الفيسبوك الأداة التسويقية الأرخص والافضل للتجار
عماد الرجبي
بنظرةٍ سريعةٍ على الصفحات الرئيسية في "الفيسوك"، نلاحظ أن أصحاب المحال التجارية والشركات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة في فلسطين استدلت على طريقة الترويج عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
فقبلَ أيامٍ من بدء عيدِ الفطر، لاحظنا كميةَ الإعلاناتِ الكبيرة، خاصة في ما يتعلقُ بالملابس والأحذية والأجهزة الكهربائية، التي توجهت لنا كمستخدمي فيسبوك لحثنا على الشراء.
وبلغَ عددُ مسّتخدمي الفيسبوك في فلسطين مليون ونصف المليون بحسب دراسة قام بها مركز شارك الشبابي منتصف العام الماضي. وطبقا لتقرير شركة "زومسفير" العالمية لإحصائيات السوشيال ميديا 2013، فأن فلسطين تحتل أعلى دولة من حيث استخدام "الفيسبوك" بالمقارنة مع عدد السكان حيث وصلت النسبة إلى 40% .
وعلى ما يبدو، فقد رأت المتاجر والشركات بهذا الموقع الافتراضي، المكان الأفضل للترويج عن خدماتها وبضائعها بدلا من وسائل الإعلام التقليدية (الصحف، الإذاعة، التلفزيون) نظرا لانخفاض التكلفة وقدرتها على الوصول إلى أكبر عدد من المواطنين إضافة إلى سهولة تغير خصائص الإعلان في حال لم يكن مستهدفا الفئة الصحيحة المهتمة بالسلعة أو الخدمة.
وهنا فرق كبير، فالوسائل التقليدية، تأخذ آلاف بل عشرات آلاف الشواقل للإعلان وترفع السعر على المعلن كلما اقترب من وقت الذروة بغض النظر عن طبيعة الأشخاص المستهدفين. لذلك يكون هناك خطر حقيقي في فشل الإعلان.
وبحسب ما نشره "الفيسبوك" عن سياسة الإعلانات، فانه يستطيع معرفة اهتمامات الشخص على موقع التواصل الاجتماعي من خلال تتبع نشاطاته كالمواقع التي يفضلها وأنواع المواضيع التي يقبل عليها.. ومن ثم يقوم بتحليلها لاستخدامها في ما بعد لإغراض تجارية.
ودليل آخر على نجاحها، هو التفاعل الذي يتم على الإعلان سواء بالاعجاب أو حتى بالتعليقات. فالمتابع يرى جيدا أن أكثر الاسئلة تدور حول "مكان المنتج وسعره" فيما يقوم صاحب الشركة او المتجر بالرد على تلك الاسئلة، وهذا الامر مفقود في الوسائل الاعلانية الاخرى وهو ما يسمى "بالتغذية الراجعة".
لذلك، ليس مستبعدا أن نشّهد في المستقبل إقبالا واسعا على "الفيسبوك" وعزوفا عن الإعلان في الوسائل التقليدية في حال لم تبدأ الاخيرة بالتفكير في طرق تجمع بين الإبداع في الاعلان والسعر المنافس. فما يهمُ صاحب رأسِ المال أن يؤثر إعلانه بأكبر قدر من المواطنين وبأقل الأسعار.
إن اقبال الشركات والمتاجر على "الفيسبوك" يعتبر أمرا صحيا فهي طريقة يمكن من خلالها حفظ أموال التاجر من خلال قلة التكلفة والوصول إلى عدد كبير من الأشخاص المهتمين بالسلعة أو الخدمة.
ولا يمكن اغفال ان "الفيسبوك" اتاح للافراد الذين ليس باستطاعتهم فتح متجر من عرض بضاعتهم للمواطنين وبيعها وهو ما خلق فرص عمل لهم قد تؤدي مستقبلا إلى فتح متجر خاص بهم سيؤدي للمساهمة في انعاش الاقتصاد.
إضافة إلى ذلك، يشجع الترويج عبر "الفيسبوك" إلى المنافسة بين الشركات. فقد شاهدنا خلال الإعلانات التي تعرض قبيل عيد الفطر عروضا. وكان الملفت في بعضها أن أسعارها متوسطة وتحمل جودة جيدة جدا.
وأيضا أتاحت الخدمة التعرف على العديد من الشركات والمتاجر، فبعض الأشخاص لا يعرفون إلا بعض المحال الموجودة في وسط المدن.
الجدير بالذكر، أن الإعلان عبر "الفيسبوك" يحتاج إلى بطاقة "فيزا كارد" يمكن الحصول عليها من البنوك الفلسطينية حيث يستغرق إصدارها نحو 10 أيام أو يمكن اللجوء لبعض الشركات المتخصصة في الترويج.
وينصح قبل أن يبدأ الشخص بالترويج أن يقرأ مقالات أو اخذ دورات حتى يستطيع أن يصل إلى الفئة المستهدفة بأقل التكاليف ما يؤدي إلى نجاح الإعلان.