اغتنموا الفرص الثمينة
ها نحن قد دخلنا شهر أيلول، الذي يقول به المثل الشعبي "أيلول ذيله مبلول"، أي أن احتمالية هطول الأمطار به واردة، بل كانت أكيدة قبل أكثر من نصف قرن من الزمن.
وفي أيلول يكتمل تشكل وتكون الزيت في حبات الزيتون، وفيه يبدأ الزيت بالتحرر، فهناك فرق بين تكون الزيت وتحرره.
من وجهة نظري، أنصح المزارعين وبشدة بالري التكميلي أو ري أشجار الزيتون خلال فصل الصيف، وتحديدا بعد تصلب النواة "العجمة" في شهر تموز، وأن يستمر هذا الري حتى النصف الأول أو الثلثين الأولين من شهر أايلول.
وللري التكميلي تأثير على محورين، الأول يكون بزيادة حجم حبة الزيتون وزيادة كمية الزيت داخلها، والثاني أن الماء والغذاء هو بلسم للشجرة لإعانتها على القيام بمهامها الأساسية، والقدره على الحمل في العام الذي يليه، فهي تعتبر فرصة لا تُفوَّت.
الفرصة الثانية التي يجب على المزارعين اغتنامها، وهي قطف الزيتون عند اكتمال نضجة، وذلك لاغتنام فائدتين اثنتين وعلى محورين أيضا، الأول يكون في حالة نضج الزيتون فإن كمية الزيت الموجودة في الزيتون تكون في أعلى معدلاتها، كما تزيد بنسب ليست بالبسيطة مقارنة بقطفها غير ناضجة.
هنالك سلبيات ناجمة عن القطف المبكر للزيتون، أهمها تكمن في خسارة تلحق بالمزارع وصاحب المعصرة والعاملين في القطاع، والخسارة الثانية الأكثر أهمية هو أن نقصان نسبة الزيت حتى ولو كانت 5% فقط، فإن هذه الخسارة تمس بشكل مباشر الناتج القومي، وهذا يؤثر في اقتصاد البلد والتصدير والالتزامات الدولية.
والمحور الثاني من قطف الزيتون عند نضوجه، هو اكتمال العناصر المكونة للزيت، وتركيزها بنسب مناسبة.
أما الفرصة الثالثة التي يجب علينا اغتنامها، وهي أكل الزيت في الأيام الأولى لعصره وهو طازج _من الشجر إلى الحجر_ هذا الزيت الناتج والذي يكون فيه حرقة "شعطة" ومرار، هو خير علاج ودواء لأجسامنا، والمحافظة عى هذه "الشعطة" والمرار هو أهم أولوياتنا باتباع طرق حفظ الزيت بأفضل الوسائل، واعتبار أن جالون البلاستيك المنفذ للضوء والخازن للحرارة هو عدو الزيت الأول.