"سوا بيتش" أول استراحة بحرية في غزة لذوي الاحتياجات الخاصة
غزة_ خالد أبو عامر- بوابة اقتصاد فلسطين
بعد سنوات من الانتظار تحقق أخيرا حلم الفتى المقعد نايف سلام (26 عاما) من مدينة غزة، بانجاز أول استراحة بحرية مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة "سوا بيتش".
"سوا بيتش" هو اسم الاستراحة البحرية الذي جاء بتمويل من مؤسسة الإنسانية والدمج الفرنسية، ليكون المشروع الأول من نوعه على مستوى فلسطين وصلت قيمة تمويله إلى 200 ألف يورو، جاء لينشر الابتسامة على وجوه المئات من ذوي الاحتياجات الخاصة في غزة، الذين حرمتهم ظروف الإعاقة من الاستمتاع بمنظر الشاطئ ومداعبة أقدامهم لمياه البحر الدافئة، وممارسة ما يحلو لهم من رياضات أخرى.
وبدأ المشروع فعليا بالعمل باستقبال الزوار لكن المشروع من المتوقع افتتاحه رسميا في نهاية الشهر الجاري.
سلام الحاصل على الميدالية الفضية في مسابقة السباحة لذوي الاحتياجات الخاصة على مستوى رياضي غزة في العام 2011، حرمته ظروفه الصحية من قضاء إجازة الصيف على شاطئ البحر كغيره من أقرانه الأصحاء.
ويشير سلام لبوابة اقتصاد فلسطين، أن "الشعور بالحسرة والعجز كان يلازمني عندما يتفق أصدقائي على تنظيم رحلة على شاطئ البحر وأختلق أعذارا لرفضها، ويعود ذلك إلى افتقار الاستراحات البحرية للخدمات اللوجستية التي تناسب ذوي الإعاقة، فمن المقاعد الخشبية التي تسبب آلام الظهر للمعاق، مرورا بدورات المياه التي تفتقر لأدنى متطلبات الراحة، إضافة لافتقار الاستراحات لممرات إسمنتية أو خشبية تمكن المقعد من التحرك بحرية داخلها، كل ذلك كان سببا كافيا لرفض هذه الدعوات، ورغبة مني بعدم الشعور بالشفقة من قبل الحاضرين".
ويشير مدير نادي السلام الرياضي والمشرف العام على الاستراحة، ظريف الغرة، لبوابة اقتصاد فلسطين، أن "مساحة الاستراحة تقدر بخمس دونمات تبرعت بها بلدية غزة، وجاء تصميم الاستراحة بإشراف وتخطيط مهندس إيطالي له باع طويل في إقامة مثل هذه المشاريع لذوي الاحتياجات الخاصة في دول كلبنان والإمارات واليونان".
وأضاف الغرة "كما تضم الاستراحة كافة المرافق المخصصة لذوي الإعاقة، حيث تبدأ بكراج مخصص لعربات ذوي الإعاقة الجسدية، وملعب صغير لكرة السلة، إضافة لممر خشبي بطول 60 مترا يصل إلى الشاطئ ليمكن المعاقين من الوصول لمياه البحر بحرية دون مساعدة أحد، كما تضم الاستراحة مقصفا تباع به المشروبات الباردة والطعام بسعر رمزي، كما تم موائمة دورات المياه لتناسب كافة أشكال الإعاقة، بالإضافة لتخصيص ثمانية عمال من ذوي الإعاقة وخمسة من الأصحاء من أجل تسهيل التواصل والتنسيق مع الزوار".
يعتبر شاطئ البحر في غزة بمثابة المتنفس السياحي الوحيد لأهالي القطاع في فصل الصيف، حيث تميل العائلات الغزية إلى البحر هربا من حرارة الطقس التي تزيد معاناتها انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة خصوصا في فترة النهار.
كما يعد خيار الذهاب لشاطئ البحر خيارا اقتصاديا إذا ما تم مقارنته بأماكن ترفيهية أخرى كالمتنزهات والملاهي، فمتوسط قضاء يوم لإحدى العائلات في إحدى الاستراحات لا يزيد عن 50 شيكل ( 15 دولار).
إلى ذلك يشير أستاذ علم الاجتماع في جامعة القدس المفتوحة، عاطف العسولي، لبوابة اقتصاد فلسطين، أن "إطلاق مثل هذه المشاريع الترفيهية المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة من شأنه المساهمة في رفع الحرج عن الكثير من المعاقين الذين يضطرون إلى العيش في عزلة، وذلك خشية أن ينظر إليهم على أنهم عالة لا يستطيعون خدمة أنفسهم، كما تزاد قيمة هذا المشروع في ظل تزايد عدد الإصابات نتيجة تكرار الاعتداءات الإسرائيلية التي تخلف مزيدا من الإعاقات الجسدية".
تشير تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني إلى أن عدد ذوي الإعاقة في فلسطين وصل إلى 113 ألف فرد، وهم يشكلون 2.7% من مجمل السكان، منهم 75 ألف في الضفة الغربية، و38 ألف في قطاع غزة، وتتقارب النسبة على مستوى الجنس، حيث تصل للذكور إلى 2.9% مقابل 2.5 % للإناث، أما عن الفئات السنية فيشكل الأطفال من (0_17) سنة، 1.5% من إجمالي عدد السكان.