الرئيسية » رواد الإقتصاد »
 
06 كانون الثاني 2022

د. عماد السعدي: من أبرز الشخصيات المؤثرة في الاقتصاد الفلسطيني

بوابة اقتصاد فلسطين 

رغم أنه يشغل واحداً من أهم المناصب ألا وهو مدير عام البنك الإسلامي الفلسطيني، غير أن د. عماد السعدي رسم لنفسه مساراً صعباً كلله بتحقيق نجاحٍ كبير، فها هو يحصل على شهادة الدكتوراه من جامعة صباح الدين ازعيم-باسطنبول بعد إنجازه رسالة حول الشمول المالي وأثره في تحقيق أهداف التنمية المستدامة (دراسة تطبيقية عن المؤسسات المالية الإسلامية في فلسطين) بإشراف البروفيسور أشرف محمد دوابه من مصر.

ابن الـ (52) عاماً واصل رحلة دراسته دون أن يترك ذلك أي أثر على عمله أو حياته الأسرية، إذ كان يسافر أسبوعياً إلى إسطنبول للمشاركة في المحاضرات أيام الجمعة والسبت، وعلى الرغم من السفر الأسبوعي ومشاقه إلا أن رفقة صديقه جمال الحوراني مدير منطقة فلسطين في البنك العربي هونت عليه المصاعب. يقول السعدي"لم يكن يشعر أحد بأننا نسافر أسبوعياً، كوننا نسافر الخميس مساءً ونعود مساء السبت".

السعدي متزوج ولديه 4 بنات أكبرهن "دانا" خريجة جامعة بيرزيت في تخصص الإدارة المالية والمصرفية، و"تالا" و"آية" اللتان تكملان دراستهما الجامعية في تخصص دكتور صيدلي، أما أصغرهن فهي ماسة الطالبة في الثانوية العامة لهذا العام.

ولدى السعدي ابنان "ناصر" و"زين" وهما طالبان في المدرسة، أما زوجته وشريكة حياته ونجاحه فهي سيدة أعمال يفتخر بها ولديها مشروعها الخاص.

على الرغم من المسؤوليات الكبيرة في حياته العملية، غير أن السعدي يجد وقتاً كافياً لقضائه مع الأسرة وخصوصاً في العطل الأسبوعية، ويحرص على التنشئة السليمة لأبنائه ليكونوا مميزين وقادرين على خدمة مجتمعهم ووطنهم.

يحرص السعدي على ألا يكون هناك أي تداخل بين جوانب حياته المختلفة، فعلى سبيل المثال عندما اتخذ قراراً باستكمال دراسته العليا والحصول على شهادة الدكتوراه عمل على الفصل قدر الإمكان بين عمله في البنك وحياته الأسرية ودراسته، لذا اشترى مكتباً خاصاً برام الله، وضع فيه كل ما يتعلق بدراسته من مكتبة كبيرة ومراجع وقضى فيه ساعات طويلة جداً امتدت أحياناً حتى ساعات الفجر.

ينسب السعدي إنجازاته بعد الله سبحانه وتعالى، لزوجته وأبنائه وتفهمهم ودعمهم اللامحدود بالتشجيع وتوفير الجو المناسب للدراسة والبحث والإنجاز.

خارج نطاق العمل يحب السعدي التواجد مع العائلة في المنزل "بيتوتي" حيث يخصص جزءاً كبيراً من وقته للبيت والأولاد أيام الجمعة وأحياناً السبت إذا لم يكن هناك اجتماعات للبنك، وأجمل اللحظات لديه هي التي يقضيها باللعب مع ابنيه ناصر وزين، فهناك هوايات مشتركة مثل كرة القدم والسباحة، بالإضافة إلى حب أبنائه أن يستمعوا منه إلى قصص قديمة حول طفولة أبيهم رغم الاختلاف بين الجيلين واهتماماتهما.

يحب السعدي القراءة ويمضي أوقاتاً طويلة وهو يقرأ خاصة في الأمور التي تثري معرفته في مجالات الاقتصاد الإسلامي والمعايير الشرعية.

 يستذكر السعدي أجمل لحظات حياة والدته التي توفيت قبل نحو عام، فهي سبب توفيقه بعد الله عز وجل، وكان يقضي معها أجمل الأوقات في جنين ويستمع لكلامها ودعواتها وتوجيهاتها الدائمة له، قائلاً "أجمل لحظات الحياة هي أن تشعر أنك طفل بعين والدتك، وكم هو صعب ومرير فقدان الأم حين تشعر بأنك فقدت طفولتك ودلالك الحقيقي".

رسالة دكتوراه مميزة

اختار السعدي عنوان رسالته انطلاقاً من الاهتمام الكبير للمؤسسات المالية وصناع القرار في فلسطين لتحقيق الشمول المالي واتخاذ كل التدابير اللازمة التي ترفع من مستوى الوعي والمعرفة والقدرات المالية اللازمة لمختلف شرائح المجتمع وخصوصاً المهمشة منها، وهو ما دفع لإقرار الاستراتيجية الوطنية للشمول المالي.

