رمضان يستنزف جيوب المواطنين ويؤثر على حاجيات العيد
حتى ساعات الفجر الأولى، تبدو شوارع مدينتي رام الله والبيرة عامرة بالمتسوقين، الذين يقومون بجولة في أسواق المدينتين المتجاورتين، واللتين ازدانتا بالأضواء استعداداً لاستقبال العيد بكثير من مظاهر البهجة.
بوابة اقتصاد فلسطين| رغم الحركة القوية في الشارع بالمدينتين من قبل المواطنين، إلا أن هذه الحركة هي استكشافية ليس إلا، فأغلب مرتادي المحال التجارية يكتشفون بمعرفة الأسعار، ليقرروا إن كانوا سيتبضعون أم لا، وغالباً ما يشترون ما يحتاجون له ولا غنى عنه.
الشرطة استنفرت عناصرها على الطرق، التي أصبحت أكثر ضيقاً مع تدفق آلاف السيارات والمواطنين على وسط المدينة، ما دفعها لإغلاق بعض الطرق لتخفيف الأزمة وسط المدينة، قبل أن يحل أوان الخطة المزمع تطبيقها بدؤا بإغلاق وسط المدينة ومنع حركة السيارات فيه، لاتاحة الفرصة لتنقل المواطنين بعيدا عن السيارات.
وبدأ اصحاب البسطات بتثبيت أماكنهم على ما تبقى من أرصفة، وامتلأت رفوف المتاجر بالألبسة باهظة الثمن، بينما العاب العيد التي تخطف أعين الاطفال تستنزف ما تبقى في جيوب الآباء والأمهات من نقود.
وقال المواطن خالد تيسير الذي حضر من قرية بلعين وهو يتجول في شارع "ركب" برفقة أطفاله الثلاثة وزوجته لشراء مستلزمات العيد "إن اعصاب المواطنين خدرت مع موجات الغلاء المتتابعة، فقد أصبحوا معتادين على ذلك ولا مفر لهم من الغلاء في رمضان وغير رمضان".
ويشير تسير إلى أن الناس اكتفوا في رمضان الماضي بالقهوة والتمر نظراً لما كانت شهدته غزة من عدوان، أما في هذا العام فإن زوجته اشترت مستلزمات صناعة معمول العيد، بينما أطفاله نالهم من الألعاب وملابس العيد ما رسم السعادة على وجوههم.
التجار اشتكوا من غياب الحركة التجارية الواضح، مؤكدين أن المواطنين باتوا يركزون في مشترياتهم على الطعام، وبنسب أقل من المعتاد، أما الكماليات فهي غائبة أو شبه غائبة.
وقال صاحب متجر لبيع الملابس في شارع الارسال، إن "الأزمة" التي تعيشها المدينة، تنعكس على التجار، فمعظم المواطنين من "المتفرجين" الذي يستمتعون بالتجوال في الشوارع أكثر مما يسعون للشراء، موضحاً أنه ورغم ذلك إلا أن "الوضع في تحسن ملحوظ وان لم يصل بعد الى حد الطموح المتوقع من كمية الصرف في رمضان".
أما رئيس الغرفة التجارية في محافظة رام الله والبيرة، ورئيس اتحاد الغرف التجارية الفلسطينية، خليل رزق فيؤكد أن الحركة التجارية في أسواق محافظة رام الله والبيرة، هي أقل من عادية، وليست كما هو الحال في كل عام.
وأعرب رزق عن أمله في أن تشهد الأيام القادمة حركة تجارية أنشط، لا سيما بعد حصول الموظفين على رواتبهم الشهرية، وفي ظل اقتراب عيد الفطر السعيد، حتى يتمكن التجار من الاستمرار، وعدم تعرضهم إلى خسائر مالية كبيرة.
وفي هذا الصدد، يؤكد مسؤول العلاقات الخارجية في هيئة حماية المستهلك، د. محمد شاهين، وجود حركة تجارية ضعيفة نسبياً، وليست بالمستوى المطلوب، لأسباب عديدة، منها ارتفاع الأسعار، والذي أصبح يؤثر على القدرة الشرائية للكثير من الأسر.
(تقرير معا)