الأنغليكانيون يمولون الهجرة لإسرائيل بدلا من المنظمات اليهودية الأميركية
بوابة اقتصاد فلسطين
امتنع متبرعون يهود، من الولايات المتحدة ودول أخرى، عن تمويل رحلة جوية قادمة إلى إسرائيل لنقل مهاجرين جدد من الفلاشا، وبدلا منهم موّل الأنغليكانيون الداعمون لإسرائيل هذه الرحلة الجوية. واشارت صحيفة "هآرتس" اليوم، الثلاثاء، إلى أن "سيناريو كهذا، لا تتجند فيه أي منظمة يهودية من أجل إحضار مهاجرين جدد إلى إسرائيل، لم يفكر به أحد في السنوات الماضية".
وأضافت الصحيفة أنه "يتضح الآن أن هذه هذه مسألة باتت اعتيادية. الأعمال الخيرية اليهودية آخذة بالتقلص، وبضمنها التبرعات لتمويل الهجرة إلى إسرائيل، والمنظمات المسيحية تدخل إلى هذا الفراغ، بحماس وحيوية".
ووصلت هذه الرحلة الجوية في 12 شباط/فبراير الفائت، وعلى متنها قرابة 300 مهاجر من أثيوبيا، وهم الفوج الأخير من حملة لنقل حوالي 2000 مهاجر أثيوبي إلى إسرائيل. وقبل نقل هذا الفوج الأخير، طرأت مشكلة تتعلق بتمويل الرحلة الجوية، بعدما تبين للوكالة اليهودية أنه ليس بإمكانها الحصول على التزام واضح من المتبرعين اليهود التقليديين من خارج إسرائيل بتمويل نقل المهاجرين، وإثر ذلك توجهت إلى الأنغليكانيين.
وتابعت الصحيفة أن السفارة المسيحية الدولية في القدس وافقت على دفع مبلغ 1300 دولار مقابل كل مهاجر. وأشارت الصحيفة إلى أن بيانات الحكومة الإسرائيلية الصادرة في حينه لم تذكر هوية الممول، كما لم تذكر أن الأنغليكانيين، الذين يطلبون تسميتهم بـ"الصهاينة المسيحيين"، دفعوا مقابل تذاكر الطيران واحتياجات أخرى لقسم كبير من هؤلاء المهاجرين الجدد.
وبدأ الأنغليكانيون بتقديم مساعدات لنقل مهاجرين إلى إسرائيل في أعقاب انهيار الاتحاد السوفييتي، قبل 30 عاما، لكن هذه المساعدات كانت صغيرة نسبيا في حينه، قياسا بالمبالغ التي جمعتها وتبرعت بها المنظمات اليهودية في أميركي الشمالية ودول أخرى.
وأضافت الصحيفة أن الأمور انقلبت الآن، خاصة وأنه في السنوات الأخيرة تصل تبرعات من منظمات أنغليكانية من خارج الولايات المتحدة وأوروبا، وإنما من دول لا توجد فيها جاليات يهودية كبيرة، مثل الصين والفلبين وغينيا الجيدية، وكذلك من أندونيسيا وماليزيا، وهما دولتان لا تقيمان علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
كذلك تصل تبرعات لتمويل الهجرة "اليهودية" من كوريا الجنوبية. ونقلت الصحيفة عن سانغ جيل جانغ، وهو راهب من سيول، قوله إنه "بعد أن قرأت في النصوص المقدسة عن جمع الشتات، توجهت إلى سفير إسرائيل في حينه، وسألته كيف بإمكاني مساعدة حركة الهجرة. وبدوره وجهني إلى الوكالة اليهودية وتعهدت منظمتي بالمساعدة بنقل 300 يهودي إلى إسرائيل" من فرنسا و120 مهاجرا آخر من كازاخستان.
ووصل إلى إسرائيل 20 الف مهاجر في العام الماضي، وموّلت المنظمات الأنغليكانية نقل ثلثهم على الأقل. ورغم أن الوكالة اليهودية لا تنشر تقرير حول هذه التبرعات، إلا أن الصحيفة نقلت عن مصادر مطلعة قولها إن تبرعات المنظمات الأنغليكانية آخذة بالازدياد.
وتابعت الصحيفة أن تبرعات المنظمات اليهودية الأميركية تراجعت بأكثر من 60%، في العشرين عاما الأخيرة، وبلغ حجمها أقل من 70 مليون دولار، العام الماضي. ويأتي هذا التقليص بعد أن واجهت هذه المنظمات أزمة مالية، "فالشبان اليهود الأميركيون يميلون إلى التبرع أقل، وأولئك الذين يتبرعون يفضلون توجيه الأموال إلى احتياجات يهودية محلية وليس إلى إسرائيل. وإذا ارادوا توجيه التبرعات إلى إسرائيل، فإن الكثيرين منهم يفضلون القيم بذلك بأنفسهم، وتحويل التبرعات إلى منظمات أو أهداف يتماثلون معها، بذلا من ضخ أموالهم بواسطة قنوات المنظمات. وفي جميع الأحوال، الهجرة إلى إسرائيل ليست في رأس اهتماماتهم في غالب الأحيان".
ويرى رؤساء منظمات يهودية أميركية أن تبرعات الأنغليكانيين مرفوضة. ووصف المدير السابق لـ"الرابطة ضد التحريض"، أبراهام فوكسمان، تبرعات المنظمات الأنغليكانية بأنها "مهينة ومثيرة للغضب". وأضاف أن "عدم قدرتنا على القيام بالمهمة الصهيونية المركزية – وهي هجرة اليهود الذين يرغبون بذلك إلى إسرائيل – والحاجة إلى الاعتماد من أجل ذلك على المسيحيين، هو أشبه بالتنازل عن الصهيونية".
وتابع فوكسمان أنه "عندما يقول الأنغليكانيون إنهم بحاجة إلينا هناك، وأنهم بحاجة إلى اليهود في إسرائيل ويريدون أن تكون الدولة قوية، فإننا نعلم لماذا. فهذا من أجل عودة المسيح. ولذلك، لا أعتقد أن على اليهود الهجرة إلى إسرائيل من أجل عودة المسيح".
وأشارت الصحيفة إلى أن منظمة تبشيرية كندية باسم Return Ministries تدعو إلى "مشاركة الرب بإعادة أبناء شعبه إلى البلاد، توصلت إلى اتفاق مع الوكالة اليهودية، يسمع للمتطوعين فيها بإدارة مركز مساعدات في الجليل، وإقامته في أرض بملكية الوكالة اليهودية. وبعد أن تبين أن نشاط هذه المنظمة الكندية شمل تبشيرا بالديانة المسيحية بين اليهود في إسرائيل، ألغت الوكالة اليهودية الاتفاق مع هذه المنظمة، في كانون الثاني/يناير الماضي.
عرب 48