6 فروق بين المستثمر الفلسطيني في الضفة الغربية والداخل المحتل
سائد كرزون- صحفي ومدرب في الإعلام الاجتماعي
هذا المقال ليس لتعميم الفروق، إنما يتعلق بحالات فردية هنا وهناك. فهناك مستثمرون في الضفة الغربية من أذكى المستثمرين من حول العالم، وأكثرهم تواضعاً وعقلية منفتحة على الأفكار الجديدة، إلا أن عددهم أقل من عدد أصابع اليد، مما ساهم بازدياد هجرة العقول الشابة المبدعة ليأسسوا شركاتهم الناشئة خارج فلسطين، ولأسباب أيضاً تتعلق بالبيئة الاستثمارية المترهلة والضعيفة غير المحفزة في الضفة وغزة. كما أن ليس كل مستثمر من الداخل يتعتع بهذه الصفات التي سوف أذكرها. هي فروقات فردية ليس أكثر. فإن هدف هذا المقال إيجابي، ودعوة للتفكير بأسباب الفشل والنجاح.
التواضع:
هو أهم فرق. يتمتع رجال أعمال في الداخل المحتل بتواضع نفسي وذهني وفكري، الذي جاء نتيجة المنافسة والتنوع. وكلما كان المستثمر متواضعاً، كلما دلّ على قوته وخبرته العملية وذكاءه.
العقلية القبلية والعائلية:
في الضفة أكثر من ٩٠٪ هو بزنيس عائلي، وهذا يعني أنه نظرته وطريقة عمله بعيدة تماماً عن مفاهيم العصر القائمة على مفاهيم الريادة والستارت أب والشركات الناشئة. هو بزنيس قائم على الفكر التقليدي النابع من عقيدة المؤسس الأب قبل أكثر من قرن، ومازال يعمل في ظل منظومة تقليدية الأداء والتفكير والإدارة، أي أنه بزنيس كسول. بينما في الداخل هو بزنيس مبني على عقلية المخاطرة والبحث عن الأفكار خارج الدائرة التقليدية، ومشاريع سريعة النمو والربح، وأفكار مجنونة ومعاصرة.
المشاكل هي فرص:
يرى المستثمر في الداخل أن كل مشكلة هي فرصة ربحية استثمارية ضخمة، بينما يرى المستثمر في الضفة ولدى بعض المستثمرين الفلسطينيين في الشتات أن المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والمالية في الضفة وغزة نتيجة عدم الاستقرار وغياب البنية الاستثمارية هي مشاكل.
الشباب صاحب الشغف:
يبحث المستثمر من الداخل عن الشباب المخاطر والمجنون وصاحب الشغف والأفكار الجديدة ليقدم له الاستثمار، والعلاقات، وفتح أبواب مغلقة بهاتف واحد فقط لشبكة علاقاته الضخمة، ونقل تجاربه وعلمه للشباب الطموح والجدي، بينما في الضفة ولدى بعض المستثمرين في الشتات عقلية مختلفة وعكس ذلك.
مجلس الإدارة:
تلعب مجالس الإدارة في عالم الستارت أب والشركات الناشئة إما دوراً سلبياً أو إيجابياً. فإن عقلية المستثمر من الداخل وبعض مجالس الإدارة تلعب دوراً إيجابياً ومتفهماً وكريماً من حيث تقديم الخبرة والنصيحة المتواضعة، والدعم المالي واللوجستي، وحماية شغف صاحب الفكرة، على عكس دور مجالس الإدارة لدى بعض المستثمرين في الضفة، خصوصاً المشاريع ذات الاستثمار العائلي، فإن أصغر عضو في العائلة سوف يتدخل في قرارات بعيدة كل البعد عن خبرته وتجاربه مما يعيق الفكرة ويساهم بإفشالها.
6- سلطة المال:
يعتقد المستثمر في الضفة أنه بسلطة المال هو أكثر خبرة وذكاء من صاحب المشروع، وينسى تماماً أن دوره هو المخاطرة والمجازفة بتقديم الاستثمار والعلاقات وفتح الأبواب المغلقة أمام صاحب الفكرة والمشروع. وسرعان ما يسعى لاحتكاره والسيطرة على كل كبيرة وصغيرة. مما يساهم بإفشال وتدمير المشروع وهويته الخاصة وشغف المؤسسين. المال ليس إلا أداة لتحقيق الربح والأثر المجتمعي، بينما الشغف وهوية المشروع وتميزه لا يمكن لأموال العالم أن تحقق أو أن تتساوى مع قوة شغف صاحب المشروع وقدرته على تحقيق المعجزات.