التعليم العالي الزراعي ..مقترح لتخصص التنمية الريفية
بوابة اقتصاد فلسطين
دأبت الكليات الزراعية في الجامعات الفلسطينية على مدار سنوات طويلة بغير قصد، على تعزيز صورة نمطية للمهندس الزراعي، تضعه في خانة العلوم الزراعية الفنية البحتة، مثل علوم الإنتاج النباتي والإنتاج الحيواني، والتربة والري والتصنيع الغذائي، وجميعها تخصصات مهمة واساسية ، ولم تطور تخصصات زراعية توائم العلوم التنموية والاقتصادية، التي تنظر للقطاع الزراعي من منظور تنموي واقتصادي واستثماري بعيدا عن المحتوى الفني، ولذلك سأشارك مقترحا لتفعيل تخصص التنمية الريفية في كليات الزراعة الفلسطينية، سواء كان هذا التخصص موجودا فيها ام مجمدا، ضمن مقترح قدمته وخضت فيه نقاشا مع مجموعة من الأكاديميين والفاعلين في القطاع الزراعي ضمن اجتماع خاص عقد لهذا الغرض.
لماذا تخصص التنمية الريفية ؟
* عدم ملاءمة التخصصات الفنية لمواضيع الاستثمار والأعمال الزراعية (Agribusiness) التي قد تكون مستقبلا أكثر أهمية من الخبرات الفنية... كيف تصنع المشروع الزراعي؟ وليس ما هو المحتوى الفني للمشروع الزراعي.
* يوجد هناك توجه دولي قوي في الدول النامية، ودول البريكس لتدريس التنمية الريفية، او حتى إنشاء معاهد حكومية خاصة لتدريب المجتمعات والقادة المحليين في هذا التخصص، ويمكن عمل تعاون دولي كبير مع العديد من المؤسسات في هذا المجال، مثل المنظمة العربية للتنمية الزراعية ومنظمة الآردو الدولية.
* ملاءمة تخصص التنمية الريفية لكثير من متطلبات عمل وأهداف المنظمات الأهلية الزراعية العاملة في الأراضي الفلسطينية.
* تفعيل برنامج للتنمية الريفية قد يتجاوز نقطة ضعف تعاني منها معظم الجامعات بشكل عام، وهي قلة المختبرات لتنفيذ المساقات العملية، لأنه بالإمكان تنفيذ المساقات العملية لهذا البرنامج بشكل صفي وخارج الإطار المخبري، أي على شكل دراسات أو زيارات لمؤسسات.
مقترحات لبرنامج التنمية الريفية / كلية الزراعة (تصميم البرنامج):
اولا: إضافة كلمة مستدامة لاسم البرنامج للضرورة العلمية والدولية والدلالة لهذا التخصص "التنمية الريفية المستدامة".
ثانيا: فتح باب القبول لتخصص التنمية الريفية في كليات الزراعة لأنواع متعددة من التوجيهي (العلمي، الأدبي، التجاري، الزراعي، الاقتصاد المنزلي)، مع ضبط ورفع معدل القبول في التخصص للميزة النسبية المتحققة حديثا للمهندسين الزراعيين في القطاع الزراعي العام (علاوة طبيعة العمل، علاوة المخاطرة).
ثالثا: عند الاطلاع على البرنامج الدراسي الخاص بتخصص التنمية الريفية على موقع جامعة القدس المفتوحة مثلا، وهو برنامج غير مفعّل حاليا، فإن المواد المطروحة ممتازة جدا وتغطّي غالبية المواد المطروحة عالميا لهذا التخصص، التي اطلعنا عليها في ماليزيا والهند واندونيسيا (تنمية ريفية، تعاون زراعي، تسويق زراعي، اقراض زراعي، الارشاد الزراعي، العمل التطوعي، اقتصاد زراعي، ريادة الاعمال، تحليل وتقييم المشاريع، المشاريع الصغيرة، إدارة المزرعة، استصلاح أراضي، تنمية مستدامة، بيئة وتنمية، التخطيط الريفي، المجتمعات الريفية، التشريعات التنظيمية للتنمية للريفية، الموارد الطبيعية) ومن الأفضل إلغاء مادة واحدة فنية هي "مبادئ علم التربة" واستبدالها بمادة مثل "الإعلام الزراعي والبيئي" أو مادة عن "القيادة المجتمعية" لتلائم الطلاب من غير التوجيهي الزراعي.
رابعا: يمكن العمل على التسويق لهذا البرنامج بشكل جيد في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي والصحافة المكتوبة في ظل الطلب المحلي على تخصصات متعلقة بالتنمية، وتراجع الطلب على تخصصات كليات الزراعة بشكل عام.