الرئيسية » سياسي »
 
02 أيلول 2021

بينيت للفلسطينيين: "تسهيلات" اقتصادية نعم.. اتفاقيات سياسية لا

بوابة اقتصاد فلسطين 

أعلن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، نفتالي بينيت، ثلاث مرات خلال الأسبوع الحالي، أنه يرفض دفع عملية سياسية مقابل السلطة الفلسطينية، لكنه يسعى إلى دفع خطوات تهدف إلى تسهيل حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية، وخاصة الذين يعملون في إسرائيل. من جهة أخرى، اعتبر خبراء إسرائيليون أن حركة حماس في قطاع غزة تبادر إلى مواجهات عنيفة مع القوات الإسرائيلية في وقت "أعلنت فيه إسرائيل عن تسهيلات في الحصار والتوصل إلى حل من أجل تحويل المال القطري إلى القطاع".

ونفى المتحدث باسم بينيت، أمس، تقريرا نشرته صحيفة "الشرق الأوسط" حول لقاء رباعي يجمع بينيت مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وملك الأردن، عبد الله الثاني. وقال المتحدث، متان سيدي، إنه "لم تكن هناك نية لعقد لقاء مع رئيس السلطة الفلسطينية ولا يتوقع أي لقاء كهذا".

وفي أعقاب لقاء عباس مع وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، في رام الله، الأحد الماضي، قال مصدر في مكتب بينيت في بيان، إنه "لا توجد أي عملية سياسية مع الفلسطينيين ولن تكون أيضا. ولقاء غانتس – أبو مازن صادق عليه رئيس الحكومة مسبقا. وهذا كان لقاء حول قضايا جارية لجهاز الأمن مقابل السلطة الفلسطينية".

ونقلت صحيفة "هآرتس" اليوم، الخميس، عن مسؤول سياسي إسرائيلي قوله إن "مواقف بينيت معروفة، ولن يكون عنده تقدم سياسي. وهو يعتقد حقيقة أن ثمة حاجة إلى دفع الجانب المدني – الاقتصادي. وحقيقة هو يريد تنفيذ ذلك. وهو يعتقد أنه لا ينبغي أن يستيقظ العامل الفلسطيني في الثالثة فجرا وأن يقف في الطابور كي يصل في السابعة إلى تل أبيب. كيف يخدم وضع كهذا سياسيا يمينيا؟".

وبحسب الصحيفة، فإن لقاء عباس – غانتس أثار توترا بين بينيت وغانتس، رغم أنه جرى من دون حضور وسائل إعلام وفي الساعة العاشرة مساء، إلا أن مكتب بينيت سارع إلى التحفظ من اللقاء. ونقلت الصحيفة عن مصادر في مكتب بينيت قولها إنه "كان من الأفضل لو أن هذا اللقاء لم يُعقد أبدا، لكن بالرغم من ذلك تقرر المصادقة عليه".

وقال غانتس خلال إحاطة لمراسلين عسكريين، أول من أمس، إنه اتفق مع عباس على تسوية مكانة آلاف الأشخاص الذين يسكنون في الضفة ويفتقرون إلى مكانة الإقامة، بضمنهم فلسطينيون من قطاع غزة، وعلى قرض بمبلغ نصف مليار شيكل، وزيادة عدد العمال الفلسطينيين في إسرائيل بـ15 ألفا، والمصادقة على بناء قرابة ألف وحدة سكنية للفلسطينيين في مناطق C.

ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع قوله إن "اللاعبين الثلاثة في الحلبة السياسية – السلطة، حكومة بينيت – لبيد والإدارة الأميركية – يقدرون أنه ليس بالإمكان دفع عملية سياسية علنية وجدية في هذه المرحلة، وجزء من هذه المبادرة التي تم تمريرها بالإمكان دفعها ’تحت الرادار’ ومن دون لفت الانتباه إليها في الحلبة الفلسطينية أو الإسرائيلية".

