الليرة تعمق جراحها والأتراك يأكلون الذهب وتوقعات البنوك لقرار الفائدة
بوابة اقتصاد فلسطين
يبدو أن الليرة التركية تلقت تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان لتخطو خطوة جديدة في طريق الانهيار الذي لا يتوقف، ما جعل مستويات الـ11 قريبة المنال.
واعتبر متداولين ومستثمرين أن تصريحات أردوغان أمس الأربعاء ما هي إلا تأكيد على أن المركزي التركي يعتزم القيام بخفض جديد خلال الساعات القليلة المقبلة، قد يفتح طريقا إلى مستويات الـ 14 ليرة/دولار.
وتعيش الليرة التركية أيام صعبة وعسيرة ما يجعل الحديث عن مستويات هابطة تاريخيا مجرد سرد ليس إلا، حيث أنها باتت تسجل كل يوم أدنى مستوى جديد على الإطلاق.
واقتربت الليرة التركية خلال تعاملات اليوم بشدة من مستويات الـ11 ليرة/ دولار، حيث هوت إلى أدنى مستوى جديد على الإطلاق عند مستويات 10.9667 ليرة دولار.
بينما تتداول الليرة خلال تلك اللحظات عند مستويات 10.701 ليرة/ دولار بتراجع تبلغ نسبته 0.9% وهو أدنى مستوى أيضا على الإطلاق.
ومنذ مطلع نوفمبر الجاري فقط، خسرت الليرة التركية ما يزيد عن 15% هبوطا من اغلاق الأول من نوفمبر عند مستويات 9.5325 ليرة/ دولار.
وبالحديث عن الذهب الذي يبدو أن الأتراك باتو يأكلونه نظرا للإقبال منقطع النظير والقفزات الجنونية في سعر الذهب التركي خلال الأيام القليلة الماضية، للتحوط من انهيار الليرة.
وبينما يتم كتابة التقرير كانت أسعار الذهب تسجل ارتفاعات بنسبة 3.7% صعودا إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق عند مستويات 658.896 ليرة / جرام.
ومنذ نهاية أكتوبر وحتى تلك اللحظات ارتفع سعر جرام الذهب التركي بأكثر من 110 ليرة في الجرام الواحد ليقفز من مستويات 548.947 ليرة إلى المستويات الحالية.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الأربعاء إنه سيواصل معركته ضد أسعار الفائدة إلى النهاية، حيث يرى أردوغان أن الفائدة شيطان يؤثر على الاقتصاد.
قال أردوغان قبل ساعات من اجتماع المركزي التركي بشأن إعلان أسعار الفائدة، إنه سيرفع عبء أسعار الفائدة عن الشعب وحث الشركات على الاستثمار والتوظيف وزيادة الصادرات.
وأبلغ الرئيس التركي مشرعين من حزبه الحاكم سنرفع سوط أسعار الفائدة هذا عن ظهور الناس، بالتأكيد نحن لا يمكننا أن نسمح لشعبنا بأن تسحقه أسعار الفائدة.
وقال الرئيس التركي: "لا يمكنني أن أقف.. ولن أقف في هذا المسار مع أولئك الذين يدافعون عن أسعار الفائدة".
وبدا أنه يسعى لإرسال إشارة لطمأنة المستثمرين، حيث قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الأربعاء إن عرضا من بنك بي بي (LON:BP) في إيه الإسباني لشراء بقية بنك جرانتي التركي يظهر الثقة في اقتصاد تركيا.
وكان أردوغان يتحدث في مؤتمر صحفي إلى جانب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز حيث قال : "التصريحات التي صدرت من بنك الإسباني هي إشارة ملموسة إلى الثقة في تركيا".
ولم تفلح محاولات أردوغان في تهدئة المستثمرين أو المواطنين بشأن حزمة الدعم والتخفيضات التي أعلنت عنها الحكومة يوم الإثنين الماضي.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الاثنين إن بلاده ستلغي بعض الرسوم الثابتة في فواتير الكهرباء لمساعدة المستهلكين، مضيفا أن حكومته تدعم بالفعل بعض أسعار الطاقة.
وقال أردوغان بعد اجتماع لمجلس الوزراء في أنقرة إن الحكومة ستلغي رسما ثابتا بنسبة 2% على فواتير الكهرباء يذهب لتمويل هيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية (تي آر تي) ورسما آخر بنسبة %.
وأضاف قائلا "مع عدم عرقلة ميزانيات الشركات في قطاع الطاقة أو التضحية بمواطنينا، فإننا سنواصل ترويض أزمة الطاقة العالمية هذه."
ومن المتوقع أن يخفض البنك سعر الفائدة إلى 15% من 16 %، بحسب ما خلص إليه استطلاع أجرته رويترز، رغم أن التضخم لا يزال بالقرب من 20 %.
ووفقا للاستطلاع يرجع ذلك في الأساس إلى مخاوف بشأن التدخل السياسي في السياسة النقدية في ظل دعوات الرئيس رجب طيب أردوغان المتكررة لخفض أسعار الفائدة والتغييرات السريعة في قيادة البنك المركزي.
ومن المتوقع في ظل ضغوط الرئيس التركي أن يستمر البنك المركزي في اتباع ذات السياسة وربما يتجه إلى خفض جديد في الاجتماع المقبل.
يقول HSBC Asset Management Turkey: "على الرغم من انخفاض الليرة منذ أوائل سبتمبر، من المرجح أن يختار البنك المركزي خفضًا آخر من خلال التركيز على التباطؤ في القروض التجارية.
وترى وكالة التصنيف الائتماني فيتش أن الخفض الكبير المفاجئ لأسعار الفائدة في تركيا بأنه خطوة أخرى في الاتجاه الخاطئ، بينما تتوقع الوكالة خفضا جديدا للفائدة.
ويقول محللون في وكالة فيتش: "إن تخفيف الإجراءات النقدية كان خطوة سابقة لأوانها، ويبدو أنها جاءت بدافع سياسي دون أن تترك للبنك المركزي الهامش المطلوب لحماية الليرة المتعثرة".
investing.com