الدولار/ الشيقل والذهب .. أين الاتجاه؟
حقائق اقتصادية او مالية متعلقة بالاقتصاد الاسرائيلي والاقتصاد الاميركي هي التي تحدد اتجاه الدولار/ الشيقل والذهب عالميا.
بوابة اقتصاد فلسطين
الدولار والشيقل، انخفاض يوصل الدولار لأدنى مستوياته، لكن الى أين سيصل هذا الانخفاض؟ وماذا سيحل بالذهب كملاذ آمن؟ تساؤولات كثيرة يجيب عليها الخبير المالي محمد سلامة في لقاء إذاعي.
يقول سلامة أنه وبشكل عام على المدى القصير انخفض الدولار، وقد يواصل انخفاضه ليصل 3.20، لكن على مدى سنة او سنتين او حتى 3 سنوات نجد ان الدولار/ شيقل سينخفض، ومن المتوقع ان يصل الى 3 شيقل.
أسباب عدة وراء قوة الشيقل
أما الأسباب فهي ليست مضاربات او توقعات، بقدر ما هي حقائق اقتصادية او مالية متعلقة بالاقتصاد الاسرائيلي، منها مثلا حقيقة الفائض في الحساب الجاري وتوقعات لتحسن هذا الفائض خلال السنوات القادمة، وتراجع العجز في الميزان الجاري، الميزان التجاري الاسرائيلي كان يميل الى واردات اكثر من صادرات، حيث كان العجز يصل 4.5 مليار، حاليا نزلت لمليار ونصف.
كما أن هناك تطورات اقتصادية ومالية في اسرائيل تدعم الشيقل بشكل جدي، فهناك استثمارات خارجية تدخل اسرائيل، وهناك تحسن كبير في الاجواء الجيوسياسية بين اسرائيل ومحيطها، كما أن هناك تقدم وارتفاع لمؤشرات الأسهم العالمية، وهي الرافعة الأولى لشراء الشيقل، وهناك عمليات التحوط لأرباح الاستثمار في الخارج، اذن هي أسباب عدة تدفع باتجاه قوة الشيقل.
موضوعيا لو قارنا الشيقل بالعملات الأخرى نرى أن قيمة الشيقل الحالية أقل بكثير من قيمته الفعلية، بمعنى أن الدولار/ الشيقل حسب المعطيات التي نراها يمكن ان يكون تقريبا نحو 3 شيقل، لكن البنك المركزي الاسرائيلي بداية العام اشترى 17 مليار دولار لتخفيف تسارع هبوط الدولار مقابل الشيقل.
الدولار يواجه مشكلة ..
كما أن الدولار يواجه مشكلة عالميا، حيث تراجع مستوى المخاطر في العالم بسبب اكتشاف الأمصال وبداية توزيعها وتجريبها، وتراجع التوتر الذي خلقه ترامب مع الصين.
أضف الى ذلك أن هناك عودة الى الإستقرار في الإقتصاد العالمي، والاعتماد الأكبر على الاقتصاد الاميركي كرافعة الاقتصاد الدولي كونه أكبر اقتصاد عالميا، حيث يمثل ربع اقتصاد العالم.
وقد ساعد فوز بايدن على إعادة الأمور إلى نصابها، وقد يعيد الدور الأميركي الذي كان مهتما بالتوازن الإقتصادي والنمو في التجارة الدولية.
أضف الى ذلك أن الدولار تعرض لضغوط كبيرة، وهذه الضغوط في معظمها ميكانيكي، اي نتيجة أنه عملة الاحتياطي الأولى في العالم، ونسبته في العالم مع بداية كورونا 61% ، وكون الاقتصاد الأميركي أكبر اقتصاد في العالم، قد يكون أكبر الخاسرين.
كما أن هناك اخبار عن ارتفاع الفائض في الميزان التجاري الصيني الذي تعافى بشكل أسرع من الاقتصاد الأميركي، فالدولار لم يعد عليه الطلب بشكل كبير لأنه تم ضخ أموال مهولة، نحو 2 تريليون دولار في الاقتصاد الأميركي، ما أثر في وفرة الدولار وفي مستوى السيولة في الأسواق، وهذا يؤدي الى فقدان العملة قوتها الشرائية، أي حتى الدولار يتعرض لضغوط نحو الانخفاض.
اسرائيل اليوم ليست كالسابق..
اسرائيل اليوم الدولة رقم 31 حسب تصنيف صندوق النقد الدولي والاحصاءات بالنسبة للناتج المحلي الاجمالي مقارنة بدول العالم، الناتج المحلي الاجمالي فيها يقارب 400 مليار دولار.
كما أن قوة الشيقل أو ضعفه متعلق بتغير جذري في طبيعة الأمور، فحجم الاستثمار الخارجي في اسرائيل مقارنة بعام 2012 يصل نحو 3 أضعاف، إحتياطي العملات الاجنبية لدى المركزي الاسرائيلي 187 مليار، 42% من الناتج المحلي الاجمالي، وهذا رقم واحتياطي كبير جدا.
الذهب.. أين يتجه؟
وبشأن الذهب والاتجاه المتوقع له، قال الخبير سلامة:
الذهب والدولار معا يرتفعان بارتفاع مستوى المخاطر بالعالم، ومستوى المخاطر بالعالم تراجع بشكل جدي والسبب رحيل ترامب، الذي خلق توترات في العالم، بسبب أنه كان سيغير في بعض النظريات الاقتصاداية التي تعود عليها العالم، حيث أنه حين حاول تغيير الكثير من الأمور رفع التوتر في العالم، فأميركا حاولت أن تفكر في أميركا عظمى دون النظر إلى الشركاء في السياسة والاقتصاد، وهذا أضر باقتصاد العالم.
وقد تراجع هذا التوتر في النظام المالي العالمي، وتراجع الدولار قليلا لأن المخاطر بالمجمل تراجعت، وفي حال عودة المخاطر يعاود الدولار والذهب الإرتفاع ، المهم الان موضوع اللقاحات وفاعليتها ومتى سيصل وكيف.
ويتوقع الخبراء أن أول 6 شهور سيكون هناك عدم يقين تام بشأن السيطرة على اللقاح، حسب تقديرات الأسواق المالية العالمية تعطي فرصة للعلم والاكتشافات واللقاحات، وبنفس اللحظة تقدّر أن الحكم على مثل هذا الفعل لن يتم قبل شهرين أو 3 إلى 6 اشهر.
وأوضح سلامة أن "الفيدرالي" قد تعهد الفيدرالي الاميركي في اجتماعه أمس الأربعاء على الإبقاء على الفائدة عند مستوياتها لحين انتهاء الجائحة، أي ما بين صفر وربع بالمئة، ولم يغير في سياسة التوسع، وطالب المشرعين ووزارة الخزانة الاميركية بسرعة اقرار رزمة الانعاش لانعاش الاقتصاد في اميركا.
مؤكدا أن توجيهاته لكل من أسعار الفائدة وشراء الأصول ستبقي السياسة النقدية ملائمة حتى يتم تحقيق الاستفادة القصوى للتوظيف واستقرار الأسعار..
وقد أكد الفيدرالي الأميركي دعمه للتنمية والتعافي الاقتصادي واستعداده لتقديم ما هو مطلوب، وطالب السياسة المالية والمشرعين بالموافقة على حزم الانعاش.