العناقيد: خطوة نحو التنمية والانعتاق من الاحتلال
بوابة اقتصاد فلسطين
من حيث المبدأ لا يوجد خلاف بين الاقتصاديين على ضرورة النهوض بالاقتصاد الفلسطيني من براثيين التبعية والوهمية للاقتصاد الصهيوني، لكًن حقيقة الجدل والخلاف يكمن بين الاقتصاديين في الطريقة والكيفية والأسلوب والسياسات والاستراتيجيات.
حيث تمثل التنمية العنقودية من وجه نظري عمود التنمية وواجهتها، فهي تعتبر السبيل لتكوين المدخولات للقطاعات الاقتصادية، كما تعمل على تقليص معدلات الفقر والبطالة، وتحقق الكرامة الإنتاجية، وتدعم الاستثمار المخطط والهادف، وتعزز مبدأ العمل الجماعي (التعاوني)، وتقلل النفقات والتكاليف وترفع اقتصاديات وفرات الحجم الكبير، وتوجه التفريخ الجامعي ليتلاءم مع احتياجات سوق العمل، وتدعم صمود المواطنين بأرضهم، والانفلات من التبعية الاستهلاكية للاقتصاد الصهيوني، والانتاج حسب الحاجة، وتكٌسب المنتج الفلسطيني نقاط القوة لاختراق الأسواق الخارجية، وبالمجمل تُبني فكرتها على كيفية تحقيق التنمية الشاملة والمتكاملة، لقد جاءت الحكومة الحالية برئاسة معالي الدكتور محمد إشتية بها كطريقة ونهج واضح المعالم لبناء جسد الاقتصاد الفلسطيني والنهوض به، فالتنمية أو التجمعات العنقودية عبارة عن مجموعة من الشركات والمؤسسات المترابطة من موردين ومصنعين ومقدمي الخدمات والمؤسسات الداعمة التي ترتبط مع بعضها في مجال عمل معين، وفي منطقة جغرافية واحدة.
وبناءً على التعريف السابق فإن خطة الحكومة ستشمل تقسيم المحافظات الفلسطينية إلى عناقيد تنموية بحسب ما يتوفر في كل محافظة من ميزات تنافسية، وموارد ومؤسسات فاعلة وإمكانيات واختصاصات - سيتم ربطها ببعض ودعمها وتشجيعها للاستثمار في الموارد المحلية للمحافظة. ووفقا لخطة التنمية العنقودية سيتم اعتبار محافظة بيت لحم عنقود سياحي، وقلقيلية عنقود زراعي، والخليل عنقود صناعي، وغزة عنقود زراعي وتجاري وهكذا لباقي المحافظات. ومن الممكن أن تشترك مجموعة من المحافظات في عنقود واحد إذا توفرت لديها ميزة تنافسية مشتركة.، وبهذا ستركز الحكومة دعمها وتوجيهها وتشجيعها وحشد الموارد المتاحة في كل عنقود (محافظة واحدة أو أكثر) للاستثمار في المجال التنموي الذي يتخصص به كل عنقود نحو إحداث شكل من أشكال التكامل الاقتصادي على المستوى الوطني. هذا الأمر جوبه بعدد من المحاذير والتي توجب المعالجة قبل التطبيق في نظري تتمثل في:-
هذه المحاذير يجب التعامل معها وتصحيح المسار للولوج وبدء العمل بشكل صحيح ضمن مجموعة من المتطلبات والتي تتمثل في النقاط التالية:
إن التنمية بالعناقيد ما هي إلا سياسة واستراتيجية لتحقيق التنمية الاقتصادية ولبناء جسد اقتصادي صحيح وغير عاجز عن الانعتاق من التبعية الاقتصادية العضوية للاقتصاد الصهيوني، فالتنمية بالتجمعات لن تكون الحل السياسي للقضية الفلسطينية ولكنها ستشكل عامل صمود لمواجهة الاحتلال كما أنها لن تكون طحالب المشروع الوطني، فالقضية الفلسطينية ليست قضية إنسانية كما أنها ليست قضية اقتصادية، رغم بعدها الإنساني العميق، لكن ممكن الممكن أن نحاول ذلك ونمارس النمو والتنمية وأن نوجد المايسترو (المنظم) وبقليل القليل فإن بناء النظام مقدمة لزوال الاحتلال.