الرئيسية » الاخبار الرئيسية »
 
30 أيلول 2019

آخر صانع قوارب في غزة يكافح للبقاء

غزة-  أسامة الكحلوت- بوابة اقتصاد فلسطين

مواطن وحيد يعمل في مهنة صيانة قوارب الصيد وإعادة تأهيلها رغم أهمية الصيد في قطاع غزة نظرا لاعتماد المئات من العائلات عليه إضافة لأهمية صيانة القوارب بسبب اعتداءات الاحتلال عليها.

وفيما يتحول ميناء غزة إلى غرفة عمليات يصل عبد الله النجار (60 عاما) صباح كل يوم إلى هناك ليتفقد القوارب ويمارس عمله الذي ورثه عن والده منذ عشرات السنوات.

يقول النجار لـ "بوابة اقتصاد فلسطين" إنه لم يكل ولم يمل على مدار  16 عاماً من العمل في صيانة القوارب، ويمارس عمله بكل نشاط، ولكن يؤلمه أن هذا القطاع يعاني من العاملين في صيانة القوارب، وإعادتها للحياة بعد خرابها.

ويضيف النجار إن احتراف هذه المهنة يحتاج إلى تجربة عملية على عشرات المراكب.

وبين النجار أنه يعمل على صيانة وصناعة القوارب بما يتوفر من مواد خام مثل الفيبر أو الواح خشبية.

ويعمل النجار لمدة 12 ساعة يومياً في صيانة المراكب داخل ميناء غزة، ويساعده في ذلك ابنه نتيجة قلة فرص العمل في قطاع غزة، بالإضافة لعمال آخرين.

وأوضح النجار انه يعمل حالياً على صيانة مركب احتجزته بحرية الاحتلال لمدة ثلاثة سنوات داخل ميناء اسدود، وتصل تكاليف إصلاحه إلى ما يقارب 50 ألف دولار، نتيجة شح مواد الخام اللازمة لصيانته.

وطالب النجار بتوفير مواد خام للمراكب البحرية من خشب وفيبر، وفتح مراكز لتعليم أبناء الصيادين فيها، والراغبين في تعلم مهنة  صيانة وصناعة القوارب البحرية، من أجل استمرار هذه المهنة.

ويحتاج صناعة المركب في قطاع غزة إلى ما يقارب ثلاثة أشهر في أقصاها، في حين تحتاج صناعة القوارب الصغيرة إلى شهر تقريباً، حسب ما يتوفر من مواد خام لصناعتها، فأسعار المواد الخام متذبذبة" حسب قوله".

وأضاف:" في حال توقفت على العمل في هذه المهنة، بإمكاني القول " رحمة الله" على هذه المهنة، فلا يوجد أي شخص ينوب عني في العمل في صيانة المراكب وصناعتها، وسيلزم حينها استقدام مهنيين من الخارج لصيانة قوارب غزة".

من جهته، قال مسؤول لجان الصيادين زكريا بكر، أنه يتواجد في ميناء غزة أكثر من نصف المراكب في قطاع غزة، فيتواجد فيها مئات من اللنشات والحسكات، وجزء منها تضرر من الاحتلال بعدة أشكال نتيجة الاستخدام الطويل والمستمر، وهناك مراكب تضررت من أطلاق النار عليها والقذائف المباشرة من زوارق الاحتلال، ومصادرة البعض منها لفترة طويلة في ميناء اسدود، وتعود لغزة غير صالحة للعمل.

وأوضح لـ"بوابة اقتصاد فلسطين"، أن الاحتلال أفرج عن 66 قارب، منها 44 حسكة متور، و22 حسكة مجداف، ومركب جر كير في الفترة الأخيرة.

وأكد أن كل المراكب التي أفرج عنها الاحتلال بحاجة إلى صيانة، بالإضافة إلى أن الاحتلال سرق منها كل الاجهزة والمعدات والشباك والمحركات ما يعني أنه في حال تم صيانتها لا يمكن للصياد أن يدخل مرة اخرى للبحر، لأن تكاليف الصيانة عالية جداً، يصل بعضها إلى 7 الاف دولار أمريكي، وهذا ما لم يقدر عليها الصياد.

وأضاف:" الصياد لا يستطيع صيانة القارب، وهناك جمعيات تعمل على صيانتها، خاصة ان الاحتلال يمنع ادخال محركات الصيد والمعدات، وترتفع حينها الأسعار إلى أضعاف مضاعفة، ولا يمكن للصياد شرائها بأسعار مرتفعة، حيث تم صناعة أخر مركب عام 2012".

وأكد بكر، أن المراكب السليمة بغزة بحاجة لصيانة، والصياد يعمل على ترقيع المراكب بالإمكانيات المحدودة، ومبالغ صغيرة، لأن الصياد يتكبد خسائر فادحة، حيث يوجد 300 مركب بحاجة لصيانة، بالإضافة للمراكب الصغيرة.

مواضيع ذات صلة