الذهب أسطورة الثروة... كيف استثمر به؟
حسناء الرنتيسي_ بوابة اقتصاد فلسطين.
كانت التعاملات التجارية قديما تتم بطريقة تبادلية عينية، أي سلعة مقابل سلعة (مقايضة)، ثم كان التعامل بالذهب والفضة (ولا إجابة مقنعة لتعليل اختيار الذهب سوى أنه محبب لدى البشرية)، أي أن التاجر الثري الذي لديه كمية من الذهب والفضة بحاجة الى أن يضعها في مكان آمن لأنه لا يستخدمها.
أدى ذلك لظهور صندوق الأمانات، فكان شخص يقوم بدور البنك الحالي، حيث يضع التاجر كمية ذهب عنده ويستردها عند الحاجة، ويدفع لهذا الشخص مقابل احتفاظه بالذهب، ولكن ماذا يفعل خازن المال بالذهب خاصة بعدما يتكدس عنده مع كثرة العملاء؟
إذا أراد شخص أن يسترد بعض الذهب أصبح يعطيه خازن الذهب ورقة تفيد برصيد هذا الذهب... ومع الوقت حلت الورقة المالية محل الذهب والفضة لسهولة الاستخدام.
استثمار آمن
يعد الذهب وسيلة لحفظ المدخرات رغم الهبوط الحاد والصعود المفاجئ في أسعاره، وهو يعد من المعادن سريعة النضوب مقابل استمرار طلب المؤسسات المالية عليه.
إذا كانت لديك الرغبة بالاستثمار في الذهب، فغالبا ما تفكر كشخص عادي في شراء الحلي الذهبية، فهل هذا هو التصرف الاستثماري السليم؟
السبائك أم الحليّ؟
يشتري العديد من الناس الذهب من المحال التجارية وبعد فترة يتوجهون لبيعه لسبب ما فيتعرضون للخسارة، وقد يحدث ذلك تزامنا مع ارتفاع أسعار الذهب، فأين تكمن المشكلة؟
هل تعلم أنك عندما تشتري الذهب المصنع فإنك تحتمل تكاليف "المصنعية"، وهي تكاليف إضافية أنت بالغنى عنها إن كنت تنوي شراء الذهب بهدف الاستثمار، فعليك شراء سبائك الذهب، فعند بيع الحلي، يتم خصم قيمة الأعمال اليدوية وتشكيلها (أي أجرة يد الصانع) والتي قد تزيد عن 10% من السعر، لذا إذا أردت شراء ذهب بغرض الإدخار أو الاستثمار، فعليك شراء السبائك الذهبية.
متى تستثمر في الذهب؟
عندما تفكر في الاستثمار في الذهب فعليك أن تمتلك مالاً فائضاً عن حاجتك لعامين أو ثلاثة كحد أدنى، ضاعف مالك إن كنت لا تملكه، حتى تتمكن من شراء السبائك لتحقيق الربح المنشود.
وعند الاستثمار في الذهب وشراء السبائك الذهبية يمكنك الاستفادة من ارتفاع سعر الذهب وكذلك الاستفادة من الاستثمار الذي قمت به، وذلك من خلال وضع السبيكة كوديعة في البنك والحصول على قرض لإقامة مشروع استثماري بضمان هذه السبائك.
كفلسطينيين عانت شريحة المستثمرين في الذهب من فجوة كبيرة في عملية التبادل بين أسعار الشراء والبيع للذهب في السوق المحلي، وبين أسعاره في الأسواق الخارجية، وتصل فروقات الأسعار في كثير من الأحيان إلى 25%، وهو ما يدفع الكثير من الفلسطينيين للإحجام عن الاستثمار به.
أضف إلى ذلك، تحمل التجار درجة عالية من المخاطرة لإدخال أو تهريب الذهب للسوق الفلسطيني، ولهذا التهريب تكاليف عالية.
وبالنسبة للدول التي تمتلك أكبر احتياطيات من الذهب في العالم عام 2019، فجاءت كما يلي: