الرئيسية » أقلام اقتصادية »
 
01 تشرين الثاني 2020

وزارة الريادة والتمكين: ماذا فعلت؟ كيف لوزارة أن تساهم ببناء صورة إيجابية عن الحكومة 18

بقلم: سائد كرزون
كاتب فلسطيني

بات يظن رياديات ورياديو فلسطين بأنني أعمل في وزارة الريادة والتمكين لدفاعي المستمر عنها في كل جلسة وعن وزيرها المهندس أسامة السعداوي، إلا أن أسئلتهم وعلامات الاستفهام بازدياد، مما صعّب مهمتي بإقناعهم بأن الحلول والقوانين الريادية والاستثمارية العصرية قادمة قريباً.

سائد؛ لماذا لا نسمع عن أنشطة الوزارة؟ هل لها موقع ومكاتب؟ ما هي استراتيجية عملها؟ أين هي القوانين الجديدة العصرية التي سوف تساهم ببناء منظومة ريادة الأعمال؟ لماذا تدافع عنها ولا أثر لها حتى اللحظة؟ ماذا سوف تفيدنا وتفيد مشاريعنا؟ وكيف سوف توفر فرص عمل جديدة؟ ما هي دورها وعلاقتها مع باقي الوزارات ذات الشأن؟ حقيقة، كلها أسئلة مشروعة من رياديات ورياديي فلسطين.

لذلك، أضع هذه الأسئلة الآن على طاولة وزيرنا المهندس أسامة، الذي أكنّ له الاحترام والتقدير، لأنني ببساطة أعرفه شخصياً، وقدم لي الدعم لمشروعي بعد اجتماعي بدعم كامل من دكتور محمد اشتيه الذي بدوره فتح لي جميع أبواب الوزارات، حيث اهتم الدكتور محمد شخصياً بمشاريعي ومشاريع الشباب الفلسطيني. كما أنني أعلم مدى حجم مسؤولية تأسيس وزارة جديدة في ظل ظروف معقدة، خصوصاً مع الأزمات المالية والنفسية التي سببها فايروس كورونا. وإيماناً منّا نحن العاملون في قطاع الريادة والتمكين والإعلام، فإني أدعو المهندس أسامة لعقد مؤتمر قد يساهم في دمج الشباب الريادي وتقديم إجابات على أسئلتهم، وتحديد رؤية عمله القادمة، لنتمكن جميعاً من دعم هذا القطاع الهام الذي سوف يساهم بدمج آلاف الشباب الفلسطيني في المخيمات والقرى والمدن المختلفة في فلسطين، وحتى الشتات، والذي سوف يساهم بتوفير آلاف فرص العمل، وتخفيف البطالة والاحتقان الشعبي.

ماذا نريد من الوزارة الجديدة:
1-  قوانين ريادية عصرية تساهم حقيقية ببناء قطاع ريادة أعمال متماسك وقوي. 
2- توحيد طاقات حاضنات الأعمال والجيل الريادي الفلسطيني، وهي قوة هائلة إذا ما تم تسخيرها لصالح البلد والناس.
3- أن تكون جسراً إيجابياً يوفر حاضنة استثمارية داعمة للمشاريع الشبابية الريادية بمختلف التخصصات، تتسم بالشفافية في الأداء والتقييم والعمل.
4- نشر الإيجابية وتفعيل الشباب ونقلهم من حالة السلبية إلى حالة العمل والإنتاجية ودمجهم بالقضية الفلسطينية من خلال توفير وتسهيل عملهم وإجراءات تسجيل مشاريعهم وحماية حقوهم وتوفير أرضية عمل صحية وإيجابية.
5- تحفير وتشجيع الاستثمار لفلسطينيي الشتات وللمستمرين من العالم العربي والغربي في فلسطين وداخل فلسطين، وهذا يأتي أيضاَ منت خلال توفير بنية تحية وقوانين استثمارية تحفيزية للمستثمرين وللرياديين.

كيف للوزارة أن تساهم ببناء صورة إيجابية عن الحكومة  18 بقيادة د. محمد اشتيه:

1- الآن هي فرصة الحكومة ١٨ بدمج الشباب الفلسطيني من خلال بناء قيم ومصالح مشتركة ليست على أساس حزبي، وهنا النقطة الجوهرية، حيث أن شباب فلسطين وجيلها الجديد لم يعد يرى السياسة والاقتصاد كما في العقود السابقة، ولم تعد شعارات الأحزاب التقليدية وسلوكها يجذبهم بعد اليوم، بل هو جيل يفكر بريادة الأعمال وتأسيس الشركات وتحقيق ذاته وتحقيق الربح والأثر المجتمعي معاً من خلال رؤية "البنزيس والسوشال بزنيس". جيل يتحدث لغة عالمية ولغة العولمة، ولغة الاستثمارات، والتكنولوجيا ويتحدث عن فلسطين والسياسة بشكل مختلف، ويرى بالاقتصاد وريادة الاعمال فرصة لبناء فلسطين التي يحلم بها، بلد حديث ومعاصر بقوانينه وبنتيه الداخلية وجاذبيته للحياة والأمل والاستثمارات وخلق فرص العمل.

2- لك ان تتخيل قدرة وزارة الآن على حشد آلاف وآلاف الشباب تحت مظلتها، وحشد مصادر التمويل من العالم، ولك أن تتخيل أثر ذلك على صورة الحكومة التي وعدت الشباب والناس بأمل جديد ورؤية عمل مختلفة تضع المواطن ومصالحه أولاً وتعيد الاعتبار لمكانته، وحتى على عملها الدبلوماسي محلياً ودولياً. إذن؛ لكم أن تتخيلوا شكل ودور هذ الوزارة في تحقيق هذا الأثر الذي يعجز عن تحقيقه أي حزب ، بعد أن فقدت الأحزاب السياسية سلطتها ونفوذها في تحريك الشباب غير المحزب تحديداً، وهم الأغلبية اليوم،  والشباب الباحث عن فرصة للحياة والعمل في ظل نظام رأسمالي ينتظر منهم دفع فواتيرهم وقروضهم والتزاماتهم المالية مع بداية كل شهر، وهذه الحقيقة. فقد تكون الريادة هي المنهجية الآن لدمج الشباب بالقضية الفلسطينية بطرق معاصرة وحديثة وبلغتهم ومن خلال اهتماماتهم.

3- تخيل أن يكون للحكومة قاعدة شبابية بهذا الحجم، من خلال وزارة الريادة. إذن، أمام الحكومة الآن فرصة لإعادة شعبيتها من جديد، وهي من خلال التواصل المباشرة مع الشباب الفلسطيني وبث روح الحياة والأمل من خلال دعم مشاريعهم عبر صندوق خاص مالي يوفر لهم ما يحتاجون. هذه خطوة كفيلة بتشكيل جيش بشري شبابي قائم على لغة جديدة تتسم بالصراحة والشفافية والاحترام والقواسم المشتركة، وليس بتقليدية الشعارات والأداء السياسي والاقتصادي كما كان في العقود الماضية. كل شيء تغيّر، حتى شكل وأداء وخطاب السياسي والاقتصادي التقليدي بحكم سلوك وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الذي غير المعادلة كلها، أضافة لذلك انتشار المعلومات بيد عموم الناس وتنوع المصادر الإخبارية مما زاد من شفافية العالم كله، وعوامل محلية وإقليمية وعالمية وتكنولوجية عديدة ساهمت بتغيير الحياة. فقد حان الآن تقديم آداء سياسي واقتصادي وزاري جديد.

كلمات مفتاحية::
هل تتفق مع ما جاء في هذا المقال؟