الرئيسية » الاخبار الرئيسية » في دائرة الضوء »
 
27 كانون الأول 2021

خبير سيارات: السيارات الكورية الأكثر مبيعا في فلسطين.. والمستخدم الأوفر حظا خلال العام 2021

خبير سيارات: 17% فقط حجم مبيعات السيارات الجديدة خلال العام 2021

حسناء الرنتيسي- بوابة اقتصاد فلسطين

لم يكن عام 2021 العام الأفضل لتجارة السيارات في فلسطين، عام اتسم بارتفاع أسعار السيارات بشكل يخالف توجه الحكومة لمحاربة السيارات غير القانونية التي تأتي من اسرائيل، والتي تتسبب بحوادث قاتلة نتيجة عدم صلاحيتها للسير على الشارع.

المهندس أكرم العواودة مدير عام اتحاد مستوردي السيارات المستعملة يرى أن غياب السياسة الفاعلة نحو تنظيم سوق السيارات هو ما دفع للفوضى فيه، من حيث المغالاة في الأسعار دون حسيب أو رقيب، ما أدى لمزيد من تهريب السيارات من اسرائيل.

عزوف عن الجديد

يوضح العواودة أن الطلب في السوق الفلسطيني هو من حصة السيارات المستخدمة، ويرى أن سياسة بيع الجديد التي دفعت للعزوف عنه، فباتت السيارات الجديدة محدودة النسبة بالسوق، وتشكل نحو 17% من مجموع السيارات المبيعة، وبالتالي لم تعد الوكالات ذات قيمة عالية، وأصحابها مههدون بالانهيار والخروج من السوق، فمن لديه وكالة ويبيع 20 سيارة او حتى 100 سيارة في السنة فوضعه سيكون سيئا، لأنه لن يتمكن من تسديد التزاماته خلال العام من حيث مصاريف المعرض وما إلى ذلك.

السياسة المتبعة في بيع الجديد تتمثل في تقسيط أسعار السيارات عبر البنوك، وهذا دفع لإضافة 30-35% على سعر السيارة، فإذا كان سعر السيارة 100 ألف شيقل، يدفع الزبون 135 ألف شيقل عند التقسيط للبنك، الزبون سيفضل شراء المستخدم الذي قد يكون سعره مثلا 90، بالتالي توفير مبلغ 35 ألف فوائد بنكية على نفسه.

ويأتي ارتفاع سعر المستخدم حسب العواودة الى ارتفاع أسعار السيارات بشكل عام، وارتفاع أسعار السيارات الكورية بشكل خاص، والتي شهدت حركة مبيعات كبيرة شكلت ما نسبته 50% من مبيعات السيارات في الوطن، ومن المتوقع أن تصل المبيعات نحو 30 ألف سيارة أو أكثر بقليل، منها 15 ألف سيارة كيا وهيونداي.

ويشير العواودة الى أن ارتفاع سعرها سببه أن التاجر الجديد يبيعها بسعر مرتفع، رغم أن الجمرك الجديد أرخص من جمرك المستخدم، حيث يبيع السيارة بالتقسيط، فإذا أراد بيعها كاش وخصم هذا المبلغ تصبح السيارة قيمتها كالمستخدم، وبالتالي يفسد بيع السيارات الأخرى لديه، وهذه هي سياسة بيع الجديد التي أدت الى العزوف عن اقتنائه حسب العواودة، والذي يؤكد أن سياسة بيع الوكالات هي التي تشجع المواطن لشراء المستخدم.

ونصح العواودة بشراء السيارة عن طريق الكاش إن سمحت ظروف الزبون، ولكن عند شراء السيارات عن طريق الشيكات يقوم التاجر بوضع فوائد عليها، وبالتالي الفائدة بدلا من حصول البنك عليها يحصل عليها التاجر نفسه، وهذا هو الفرق بين الشراء عن طريق البنك او عن طريق الشيكات.

