بيئة ريادة الأعمال الفلسطينية: هل اقترب فايروس الفوضى والتخريب؟
بوابة اقتصاد فلسطين
هذه المرة لن أتحدث في مقالي عن المعيقات في بيئة الريادة والأعمال الفلسطينية: كالاحتلال، والقوانين الاقتصادية، والبطالة، وضعف البنية التحية التكنولوجية، وتقليدية التعليم، بل عن العوالم النفسية وبداية ظهور مظاهر قد تشوه قطاعاً واعداً. آملاً وراجياً أن يكون هذا المقال فرصة تنويرية وتطويرية إيجابية.
كلكم تعلمون أن بيئة الحياة والعمل في فلسطين بيئة مشوّهة من جهة، إلا أنها أيضاً بيئة توجد فيها فرص البناء والتطوير من جهة أخرى، نتيجة ارتفاع نسبة الشباب فيها، مما يتيح فرص الاستمرار في النمو والبناء والتجدد.
في أغلب الحالات تكون بيئة العمل في معظم الحقول مشحونة بالطاقات السلبية، والمشاكل السلوكية والنفسية، وثقافة "ضرب الأسافين" وغيرها. لذلك فإن بيئة ريادة الأعمال ليست بعيدة ومحمية من الإصابة بتلك العدوى، وبفايروس سوف أطلق عليه هنا "فايروس الفوضى"، فقد أصبح هذا الفايروس يقف على الباب منتظراً من يفتح له باب الدخول في أي لحظة حتى يدمر قطاعاً واعداً وناشئاً؛ في الوقت الذي أعتبر هذا القطاع فرصة تاريخية للنهوض وتقوية الاقتصاد والسوق والتعليم والحياة الاجتماعية والثقافية الفلسطينية.
يتم تنظيم العديد من جلسات العصف الذهني، وتقييم واقع ريادة الأعمال، ومصادر التمويل، والاستثمار، ونقاش عالم الستارب أب المحلي والإقليمي والعالمي، وبناء الشركات الناشئة، وتنظيم الفعاليات والمؤتمرات المختلفة وغيرها. وفي هذه اللقاءات يمكن أن تشعر بأن هناك خلل بنيوي ونفسي مخفي، وكأن هناك يد خفية تريد أن تفتح الباب لذلك الفيروس الفتاك حتى ينشر الخراب ويشوه ما هو جميل، وهذا ما لا نريده، لا كفاعلين في القطاع، ولا كشباب ريادي طموح يتلمس طريق الحياة والازدهار.
إذن، ما هو هذا الشيء المخفي وراء كل هذه الفعاليات واللقاءات والمؤتمرات والمجاملات بغض النظر عن تلك المعيقات التي ندركها كلنا. هي العوامل النفسية والسلوكية التالية:
أيها الفاعلون في قطاع الريادة والأعمال الفلسطيني: حان الوقت بأن نبني قيم عليا وإيجابية ونماذج سليمة في هذا القطاع الواسع حتى نصبح مصدراً ملهماً للرياديات والرياديين، فإنه يتسع للجميع.
وإلى الشباب الريادي، أنتم من يجب أن يقود هذه السفينة نحو البر والنمو والنجاح حتى يصبح قطاع الريادة والأعمال الفلسطينية قطاعاً رائداً عالمياً ونموذجاً بالمثابرة والقيم العليا والمهنية.