"تغير جذري في إدراك السنوار"

وفي ما يتعلق بقطاع غزة، اعتبر مدير ما يسمى "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، أودي ديكل، في تقرير نشره أول من أمس، أن "حماس بدأت تبادر إلى أحداث ومواجهات عنيفة ضد إسرائيل– إطلاق مقذوفين، وبالونات حارقة، وإطلاق نار ضد طائرات (بدون طيار) ومواجهات عند العائق الأمني – في الأسبوع الذي سجلت فيه إنجازا لها بإعلان إسرائيل عن تنفيذ تسهيلات في سياسة الحصار: التوصل إلى حل لتحويل المال القطري؛ وتصاريح دخول 1800 عامل إلى إسرائيل يوميا، وتوسيعها لمنح التصاريح؛ وتوسيع البضائع الواردة للقطاع وبضمنها مواد بناء، وتوسيع الصادرات من القطاع".

وأشار ديكل إلى أنه "في إسرائيل، "التي تبدو كأنها الجانب ’العقلاني’ في المعادلة"، يبحثون عن المنطق الذي يوجه أداء حماس وزعيمها في القطاع، يحيى السنوار، وينسبون له اضطرابا في ترجيح الرأي، ويقدرون أنه يتحرك بدوافع غيبية. ومصر غضبت أيضا من أن حماس سحبت منها إنجازا مقابل إدارة (الرئيس الأميركي، جو) بايدن، على شكل قدرتها على ترسيخ تهدئة في جبهة غزة".

وأضاف ديكل أنه "بالنسبة للسنوار، يبدو أن تغيرا جذريا حصل حيال إدراكه للواقع. فبعد انتخابه زعيما لحماس في القطاع، حاول تحسين الوضع المدني والاقتصادي في ثلاث قنوات: مقابل عباس في مبادرة المصالحة بين الفصائل في العام 2017، حيث أبدى استعدادا لعودة السلطة إلى إدارة القطاع، رغم أن هذا لا يشمل السيطرة الأمنية؛ مقابل إسرائيل – محاولة بلورة تفاهمات حول وقف إطلاق نار متواصل، مقابل إعادة إعمار القطاع، رفع ’الحصار’ ، (بحسب تعبيره)، وصفقة تبادل أسرى ومفقودين؛ مقابل مصر – محاولة لتحسين صورته من خلال تصويره كلاعب مسؤول، لا يتحدى المصريين ويوقف مساعدات لجهات إرهابية في سيناء".

وتابع ديكل أن "التجربة علمت السنوار أنه عندما يكون الوضع هادئا لا يكون هناك سبب لدى إسرائيل بتسهيل القيود المفروضة على القطاع أو التقدم نحو تسوية، والطريق ’لابتزاز’ تسهيلات من إسرائيل هي المبادرة إلى أحداث غير متوقعة وممارسة القوة من القطاع".

وبحسب ديكل، فإنه "في ما يتعلق بمحفزات حماس الحالية للتصعيد، فإن استياء الحركة من الوضع اشتد لأن ما أسماه نجاحاتها المزعومة في ’حارس الاسوار’ (العدوان الأخير على غزة) لم تترجم إلى إنجازات في إعادة إعمار القطاع. كما أن نظام تحويل المال القطري عن طريق الأمم المتحدة، تجاوز تحويل المال إلى موظفيها وهيئات مختلفة في القطاع. لذلك، فإنه بالنسبة له، وسيلة الضغط الوحيد الماثلة أمامه هي قوة إلحاق الضرر، التي تعتمد على تصرف غير متوقع ويتم التعبير عنها، على سبيل المثال، بإطلاق قذائف صاروخية باتجاه القدس، التي كانت طلقة البداية لعملية ’حارس الأسوار’ العسكرية، أو بالتصعيد الذي حدث في الأيام الأخيرة".

عرب 48