أدوار الشباب في التنمية الزراعية
بوابة اقتصاد فلسطين
لن تبقى أدوار الشباب في القطاع الزراعي محصورة بالعمل التقليدي، وإن كان هذا النشاط من أهم نشاطات المنظومة الزراعية. يجب إيجاد مساهمات مهمة لهم أيضا خلال سلسلة القيمة، للتعظيم من الربحية، وكذلك يجب ان يكون لهم دور في اللوجستيات المرافقة، لوجود خبرات خاصة لديهم في استخدام الأدوات الحديثة مثل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في عملية التسويق.
ستقفز أدوارهم إلى نشاطات مباشرة آو مكملة اختاروها أو حُددت لهم ولكن يمكن تركيز أهمها فيما يلي:
تعزيز دور الشباب في عملية الارشاد الزراعي والتوعية الريفية بالأساليب الحديثة كاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لقدرتها على الوصول لعدد كبير من المستفيدين بأقل التكاليف. وسيتعاظم دور هذا المسار في ظل ارتفاع التكاليف التشغيلية لبرامج الارشاد التقليدية، ووجود عوائق وصول سياسية متعلقة بالاحتلال، وظهور موانع تواصل تتعلق بالصحة العامة مثل جائحة فايروس كورونا الحالية.
ضرورة فتح علاقة تواصل قوية مع كليات الزراعة وحاضنات الأعمال الزراعية، لأغراض ابتكار تكنولوجيا وتسويق أفكار وأبحاث ومشاريع مبتكرة في القطاع الزراعي، تقدم حلولا لمشاكل قائمة أو تعظم الإنتاج او تستخدم أساليب أقل تكلفة وموفرة في المشاريع الزراعية وإدارة المزرعة.
ضرورة تفعيل مشاركة الشباب في الأندية الشبابية والبيئية والطوعية في الجامعات والمؤسسات والقرى الشبابية, لدمجهم في عملية الحراك الزراعي التنموي المقاوم، للمساعدة في تنفيذ مشاريع المؤسسات الزراعية، سواء حكومية او أهلية او إجراء عمليات المتابعة في حالة تعذر وصول موظفي هذه المؤسسات نتيجة لمعيقات لوجستية آو سياسية.
التجوال كفعل مقاوم: قامت منذ اكثر من عشر سنوات العديد من المجموعات الشبابية المحبة والداعمة للتجوال في الأراضي الفلسطينية،إما على خلفية تتعلق بتوجه وطني "تجول في الأرض تملكها" آو كنشاط بيئي أو شبابي ترفيهي بحت، في كل الأحوال اعتبر نمط التجوال نمطا رياديا أعطى الشباب الفلسطيني بعداً نديّاً ومضاداً بقصد أو بغير قصد لمجموعات التجوال الشبابية الإسرائيلية التي تتجول في غالبية المناطق الفلسطينية البيئية والزراعية الحدية ويأخذ بعضها طابع التعدي على المزارعين مثل مجموعة "حراس التلال" الإسرائيلية. ومن متابعتي لمواقع التواصل الاجتماعي كناشط في توفير الفرص للشباب استطيع ان أذكر من هذه المجموعات الفاعلة:
تجوال سفر - امشي تعرف على بلدك - مسار النبي موسى
ولا بد هنا من ذكر الأدوار الحديثة للشباب في القطاع الزراعي المتمثلة بإعطاء نماذج ناجحة للتعاونيات الشبابية والمزارع الفردية التي جاءت من خلفية ثقافية تتعلق بمفهوم الأمن الغذائي، وتكريس نظام العونة والزراعة العضوية والقدرة على التسويق المحلي ضمن الأسواق المحلية، والمشاركة في الأيام التسويقية (مثل سوق الثلاثاء الذي يعقده مركز خليل السكاكيني او سوق الاثنين الذي يعقده مركز الفن الشعبي) واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في تسويقهم، ورغم حداثة هذه التجارب وانها ما زالت في طور الانطلاق الا أن هناك العديد من التجارب الملهمة، وحسب اطلاعي أرغب أن أذكر لك بعض هذه النماذج الناجحة:
المزرعة الإنسانية البيئية – مزارع النوباني – رام الله مزرعة الدرب – مدينة البيرة
مزرعة الفلاح –كفرنعمة – رام الله مزرعة أم سليمان – بلعين – رام الله
مزرعة أرض اليأس – صفا – رام الله تعاونية شباب دير استيا – نابلس
مزرعة الدرب هي عبارة عن تعاونية شبابية من طلبة الجامعات تقع في مدرسة الفرندز في مدينة البيرة، تتبنى منهج الزراعة البيئية، تعمل على تسويق انتاجها العضوي في الأسواق المحلية والأيام التسويقية مستخدمة وسائل التواصل الاجتماعي في التسويق لمنتجاتها، وهي في نظري مثال جيد لما أدعو له من ريفنة المدن (دعم مساحات داخل المدن للعمل الزراعي الشبابي أو إقامة البيوت البلاستيكية).