بعد فوز بايدن، العودة للقديم الجديد في مستقبل إسرائيل وفلسطين
بوابة اقتصاد فلسطين
يعتقد يوسي ميلمان، كاتب المقال، أن الإدارة الامريكية القادمة بقيادة جو بايدن ستعمل على تغيير العلاقات مع إسرائيل والفلسطينيين والشرق الأوسط بشكل عام على ثلاثة أبعاد على الأقل: الخطاب والتركيز والنتيجة.
إذ يرى أن نبرة بايدن ستكون تصالحية ومعتدلة، حيث يسعى للوصول إلى حلول وسطية بدلاً من أسلوب المواجهات الذي اتبعه ترامب، الرئيس الجدلي المتقلب المنتهية ولايته. وكما يقال، فإن النغمة تصنع الموسيقى.
وهذا يعني أن بايدن سيعيد الولايات المتحدة على الأرجح إلى مجموعة ال5+1، التي وقعت في عام 2015 الاتفاق النووي مع إيران، الاتفاق الذي انسحبت منه إدارة ترامب من جانب أحادي عام 2018. وهو ما سيؤدي لرفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية القاسية التي فرضت في عهد ترامب.
لكن مع ذلك، يتعين على إيران الكشف عن إجراءاتها الأحادية الجانب لتخصيب اليورانيوم والمواقع السرية المحصنة، وتخفيض إنتاج اليورانيوم إلى المستويات والكميات المنخفضة المتفق عليها في الصفقة الأصلية. كما ستطالب واشنطن بتمديد الاتفاق الذي يحد من تطلعات إيران النووية العسكرية، على الأقل لمدة خمس سنوات أخرى بعد انتهائه في 2025.
بخصوص استئناف العلاقات، يرى الكاتب أن بايدن سيكون واضحا في الاعتدال في قضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
إذ لم يخف بايدن أبدا دعمه لحل الدولتين. هو ما تكرر خلال حملته الانتخابية.
ومن المتوقع أن تعود الاتصالات مع السلطة الفلسطينية بمجرد استلام فريق بايدن الخاص بالسياسات الخارجية مهامه في البيت الأبيض، وأن يعيد السفارة الفلسطينية في واشنطن ويعيد تدفق المساعدات المالية إلى الحكومة الفلسطينية بعد حظرها ومنعها من الإدارة المنتهية ولايتها.
وعن مصادر مقربة من حملة بايدن، علمت ميدل إيست آي أن وكالة المخابرات المركزية تخطط لعودة التعاون الأمني مجددا مع نظيراتها الفلسطينية وستشارك في تعاون أمني متبادل لمواجهة التهديدات الإرهابية. لكن وكالة المخابرات المركزية، كما ذكرت المصادر، ستطلب من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس تخفيف حدة الخطاب المعادي لإسرائيل واستئناف المحادثات مع إسرائيل.
ويُعرف أن بايدن ونائبه كامالا هاريس، من السياسيين المهتمين بحقوق الإنسان وحساسيتهم تجاهها. وبالتالي، لن يترددوا في التعبير عن مخاوفهم من انتهاك المستوطنون اليهود، بدعم من قوات الأمن والشرطة الإسرائيلية، الحقوق الفلسطينية، مثل ممارسات مصادرة الأراضي، ومنع الوصول إلى آبار المياه وقطع أشجار الزيتون.
وهذا ما يفسر تهنئة الرئيس عباس للرئيس المنتخب وتعبيره عن أمله في تجديد لقاءاته معه.
ومن المتوقع أيضًا أن تضغط الإدارة الجديدة على الحكومة الإسرائيلية للعودة إلى طاولة المفاوضات مع السلطة الفلسطينية.
وقد يكون خبر انتصار بايدن سيئا لنتنياهو. ما يفسر انتظار الأخير 12 ساعة قبل أن يصدر رسالة تهنئة إلى بايدن. فليس سراً أن نتنياهو كان قد استفاد من العلاقات الشخصية الحميمة التي شكلها مع ترامب، الذي استجاب لمعظم مطالب نتنياهو باستثناء ضم الضفة الغربية المحتلة .
ومع ذلك، لا يمكن لبايدن التراجع عن نقل السفارة، ولن يكون انتخاب بايدن مقتصرا على تحقيق المكاسب الفلسطينية، المحدودة، ولا يعني هزيمة نتنياهو. فالعلاقات الثلاثية بين نتنياهو وبايدن وعباس ستكون أكثر تعقيداً.
لطالما اعتبر بايدن نفسه صديقًا حقيقيًا لإسرائيل، يهتم بأمنها. فهو لن يخفض، على سبيل المثال، المساعدة العسكرية البالغة 3.8 مليار دولار لإسرائيل أو أن يشرطها للحد من التوسع في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية. فيطالب إسرائيل وقف بناء مستوطنات جديدة دون عقوبات إذا لم يتم تلبية مطلبه.
أما في معسكر الخاسرين، كما يصف الكاتب، لا يقف نتنياهو وحده، فتجد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، رفيق نتنياهو عندما يتعلق الأمر بالمخاوف بشأن طموحات إيران النووية.
لكن على الرغم من كل ما سبق: يبقى السؤال عما ستكون النتيجة الحقيقية لكل هذه التوقعات والآمال!
ماذا لو لم تظهر إدارة بايدن أي نتائج جديدة على الساحة، مثل الصفقات الجديدة مع إيران وبعض التحركات لاستيعاب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، هل يعود الشرق الأوسط ليشهد المزيد من الأمور القديمة؟
ميديل إيست آي
مترجم بتصرف