انعكاس كورونا على الاقتصاد الفلسطيني
رام الله- وصال أبو عليا- بوابة اقتصاد فلسطين
ألقى شبح فيروس كورونا المستجد بظلاله على عديد القطاعات الحيوية بكل أنحاء العالم فمع ظهور الفيروس في الصين وارتفاع عدد الاصابات وتسجيل عدد من حالات الوفيات، أدى إلى تضاعف الآثار الاقتصادية وخسائر الصين، التي تمثل ثاني أكبر الاقتصادات من حيث الناتج المحلي، والأولى على مستوى التجارة الخارجية في العالم، في ظل عدم التوصل لعلاج لهذا الفيروس، واستمرار انتشاره، كما سجلت خسائر في الاقتصاد الفلسطيني الناشئ أصلا.
الاقتصاد الدولي في ظل كورونا
الخبير الاقتصادي د هيثم دراغمة شدد لبوابة اقتصاد فلسطين على أن فيروس كورونا سيؤدي لركود اقتصادي على مستوى العالم، وانتشار هذا الفيروس أدى لحالة من الحذر في العلاقات التجارية ما يؤثر على العولمة والعلاقات التجارية الدولية.
وأضاف دراغمة أن هذا الفيروس بدأ من الصين وهي مركز اقتصاد عالمي ولديها علاقات اقتصادية واسعة مع كل دول العالم، الأمر الذي أثر على السياحة، والتجارة، والسفر، لافتاً أن كل هذا يعني دورة مالية واذا ما تعطلت الحركة التجارية سيؤثر على الاقتصاد بشكل مباشر.
لقد تكبد الاقتصاد العالمي خسائر فادحة جراء تخوفات في العالم أجمع أدت لتوتر في العلاقات الاقتصادية الدولية والاستيراد والتصدير لأن المرض خرج من حاضنة الصين وانتشر إلى ايران والمنطقة العربية، وقدرت هذه الخسائر حسب دراغمة 500 مليار دولار مرشحة للازدياد بالطبع. فيما كانت ايطاليا ذات الاقتصاد القوي -قبل هذا الوباء-من اكثر الدول تأثرا سيما على الصعيد الاقتصادي، كما توالى هذا التأثر ليصل لكل من اليابان والكوريتين وايران وكذلك امريكا التي اعتقد البعض أنها لن تتأثر لكنها تأثرت وهذه حرب اقتصادية من نوع جديد إلا أن بعض الدول لن تفصح عن بياناتها.
انعكاس كورونا على الاقتصاد الفلسطيني
اعتبر رئيس الغرفة التجارية في محافظة رام الله والبيرة عبد الغني العطاري لبوابة اقتصاد فلسطين أن فيروس كورونا أثر على الاقتصاد العالمي عموما وعلى فلسطين بشكل خاص، لأن فلسطين سوق استهلاكي وتعتمد على الاستيراد المباشر من الصين نظرا للسعر المناسب وكذلك سهولة وصول البضائع للسوق الفلسطيني.
العطاري أضاف أن ارتفاعا حدث في بعض الأسعار في سوقنا في الفترة الأخيرة نتيجة لتوقف الاستيراد من فلسطين وكذلك اجراءات المشددة المتعلقة بالتخليص الجمركي من الصين ما يؤدي إلى تأثر فلسطين اقتصادياً، حيث حدثت خسائر في الصناعة والتجارة، ما انعكس على ارتفاع في أسعار معظم السلع، مشيرا إلى أن بعض التجار لا يستطيعون ايجاد بديل وأصبح هناك حذر وتقليل كمية البيع.
دراغمة أشار إلى أنه نظرا لعدم وجود اقتصادي قوي لدينا ستكون الانعكاسات كبيرة، كما أن انتشار هذا الوباء سيؤثر على المساعدات التي تمنح للسلطة الوطنية فبعض العلاقات التجارية مع الصين توقفت تماما، والكثير الآن يخشى التجمعات في أماكن التسوق أيضا.
