فرحة العيد بالخليل العتيقة ممزوجة بغصة الفراق والهجران
يطل عيد الفطر المبارك على البلدة القديمة في الخليل وتجارها وقاطنوها غارقون بالدعاء أن تبقى عامرة بأهلها وزوارها ما بعد رمضان، فبهجة العيد وفرحته ممزوجة لديهم بالخوف من فراقها وأن يغادرها روادها كما في الأعوام الماضية عقب انصراف شهر رمضان الفضيل.
بوابة اقتصاد فلسطين| أحد أصحاب المتاجر في البلدة القديمة الشاب رائد أبو إرميلة قال لــ'وفا' إن حماية البلدة القديمة مسؤوليتنا في الخليل خاصة، وفلسطين عامة، وحتى أشقاؤنا وأحرار العالم في الخارج يقع على عاتقهم واجب حمايتها وتعزيز صمود أهلها، جميعنا يعلم ونرى بأم أعيننا كيف تجلب سلطات الاحتلال مستوطنيها من جميع أرجاء العالم لتفرض واقعا استيطانيا، كما حصل في مدننا وقرانا الفلسطينية في أراضي عام 1948م.
وتابع أبو ارميله، رسالتي التي أبرقها لجميع القيادات الفصائلية والوطنية 'لا نريد شعارات جوفاء وتباكي لا نلمس نتائجه إلا في حب الظهور بوسائل الاعلام'.
من جانبه، قال التاجر نادر فنون (43 عاما) أثناء جلوسه أمام محله الذي يبيع فيه الخضار والفواكه: الوضع المحزن الذي يعيشه تجار ومواطنو البلدة القديمة عقب عيد الفطر سببه هجرها من قبل روادها من المصلين وغيرهم الذين اعادوا الحياة الى اسواقها ومساجدها خاصة الحرم الابراهيمي خلال الشهر الفضيل، وكل ما تتعرض له البلدة القديمة سببه اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه التي تطال كل شيء حتى التاريخ يحاولون تزيفه.
وأضاف، نحن نؤمن يقيناً بأن الحياة مستمرة وأن من حق أطفالنا وعائلاتنا أن تفرح بقدوم العيد لأننا شعب مسكون بحب الحياة ما استطعنا إليها سبيلاً، ونعلم أن مخاض ايامنا عسيرا لكن لا بد من بزوغ فجر جديد لننعم وينعم أطفالنا بالحرية وتعود بلدتنا القديمة محطة يذكرها الزائرون في جميع أيام العام، ليس في رمضان فقط.
وبدوره، قال الحاج محمد أبو رجب وبحرقة ومراره وهو متكأ على عصاه وقد اغرورقت عيناه بالدموع 'الصبر يا ولدي الصبر البلدة القديمة هي رئتنا التي نتنفس منها الهواء النقي رغم كل هذا التلوث، ولا يقدرها إلا من قضى عمره في أزقتها وحاراتها، وانصرف متوجها صوب الحرم الإبراهيمي'.
وعقب رئيس غرفة تجارة وصناعة الخليل محمد غازي الحرباوي، في تصريح لــ'وفا' على ما يجري في البلدة القديمة بقوله: منذ اليوم الأول لاستلامنا مجلس الغرفة عملنا من أجل ان تكون البلدة القديمة منطقة تجارة حرة معفاة من الضرائب والجمارك، لكن مساعينا في هذا الاطار قوبلت بالرفض.
واسهب 'عملت الغرفة على تشجيع القطاع الخاص لبيع منتجاتهم لمحلات البلدة القديمة بأسعار تفضيلية، لجذب المتسوقين من محافظة الخليل وجميع أنحاء الوطن، ونحن نقف دائما إلى جانب بلدتنا القديمة من تجار وسكان، ونقدم كل إمكانياتنا المتاحة لدعم صمودهم، ونحن معنيون بعودة الحياة والحركة إلى هذه المنطقة لأن 'الجنة بلا ناس ما بتنداس'.
وحث الحرباوي، الجميع على تحمل المسؤولية تجاه البلدة القديمة، خاصة في ظل الإجراءات الإسرائيلية التي تسعى إلى تهويد قلب المدينة وتفريغها من سكانها.
وطالب الجمعيات الخيرية والحكومة بأن تقدم مساعداتها للتجار والسكان في البلدة على شكل 'كوبونات' تصرف من محلات البلدة القديمة لتعزيز صمود تجارها واعادة الحركة لاسواقها، كي تبقى عامره بأهلها وزوارها.
وأوضح أن الغرفة التجارية أعفت جميع تجار البلدة القديمة من رسوم العضوية، وأخذت على عاتقها تجديد عضويتهم تلقائياً.
(جويد التميمي- وفا)