الصين هي المستفيد الوحيد من كورونا إقتصاديا لهذه الأسباب
بوابة اقتصاد فلسطين
مازالت الأسواق تتحرك وفقا لتطور أوضاع وباء كوفيد 19 الذي يسيطر حاليا على أهم المراكز الإقتصادية عالميا، أوروبا بالكامل لا تهتم بالحفاظ على سلامة الإقتصاد بقدر ما تهتم بالإحتفاظ بمواطنيها على قيد الحياة، إيطاليا التى تعاني منذ زمن طويل من أزمة ديون متعثرة لديها المزيد من الأزمات الصحية التى تؤدي لمزيد من الأزمات الإقتصادية، بريطانيا التى تحاول التعافي من تأثير الخروج من الإتحاد الأوروبي تتلقي ضربات موجعة حيث أخرج وباء كوفيد 19 كبار السياسيين خارج الملعب حاليا.
الولايات المتحدة الأمريكية لا تبدو أفضل حالا من باقي العالم، على العكس، المؤشرات الأمريكية تفقد سريعا ما ربحته على مدار سنوات حكم دونالد ترامب الذي لم يعد واثقا من أنه سيكون رئيس الولايات المتحدة القادم، بينما يستغل المنافسين كل الفرص بما فيها كوفيد 19 لإبعاده عن منصب الرئيس.
الصين تبدو أكثر قدرة على تحمل الآثار السلبية للمرض فهي على الأقل بدأت في إستئناف النشاط الصناعي وبدأت في شراء النفط اللازم للعودة للإنتاج، كما أنها بدأت في مساعدة العديد من الدول مثل إيطاليا وإيران وحتى فلسطين بفرق طبية و أدوية.
ويبدو أن الصين قد تكون الفائز الوحيد من أزمة كوفيد 19 حيث يبدو نظامها السياسي أكثر قدرة على التكيف مع أزمات مماثلة لذلك لن نندهش إذا حقق الإقتصاد الصينى معدل نمو جيد خلال 2020 على الرغم من تعطل المصانع الصينية خلال الثلث الأول من العام.
الصين لا يبدو أنها قد تكون الدولة الوحيدة والإقتصاد الوحيد القادر على التعامل والتعاطي مع الأزمة، بل أيضا قد تستفيد كثيرا من تلك الأزمة التى وبصورة قدرية كانت هي المتسببة بها عبر السلسلة الغذائية الغريبة التى يصر عليها مواطنيها، حيث ورغم المعاناة التى تعرضت لها مع بداية تفشي الوباء نهاية العام الماضي إلا أنها كانت أكثر وأسرع تعافيا من كل الدول التى تعرضت لتلك الجائحة ولديها الآن الكثير من العوامل التى تؤكد أنها ربما تكون المستفيد الوحيد من الأزمة كالآتي:
الرئيس الأمريكي الوحيد خلال العقود الماضية الذي ناصبها العداء وأرهقها من خلال جولات التفاوض والحرب التجارية، بينما إعتمدت على سياسة الصبر وإنتظار رحيله كإستراتيجة مناسبة لها، هذا الرئيس يبدو الآن منشغلا عنها كثيرا ومنغمسا أكثر فأكثر في مشكلاته الداخلية سواء لمكافحة الوباء المتفشي في الولايات المتحدة أو محاولا التملص من إنتقادات الديمقراطيين له بإساءة التصرف حيال الوباء مما عظم من فرص تفشيه في الولايات المتحدة، وحتى مطالبته بعودة الإقتصاد إلى العمل إستطاع منتقدوه أن يضعوها كعنوان على إستهتاره بحياة الأمريكان وأظهروه كرجل غير مناسب لتولي الرئاسة مجددا.
على الصعيد الأوروبي الصين تبدو قادرة على تحقيق الكثير من المكاسب فمعظم الدول الأوروبية مثل صربيا وإيطاليا التى وجهت إنتقادات حادة لتخلي رفقا الإتحاد الأوروبي عنها وعدم مد يد العون لها أثناء جائحة كورونا ، لم يجدوا من يساندهم بالفرق الطبية والأدوية والمستلزمات الطبية سوى الصين التى أصبحت أكثر من أي وقت مضي قادرة على تنفيذ ( مشروع طريق الحرير ) بموافقة ودعم إيطالي وصربي لا يلين مع وجود عناصر قلقلة وتململ داخل الإتحاد الأوروبي الذي يبدو في أضعف حالات
وحتى إذا إعتبرنا أي مساعدات تقدمها الصين إلى إيران أثناء تلك الجائحة هو إمتداد لعلاقات قديمة بين الدولتين إلا أن ظهور الصين وفرقها الطبية على مسرح الأحداث في إيران وفلسطين وعدة دول أفريقية يمنح الصين اليد الطولي في كل مكان ظهرت به مؤخرا ناهيك عن ما ينتظر الدواء الصينى والمستلزمات الطبية الصينية من رواج خلال فترة ما بعد فايروس كورونا
ولا ننسى أنه بإنتهاء جائحة كورونا سيكون علي العالم أن يتعامل مع الصين كمورد وحيد ومتفرد للكثير من مدخلات الإنتاج مما يعني أنها ستكون ولو نظريا على تحديد من ينتج ماذا في أي وقت.
ولا ننسى أيضا أن حرب أسعار النفط بين العربية السعودية وروسيا وتراجع الطلب العالمي على النفط إستطاعت الصين إستغلاله أفضل إستغلال بملء مستودعاتها ببترول أكثر من رخيص يمكنه أن يعوض عبر خفض تكلفة الإنتاج ما تكبدته الصين خلال توقف الإنتاج الذي لازمها خلال نهاية 2019 وبدايات 2020 لذلك تخرج الصين من أزمة كورونا أكثر قدرة على مزاحمة وإزاحة العديد من الأطراف الغربية أوروبيا وأمريكيا وحتى قادرة على دفع اليابان إلى الوراء قليلا في أسواق العالم مع سيطرة إقتصادية منتظرة للدولة التى تحمل أكبر حيازة من سندات الخزانة الأمريكية وربما أيضا أكبر إحتياطي نقدي من العملات خلال العقد القادم.