كما جاء اختياره لهذا الموضوع انطلاقاً من أهميته في تحقيق النهوض بأوضاع الفقراء والمناطق المهمشة ومحدودي الدخل وكذلك دمج الشباب والمرأة في الدورة الاقتصادية، والاهتمام بالاحتياجات والأولويات اللازمة، وكذلك الاستفادة من تجارب الدول التي نجحت في بناء نماذج رائدة في تحقيق الشمول المالي بالاعتماد على مبادئ مجموعة العشرين (G20) والتحالف الدولي للشمول المالي (AFI) والمبادئ الرئيسية لإنشاء استراتيجية وطنية للتثقيف المالي التي تم اعتمادها من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OCED).

تركز الرسالة على كل من أبعاد الشمول المالي الثلاثة (استخدامَ الخدماتِ الماليَّةَ، جَوْدَةَ الخَدَماتِ الماليَّةِ والوصولَ للخدماتِ الماليَّةِ) وأبعاد التنمية المستدامة (التَّنميَةَ الاجتماعيَّةَ، التَّنميَةَ البِيئيَّة والتَّنميَة الاقتصاديَّة)، والتي تحث المصارف الإسلامية على تعزيز التعاون فيما بينها من خلال تبادل الخبرات وتعزيز مهارات الكادر للوصول لأفضل الطرق لخدمة المتعاملين معها بجودة عالية وبأكثر الطرق فعالية. ومما يستوجب ذكره بأن إجراء المصارف دراسات مسحية دورية موحدة حول مدى انتشار الخدمات المصرفية الإسلامية وتقييم أدق لأولويات المجتمع يؤدي إلى قيام المصارف بمراجعة خدماتها والتعرف أكثر على مدى كفاءتها في ضوء استحداث العديد من المنتجات المصرفية الإسلامية وتنامي الرقمنة المصرفية، وبالتالي العمل على رفد الصناعة المصرفية الإسلامية بأنسب الحلول المصرفية المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية.

 تحث الدراسة الخطى نحو قيام المصارف الإسلامية بتأسيس نظام موحد للمسؤولية المجتمعية مع توجيهِ أنشطتِها توجيهًا أكبرَ نحوَ دعمِ المشاريعِ الصَّناعيَّةِ والاستثماريَّةِ الَّتي تُحْدِثُ فائدةً طويلةَ الأمدِ على المستفيدينَ والمجتمعِ بشكلٍ عامٍ، وذلك انطلاقاً من رسالتها السامية لخدمة مجتمعها ووفقاً للأولويات المرحلية.

يذكر بأن الدراسة أظهرت مدى الحاجة لتوحيد ومنهجة التوعية المالية والمصرفية الإسلامية لكافة شرائح المجتمع لما له من دور كبير في تعزيز استقطاب الجمهور وزيادة الحصة السوقية للمصارف الإسلامية وتعزيز موقعها التنافسي.

السعدي في سطور

-تمتد خبرة السعدي في المجال المصرفي لأكثر من (28) عاماً، حيث التحق بالقطاع المصرفي منذ العام 1993، وتدرج في عدة مناصب إدارية رفيعة في البنك الإسلامي الفلسطيني كان أولها منصب المدير الإقليمي للفروع، ثم مساعد المدير العام لشبكة التوزيع، وفي مطلع العام 2019 تولى السعدي منصب نائب المدير العام، قبل أن يتولى لاحقاً منصب المدير العام للبنك، كما أنه عضو في مجلس إدارة شركة التكافل للتأمين ممثلاً عن البنك.

-خلال العام 2019 جرى اختيار السعدي خبيراً مالياً وعضواً في مجلس إدارة صندوق الإقراض الزراعي بقرار من مجلس الوزراء الفلسطيني وبترشيح من وزير الزراعة.

-خلال العام 2020 أصبح السعدي عضواً في مجموعة عمل الاستدامة التابعة للمجلس العام للمؤسسات والمصارف الإسلامية CIBAFI Sustainability Working Group مع نخبة من الخبراء في الاقتصاد والمصرفية الإسلامية في العالم.

-يحمل السعدي شهادة الدكتوراه من جامعة صباح الدين ازعيم- اسطنبول، وشهادة الماجستير في الإدارة المالية والمصرفية من جامعة M.S UNIVERSITY–INDIA، وشهادة البكالوريوس في المحاسبة.

-عضو في هيئة الاعتماد والجودة – وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.

-في العام 2019 اختارته مجلة "الاقتصادي" في فلسطين من بين أبرز الشخصيات المؤثرة في الاقتصاد الفلسطيني، علماً أنه قد عمل سابقاً محاضراً في الجامعة العربية الأمريكية ومدرباً لموظفي البنوك في معهد فلسطين المصرفي.

المصدر: مجلة البنوك في فلسطين

 

 

 

كلمات مفتاحية::