فيروس "كورونا" يبعث الحياة في أراض مهجورة في بيت ساحور
حسناء الرنتيسي_ بوابة اقتصاد فلسطين.
أعلنت الحكومة الفلسطينية في 3 مارس 2020 حالة الطوارئ، عقب اكتشاف حالات إصابة بفايروس كورونا في مدينة بيت لحم، ليستمر الحجر المنزلي على أهالي المحافظة لمدة تزيد على شهرين. هذه الفترة كانت كافية لقلب الصخور في بلدة بيت ساحور قضاء بيت لحم، وتحويل بعض أراضيها المنهكة لأراض تعج بالخضرة والحياة.
خلال تلك الشهور انطلقت ثماني مبادرات شبابية بين صفوف شبان وأهالي بيت ساحور، ليضيئوا شموعا في سماء مدينتهم التي خيم عليها الوباء. وليبدأوا معها العمل بالأراضي التي كانت مجرد قطع زراعية مهملة بسبب انشغال أصحابها عنها، فخرجت سواعد الشباب لتقتلع الأشواك وتغرس مكانها أشتالا من الخضار التي حصلوا عليها عبر حملة المليون شتلة، التي أطلقتها وزارة الزراعة بالتعاون مع المؤسسات والمنظمات الأهلية العاملة في القطاع الزراعي.
منذ ذلك الوقت، علت أصوات الفؤوس والجرارات الزراعية، وخرج الأهالي ليمدوا يد العون للمتطوعين، فتم جمع بعض الأدوات اللازمة، تحت إشراف مباشر من الخبراء الزراعيين في الإغاثة الزراعية، الذين يتابعون العمل أولا بأول، ومن ثم تحولت هذه الأراضي المهملة لأراض خضراء، يلتقي فيها الشبان والأصدقاء وأهالي المدينة من المحبين للعمل.
في هذه الأراضي تلمس الشغف في أعين الجميع، ويعملون كفريق واحد بعيداً عن التعصب الحزبي أو الديني أو العشائري، فعبق الأرض وعطائها يجمعهم، والحصاد المنتظر هو ثمرة جهود هذه السواعد الفتيةـ والذي سيكون من نصيب العائلات التي تضررت خلال فترة الحجر.
المتطوعون أطلقوا رسائل للحكومة الفلسطينية بضرورة التحرك ضد قرار الضم الإسرائيلي، والعمل على حماية الأراضي الملاصقة للمستوطنات والمهددة بالمصادرة.
هكذا استثمر شباب بيت ساحور وقتهم في خدمة بلدهم بعيدا عن أعين الكاميرات وأموال المانحين، جاعلين منها تجربة فريدة، ونموذجاً مشرقاً للعمل التطوعي. شكرا شباب بيت ساحور الرائعين.