الرئيسية » الاخبار الرئيسية » في دائرة الضوء »
 
24 أيلول 2019

تراجع ملحوظ في انتاج الجوافة في قطاع غزة

غزة- بوابة اقتصاد فلسطين- أسامة الكحلوت

يعاني المزارعون في قطاع غزة من مرض اشبه بـ"السرطان" يقضي على أشجار الجوافة في المناطق  الغربية لمدينتي خانيونس ورفح، وهما المنطقتين المشهورتين بمزارع الجوافة على مدار السنوات الماضية.

هذه الآفة تعمل على تحويل أوراق أشجار الجوافة للون الأصفر، ثم تذبل تدريجياً، حتى يمتد اللون الأصفر لكل الشجرة وتموت وتتحول إلى حطب، بعد سقوط أوراقها وموت ثمارها، وتمتد تدريجياً إلى باقي المزارع المنتشرة على طول الساحل الغربي للمدينتين.

مساحات واسعة من مزارع الجوافة ذبلت وقتلت وأصبحت حطباً بعدما كانت ناضجة بثمار الجوافة، ولعدم قدرة الطواقم المختصة على معرفة أسباب هذا المرض أو الوصول لحلول جذرية من فترة طويلة، حتى أصبحت الجوافة مهددة بالانقراض في قطاع غزة، بعدما كانت تُصدر إلى الاردن من قطاع غزة.

ويحاول المزارعون زيادة ري الأشجار بالمياه، ورش المبيدات لمحاولة علاجها، إلا أن كل المحاولات باءت بالفشل، وماتت الأشجار وانخفضت المزارع، مرجحين أن تكون ملوحة المياه سبب رئيسي لموت أشجار الجوافة.

صالح زعرب أحد المزارعين، قال لبوابة اقتصاد فلسطين، إنه يعاني من مشكلة الجوافة بعد تدهور مزرعته وموت أشجاره بسبب هذا المرض الغامض، نتيجة ملوحة المياه، ومرض اللموتودونا والقطنية وذبابة البحر الأبيض المتوسط.

وبين أنه "في عام 2005 كان إجمالي الأراضي المزروعة بالجوافة 6000 دونم، ولكنها انخفضت للنصف في عام 2015، هناك انخفاض تدريجي على مدار السنوات الماضية، حتى وصل عدد مزارع الجوافة في العام  2016 إلى 1600 دونم، وهذا ينذر بكارثة حقيقية على أشجار الجوافة، مطالباً الجهات المعنية بالتدخل السريع والفوري، بمعالجة المياه المالحة والأمراض المتعلقة بالجوافة".

وأضاف:" تضررنا كثيراً لأن المحصول ينخفض تدريجياً كل عام، ففي كل عام تموت عشرات الأشجار في مزرعتي، ولا يوجد بديل لأن المرض موجود بدون حلول ".

وفي السياق، قال المزارع مصطفى زعرب، أنه الجوافة كانت مزروعة في أرضه بمساحة سبع دونمات، فقدها تدريجياً ولم يتبقى إلا دونم واحد الأن، بسبب مرض السرطان الذي أصاب مزرعته، بدون العثور على العلاج المناسب للحفاظ عليها، لافتاً إلا أنه سيتم فقدان الجوافة من أسواق قطاع غزة خلال الفترة المقبلة.

وأضاف بعدما كنا نصدر منتجاتنا إلى الاردن، لن نتمكن بعد الأن من توفيرها لسكان قطاع غزة بسبب المرض.

إلى ذلك، قال أحمد زعرب ( 30 عاماً)، وهو صاحب مزرعة في مواصي خانيونس، أنه يعاني من موت ثمار الجوافة في مزرعته، فبعدما كانت مزرعته مزروعة بالجوافة على مساحة 20 دونم، انحسرت الان بسبب المرض.

وأكد أن المنتج كان جيداً خلال السنوات الماضية، لكنه انخفض تدريجياً خلال الفترة الماضية.

وفي تعليق وزارة الزراعة على تآكل محصول الجوافة، قال مدير عام الارشاد في الوزارة ناصر ديب، إن المحصول واجه تدهوراً في السنوات الاخيرة لعدة أسباب، أحدها وجود أمراض التربة وهي عبارة عن أمراض وآفات ساكنة في التربة.

وأوضح من هذه الآفات "النماتودوا" وفطريات التربة، وأهمها "الفيوزاريام" .

وأضاف خلال حديثه لبوابة اقتصاد فلسطين:" الوضع الاقتصادي للمزارعين له دور كبير، لأن المزارع عندما تكون امكانياته متوفرة يعتني بالمزرعة الخاصة به عبر استعماله للمبيدات والاهتمام بالري.

ولفت إلى ضرورة الانفتاح في القطاع الزراعي للبحث عن أصناف جيدة مقاومة لمسببات الأمراض، وفي حال الحصول على هذه الاصناف يتم التغلب على المشكلة.

وأوضح أن الوزارة تسعى مع المؤسسات المهتمة والعاملة في القطاع الزراعي، لمساعدة المزارعين وخاصة  مزارعين الجوافة للتغلب على هذه المشكلة، للحفاظ على المحصول.

وتابع:" كنا نصدر الجوافة للأردن ومنها إلى دول اخرى بكميات كبيرة سابقاً خلال فتح المعابر، ولكن الان الكميات المنتجة قليلة جداً، وتستهلك في السوق المحلي".

ويوجد في قطاع غزة ما يقارب  2360 دونم مثمر، منها حوالي 2000 دونم جوافة، ومتوسط انتاج الدونم الواحد طن و800 كيلو تقريباً من الجوافة، وبذلك أصبح المتوفر منها تقريباً 3600 طن.

ولفت ديب إلى أن الموت يصيب المزارع المهملة، وساعد في ذلك قلة الدخل للمزارع، ولكن هناك مزارعين مهتمين في مزارعهم، والوزارة تسعى لإيجاد الحلول للخروج من المعضلة بالخصوص مع المؤسسات العاملة في القطاع الزراعي.

وقال أن الوزارة غرست مساحات جديدة خلال الفترة السابقة تقدر بـ 400 دونم من محصول الجوافة، وهناك اهتمام بهذا المحصول، وأن الجهود مستمرة للحفاظ على المساحات الموجودة، والعمل على زيادتها والعودة للسابق في تصدير هذا المنتج للخارج.

مواضيع ذات صلة