بلومبرج: الذهب سيتغلب على الأسهم إذا تذبذبت الأسواق، وماذا لو خسر ترامب؟
بوابة اقتصاد فلسطين
يحافظ الذهب على مستويات صعود قياسية لم يسبق وأن شهدتها الأسواق في تاريخها. وكان هذا متوقعًا منذ فترة مع ما يعانيه السوق والاقتصاد، المعتمدين بشكل أساسي على تحفيزات الحكومات والبنوك المركزية. صعد الذهب في المعاملات الفورية والآجلة فوق 2,050 دولار للأونصة.
لكن، أنهت الأسهم الأمريكية يوم أمس على ارتفاع قوي، مدعومة بآمال حزمة التحفيز الفيدرالية الجديدة، وناسداك أعتاد منذ فترة تسجيل رقم قياسي جديد لعدة أيام في الأسبوع، بينما ترتفع بعض الأسهم الأمريكية بعنف على خلفية أي أنباء لها صلة بمساهمة الشركة في تصنيع علاج كورونا، كما حدث لسهم شركة كوداك، وأسهم شركات: مودرنا، جونسون آند جونسون، وأسترازينكا، وجيلياد ساينس.
الأزمة هنا، اختلاف طبيعة السوقين اللذين يصعدان مع بعضهما البعض: الذهب ملاذ آمن، والأسهم تلزمها شهية مخاطرة قوية. وترى بلومبرج أن افتراق المسارين سيكون وشيكًا، ويتوقع المحللون سلسلة جديدة من تذبذبات الأسواق، لتنهي 3 أشهر من الارتفاع القوي في سوق الأسهم.
وفق سوسيتيه جينرال، تجددت التدهورات في الاقتصاد العالمي، وسط إغلاقات جديدة لمنع تفشي فيروس كورونا، وأي تجدد للإغلاقات سيضرب الأسهم في مقتل، ولكن الذهب سيصمد.
يقول استراتيجيو سوستيه جينرال، في مذكرة صدرت في 4 أغسطس: "بينما يرتبط الذهب والأسهم في علاقة عكسية، إلا أنه في الآونة الأخيرة بدأت رابطة إيجابية تظهر بين الأصلين، منذ انهيار مارس الماضي، ولكن الآن أي مشاعر تجنب للمخاطرة ستظهر في الأسواق، ستدفع لانحراف مسار الذهب عن مسار الأسهم الأمريكية."
بيد أنه يجب التنبه هنا: فأي مراهنة على انهيار الأسهم الأمريكية اثبتت فشلها لشهور. بينما المعادن الثمينة تصدر منها إشارات تشبع شرائي عنيفة، وتداولاتها للشجعان فقط. ما يجذب الانتباه هنا هو انخفاض وزن مؤشر إس آند بي 500 (وهو المؤشر القياسي الذي يزن السوق الأمريكي بالكامل لأن جميع الأسهم القوية مدرجة عليه) مقارنة بوزن الذهب.
ستبقى أسعار الذهب منتعشة بفضل سياسات التيسير المالي والنقدي، حتى لو استمرت الإغلاقات. ويزيد الخوف حول الشركات الكبرى، والأرباح الرأسمالية، والضرائب في حال فاز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لأن تصويت نوفمبر سيكون من أهم محركات الأسواق.
تفوق أداء الذهب هو أهم ما يجذب انتباه المحللين المهتمين بالارتباطات بين الأصول.
لو تعافى الدولار وتراجع الذهب، سيشتري المستثمرون الذهب المنخفض، وفق محللي باركليز. ويرون أيضًا: "يشتري مستثمرو المدى الطويل والقصير الذهب في الوقت ذاته." ويحذرون: "هذا النوع من التحرك الجماعي يقود عادة إلى تصحيح للأصول المتأثرة."
ووفق المؤشرات الفنية، فرالي الذهب تمادى، مع مؤشر القوة النسبية لـ14 يوم عند حوالي 88 في منطقة "تشبع شرائي" وفق المحللين الفنيين.
ارتفع الذهب في السوق الفوري، السبائك، منذ منتصف مارس، مع هبوط معدلات الفائدة الحقيقية دون الصفر، وسعى المستثمرون للدفاع عن محافظهم. تفوق ارتفاع المعدن الأصفر بنسبة 11% عن فئات الأصول الأخرى الشهر الماضي، تفوق على ارتفاع إس آند بي 500، الذي حظى بأفضل أداء له في عقود، وفق بنك أوف أمريكا.
كتب استراتيجيو سوستيه جنرال: "لو استمرت الأحوال الاقتصادية في التدهور، واضطر الفيدرالي لخفض معدلات الفائدة تحت الصفر، أو حتى بدأ يضع هذا في الاعتبار، سيكون هذا مفترق طرق سلبي بالنسبة للأسهم، خاصة لأسهم القطاع المالي والمصرفي." "سيكون من المنطقي توقع انخفاض في الذهب، وأي انخفاض سيكون فرصة شراء للمستثمرين الذين يزيد عدم يقينهم إزاء السوق."
وأصبح الذهب في ترابط مع الأسهم، ولكن يجدر التذكير بأنه ترابط مع الدولار في وقت سابق، وتلاشى هذا الترابط خلال العام.
يقول لوكا باولويني، الاستراتيجي في أسيت مانجمينت إن الدولار الأمريكي، وغموض ملامح تعافي الاقتصاد الأمريكي، وتوسع عجز الموازنة والحساب الجاري أصبح عند "مستويات مقلقة،" ولو خسر ترامب، ستقل شهية المخاطرة كذلك.
وقال: "ولكن نظل على اعتقادنا بأن الذهب مرتفع الوزن، ويظل الأصل الدفاعي الأفضل بالنظر إلى السيولة التي تزيد من مخاوف التضخم، وتضعف الدولار الأمريكي، خاصة وسط تفشي وباء، وزيادة التوترات الجيوسياسية."