الرئيسية » الاخبار الرئيسية » ريادة »
 
22 أيلول 2021

فاطمة ترابي... أول من زرع "الكركم" في فلسطين

المزارعة فاطمة ترابي في مزرعة الكركم (تصوير: محمد عتيق).

حمزة خليفة- بوابة اقتصاد فلسطين:

"الحاجة أمُّ الاختراع..." تقول فاطمة ترابي 47 عاماً من بلدة صرة قضاء نابلس، فحاجتها للكركم كوصفة علاجية، وسوء جودة هذا المنتج بالأسواق المحلية، كان السبب وراء مشروع أحلامها، ودافعاً لها لزراعته، لتكون أول من يزرع نبتة الكركم في فلسطين.

لم تستسلم ترابي في غمار رحلة البحث الصعبة والطويلة عن الكركم وأفضل أنواعه وطرق زراعته وكيفية الحصول عليه، وذلك بالرغم من شح المعلومات حول زراعته، لكن طموحها الكبير وعزمها على امتلاك مشروعها الخاص بدد كل الصعاب في سبيل تحقيقه، وكان لها ما أرادت، حينما تقدمت بطلب لجمعية الإغاثة الزراعية لتمويل مشروعها، ضمن برنامج أطلقته المؤسسة لدعم المشاريع الريادية، وهناك وجدت تشجيعاً ومساعدة كبيرة، وكانت البداية.

ورغم أن المشروع ما زال في بداياته، ففي شهر نيسان/أبريل من هذا العام غرست زرعها، وفي شهر تشرين ثاني/ نوفمبر ستكون على موعد مع حصاد محصولها الأول من الكركم، المزروع في بيت بلاستيكي على مساحة نصف دونم تقريباً، إلا أنها تأمل أن يكون المحصول وفيراً وناجحاً.

وترى ترابي في حديثها "لبوابة اقتصاد فلسطين" أن تجار التوابل وأصحاب محلات العطارة لديهم ضعف كبير في المعلومات حول الكركم الأخضر، فالمتعارف عليه في أسواقنا أن يكون الكركم مطحوناً فقط، ولهذا فإن آمالها كبيرة حول إمكانية تسويق محصولها، وتعتقد أن حجم الإقبال عليه سيكون جيداً، وقد لمست ذلك أثناء بحثها ودراستها للسوق، خاصة وأن زرعها لا يحتوي على أي مواد كيميائية أو مبيدات حشرية أو أية إضافات كانت، وبالتالي فأنه سيكون منتجاً عضوياً.

وحول الصعوبات التي تواجه مشروعها، فترى أن شح المياه وارتفاع ثمنها بفعل سيطرة الاحتلال على الآبار الارتوازية، ما يضطرها إلى شراء المياه بسعر مرتفع يصل إلى 4 شواقل للكوب الواحد، وهول ما يشكل عبئاً كبيراً عليها نظراً لأن محصولها بحاجة لكميات كوفيرة من المياه للري.

وتتوقع ترابي أن يبلغ ثمن الكيلو غرام الواحد من محصولها ما بين 80-120 شاقلاً، وهو السعر الذي يباع به في الأسواق، ويعتمد ذلك على حجم الإنتاج وجودة المنتج النهائي.

طموح فاطمة ترابي لم يتوقف عند هذا الحد، فهي تسعى إلى توسعة المساحة المزروعة، وتجربة زراعة الكركم بشكل مكشوف، أي خارج البيت البلاستيكي، كما تسعى إلى توسعة استخدام الكركم في منتجات غذائية وصحية، عبر مشروع لإنتاج مزيج من الحليب والكركم، لما له من فوائد صحية وخاصة للجهاز المناعي لدى الأطفال خصوصاً.

والكركم هو عشب طبي من عائلة الزنجبيل ينمو في الهند ودول جنوب شرق آسيا، ويعتبر الكركمين هو العنصر الرئيسي الموجود في تلك العشبة، مما يجعل لها خصائص علاجية عديدة.

ومن أبرز الفوائد الصحية للكركم هي طرد السموم من الجسم، والحماية من الزهايمر، وعلاج الاكتئاب، وتخفيف أعراض التهاب المفاصل، وعلاج التهابات الفيروسات، والتقليل من الإصابة بالأمراض المزمنة.

مواضيع ذات صلة