150 سيارة رانج روفر بيعت هذا العام

ورغم تردي الوضع الاقتصادي في فلسطين الى أن هناك  نحو 150 سيارة رانج روفر بيعت خلال العام 2021، فالرانج روفر ومثيلاتها من السيارات الفارهة لها زبائنها، فهناك 120-140 سيارة رانج روفر بيعت مستخدمة، و30 بيعت جديدة.

وأوضح العواودة أن أي سيارة في السوق الفلسطيني ثمنها 400 ألف شيقل الى 450 الف شيقل يذهب منها نحو 170-200 الف شيقل ضرائب وجمارك، أي من 35-50% جمارك وضرائب، لذلك هناك فارق كبير في السعر لهذه السيارات في فلسطين عن دول الجوار.

توجه عالمي لسيارات الكهرباء والهايبرد

التوجهات العالمية حاليا هي التقليل من التلوث البيئي قدر الامكان نظرا للكوارث البيئية التي تسسببها الملوثات الكيماوية، وبالتالي في قطاع السيارات جاءت سيارات الهايبرد والسيارات الكهربائية لتمثل حلا عالميا وبديلا لاستخدام الوقود.

سياسة اوروبية أنه مع عام 2025 لن يكون هناك انتاج لسيارات تعمل بالوقود الطبيعي، واسرائيل اتخذت قرارا مشابها أنه لن يتم استيراد اي مركبة تعمل بالوقود الطبيعي بعد 2030 على الإطلاق، وكثير من الدول قدمت حوافز وتخفيضات لقيمة الجمارك على هذه السيارات، وشجعت المواطن على التخلص منها واستبدالها بسيارات صديقة للبيئة.

يقول العواودة أن ثمن سهم تسلا وصل 2600 دولار، ولم يصل السهم لهذا السعر مهما كان، وتسلا هي شركة متخصصة في صناعة السيارات الكهربائية موقعها كاليفورنيا، وهي شركة عامة يتم تداول أسهمها في بورصة ناسداك بشعار TESLA.

ووصل السعر السهم فيها هذا الحد كونها تشتغل في السيارات الكهربائية، بما يتماشى مع الحاجة العالمية البيئية للتخلي عن السيارات التي تعمل بالوقود الطبيعي، وقد وقعت الشركة عقودا لتزويد مناطق مثل الصين ب50 مليون سيارة خلال فترة معينة.

أرقام مذهلة واتجاهات مختلفة تسير فيها السيارات الكهربائية في العالم، ونحن جزء من العالم، لكن بدون سياسة واضحة من الحكومة وشركات التأمين ورسوم الترخيص لن يكون هنك تغيير حسب العواودة، وستكون السيارات غالية جدا مقارنة باسرائيل، لذلك يلجأ الناس للسيارات الاسرائيلية والمشطوبة وغيره، السيارات التي ماتورها اقل من 2000 سي سي جمركها كنسبة أقل من جمرك السيارات في اسرائيل ولكن سعرها لدينا أعلى.

توقعات الأسعار للعام الجديد

يرى العواودة في معرض توقعه لأسعار السيارات في فلسطين للعام الجديد أن ما يرتفع سعره لن يعاود الانخفاض، مستندا الى التجربة التي تبرهن ذلك، يقول "لن يكون هناك تراجع في اسعار السيارات طالما أنه لم يتخذ أي قرار سياسي لخفض الأسعار."

وما قد يتداوله البعض من توقعات بانخفاض الأسعار يستند الى رغبة التجار نهاية العام في بيع سياراتهم وتحريك السوق من خلال خفض 10% على سعر بعضها وخاصة سيارات 2018 واقل، كونها ستصبح مع العام الجديد موديل 2017، وبالتالي هو أسلوب تجاري لا يعني أن هناك انخفاض سيحدث على أسعار السيارات ويؤكد العواودة أن ارتفاع أسعار السيارات غير مبرر، لأن الدولار انخفض، ورغم ارتفاع أسعار الشحن إلا أن السعر لم يصبح بتلك الزيادة التي حدثت، الارتفاع في أسعار الشحن لم يعني ارتفاع الف دولار على كل سيارة وبالتالي الارتفاع في الأسعار غير مبرر خاصة في ظل انخفاض الدولار.