وأوضح دراغمة أن كثيرا من الدول التي تعرضت لهذا الفيروس بما فيها فلسطين عطلت الدراسة والجامعات والرحلات والاستجمام، كما تعطلت بعض القضايا التي لها علاقة بالتعليم كالدورات والرحل التعليمية. مضيفا انه ضمن التقديرات الأولية فإن الخسائر الاقتصادية في فلسطين وصلت من 2 مليار إلى 3 ملايين شيكل.
الأسواق البديلة
وأكد العطاري أنه يجري البحث الآن بصفتنا راعين للقطاع الخاص الفلسطيني ككل مع وزارة الاقتصاد والحكومة للبحث عن بديل حتى لا يكون السوق فارغاً ونحن في مشاورات مستمرة.
وعن الأسواق البديلة، قال العطاري إن أقرب سوق لدينا تركيا، نتيجة لقرب تركيا جغرافياً وسهولة الاستيراد، وقد توجه بالفعل بعض التجار إلى تركيا من أجل الاستيراد من تركيا، هناك تخوف كبير من تفشي المرض في كل دول العالم ونخشى ألا يكون استيراد تصدير جراء تفشي فايروس كورونا.
التقينا في بوابة اقتصاد فلسطين رجل أعمال والرئيس التنفيذي لمجموعة عابدين الصناعية التجارية محمد عابدين وقال لنا إن السوق الأول في الاستيراد لمجموعته كان الصين بما يشمل كل ما يلزم البيت من مستلزمات منزلية وقرطاسية وألعاب ومستلزمات حدائق ومفروشات.
وأضاف عابدين أنه في عام 2019 تم الاستيراد من الصين بما قيمته 3 مليون دولار أي ما يعادل 65 إلى 70% من البضاعة كانت من الصين، فيما ومنذ بداية هذا العام وحتى العشرة أيام الأولى من انتشار فيروس كورونا في الصين استوردنا ما قيمته 250 ألف دولار.
ولفت عابدين أن هناك مصادر أخرى لاستيراد البضاعة مثل تايوان تايلاند أوروبا ولكن يكون السعر أعلى واجراءات حجر وكذلك ما يتعلق بالتغليف الأمر الذي سينعكس على الأسعار، وشدد أنه علينا الآن أن نكتفي بالبدائل في الأسواق البديلة مثل الهند لكن لديها نظام تصدير غير مرن، إلا أنه لا ينافس البضائع الصينية في الأسعار، وستكون مدخلات الصناعة على كاهل المُصنِع الفلسطيني بسبب عدم وصول مدخلات المواد الخام، فهناك تنافس في الصناعة لفلسطينية إلى حين توفر بديل.
أما الخبير دراغمة فنوه إلى أن أكثر دولة نتعامل معها اقتصاديا هي الصين ما سيضطرنا للبحث عن اماكن نستورد منها، الأمر الذي سيؤثر على علاقتنا مع الاحتلال، فهناك بعض البضائع لا نستوردها من دولة الاحتلال بسبب ارتفاع سعرها، الآن سنضطر لاستيرادها.
وأعرب العطاري عن أمله أن يكون هناك علاج لفيروس كورونا في القريب لتعود الحياة لسابق عهدها، محذرا إن استمر هذا الوباء فنحن مقبلون على مرحلة صعبة من كل النواحي وعلى رأسها الاقتصادية. وتابع بقوله نخشى أن يكون تأثير الفايروس مستقبلي وليس آني، بالاضافة إلى أنه يمكن أن يحدث خشية من الذهاب للصين طيلة الأشهر القادمة حتى نهاية العام. الأمر الذي وافقه به د دراغمة بتأكيده أن الخوف من الارتدادات المستقبلية لهذا الفيروس.
وتبقى التحذيرات من أن كل ما يحدث جراء فيروس كورونا سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار في فلسطين، فيما الأكثر تأثيرا في ارتفاع الأسعار هو المستهلك، الأمر الذي يستدعي تطوير المناطق الصناعية لتعزيز المنتج الوطني. وسط خشية من انتشار الوباء عالميا بشكل أكبر، ما سيكبد الاقتصاد الدولي مئات المليارات من الدولارات، وسط توقعات بارتدادات تستمر لسنوات جراء انتشار فيروس كورونا.