبادل الهدايا بين الناس رجالا ونساء بشكل يخفف العبء عن العائلات، ويقوي أواصر المحبة.

مواضيع ذات صلة