الرئيسية » الاخبار الرئيسية » ريادة »
 
06 كانون الأول 2021

منير دراغمة... مروّض "فاكهة التنين" الاستوائية وزارعها الأول في الضفة الغربية

حمزة خليفة- بوابة اقتصاد فلسطين: بجهد ذاتي وعمل جاد، تمكن منير دراغمة من محافظة طوباس، بدء مشروعه الخاص المتمثل بزراعة فاكهة التنين، ليصبح أول من يزرعها في الضفة الغربية بهدف الإنتاج، وليمهد بذلك لزراعة أصناف أخرى من الفاكهة الاستوائية على التراب الفلسطيني، لسد جزء من حاجة الأسواق في ظل تزايد الطلب عليها.

الفكرة بدأت صدفة، خلال تسوقه في أحد محلات بيع الخضار والفواكه، فأثار حفيظته رؤية ثمرة غريبة، دفعه للسؤال عنها، ليتبين له أنها فاكهة التنين.

سعرها المرتفع في الأسواق الفلسطينية والذي يصل لأكثر من 30 شيقلاً للكيلو الواحد بسبب استيرادها من الخارج، دفع دراغمة للتفكير حول إمكانية زراعتها في فلسطين.

هنا بدأ بالبحث الجدي عن الفاكهة عبر الإنترنت، حتى وجد نفسه مهتماً بمعرفة تفاصيلها، ووصل به الحال إلى دارسة أنواعها وأفضل أصنافها وكيفية زراعتها وتفاصيل أخرى، وهو ما استغرق منه دراسة نظرية استمرت لأكثر من ستة أشهر.

استورد دراغمة أشتاله منذ عامين تقريباً، وحينها بدأ بتجربة مدى نجاحها في فلسطين، فضلاً عن اختيار أجود الأصناف مذاقاً وحجماً، لينتقل إلى مرحلة التشتيل (الإكثار بالتقسيم أو تجزئة النبات)، وهنا انطلق مشروع مزرعته، وانطلق من الفكرة إلى بدأ التنفيذ والعمل.

وفاكهة التنين تنتمي لفصيلة نبات "الصبّار"، وتنمو في المناطق الاستوائية في آسيا وأمريكا اللاتينية، والتي تمتاز بدرجات حرارتها المرتفعة وكميات كبيرة من الأمطار.

هذا وتتميز الثمرة بشكلها المميز، ولونها الأصفر والأحمر، ولبها الأبيض أو الأحمر المليء بالحبيبات الصغيرة، كما تحمل قيمة غذائية مذهلة، فهي من الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة، التي تقلل الالتهابات والأمراض وتمنع تلف الخلايا، وتحارب الأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب والسرطان والسكري والتهاب المفاصل.

وعن سؤالنا حول نجاح زراعة هذه النبتة في فلسطين، أكد أن تجاربه أظهرت نتائج رائعة فاقت توقعاته، من حيث غزارة الإنتاج وجودة الفاكهة ومذاقها، بالإضافة إلى حجمها ووزنها، ويرى أنها تضاهي في نتائجها، نظيرتها المنتجة في البلدان الأصلية لهذه الفاكهة.

وأضاف: "لقد وصلت إلى هذه النتائج بعد تعب ودراسة كبيرة، لم يكن الأمر اعتباطاً أو صدفة، والحمد لله نجحت في اختيار أفضل الأنواع، فلقد استغرقني الأمر عامين حتى أصل إلى ما أنا عليه الآن".

أبرز الإشكاليات التي يواجهها دراغمة هو قلة المعرفة المتوفرة حول زراعة وأصناف هذه الفاكهة في فلسطين، لكنه عمل كثيراً على التعريف بها، ونقل خبرته وتجربته مع المزارعين وتجار الفاكهة، من أجل إدخال أفضل الأصناف وأكثرها جودة، كما بدأ بإجراء اختبارات تتعلق بطرق حفظ الفاكهة وتخزينها بأفضل الوسائل، للحفاظ عليها لأطول فترة ممكنة.

مشروعه بدأ لكنه لم ينته بعد، فهدفه الآن زراعة 2700 شجرة من هذه الفاكهة، على مساحة لا تقل عن أربعة دونمات، لتكون بوابة لزراعة أنواع وأصناف أخرى من الفاكهة الاستوائية على مساحات أخرى، لإنتاج سلة فواكه استوائية من أرض فلسطين

دراغمة لم يطلب مساعدة أحد، وسار خلف حلمه بشكل فردي وبخطوات واثقة ومدروسة، لكنه في الوقت ذاته يشعر بالرضا والامتنان لكل من سانده وشجعه على الاستمرار، خاصة بعض المهندسين الزراعيين الذين تواصلوا معه، وعرضوا تقديم الدعم والمساعدة والاستشارة دون مقابل، ودون معرفة مسبقة، وهو ما يعتبره دفعة معنوية تعني له الكثير.

 

كلمات مفتاحية::