رمضان غزة.. بلون جديد
أدخلت حملة "رمضان بلون جديد" الفرح إلى نفوس المواطنين في قطاع غزة إذ استطاعت ان تمنحهم الأمل وتنسيهم ولو للحظات آثار العدوان الأخير ..
غزة- بوابة اقتصاد فلسطين | يشعر يوسف مَلَكة براحة نفسيّة، وهو ينظر إلى منزله وقد تبدل لونه الداكن إلى آخر أكثر زهواً، بفضل الحملة التي أطلقها سكان حيه، وأسموها "رمضان بلون جديد".
أمام منزله في حي الزيتون شرق مدينة غزة، يقف مَلَكة يتأمل الألوان الفرحة التي قلبت منزله المتواضع من حال إلى حال.
ويقول "بدأت مع أهل الحي في تلوين المنازل خلال شهر رمضان المبارك، في خطوة نأمل أن تمنحنا بعض الأمل، ونسيان ما رسمه العدوان الأخيرة من ألوان الموت والعذاب".
ويضيف " نريد أن يكون رمضان بلون جديد مغاير لما استقبلناه العام الماضي".
وتزامن رمضان الماضي في غزة مع العدوان التي شنته إسرائيل في السابع من تموز على القطاع الفلسطيني، والذي أسفر عن استشهاد أكثر من ألفي شخص، وإصابة نحو 11 ألفاً آخرين، وفق وزارة الصحة ، فيما أعلنت وزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية أن إجمالي الوحدات السكنية المتضررة جراء هذه الحرب بلغ أكثر من 28 ألفاً.
ويشير مَلَكة إلى أن "أغلب الأسر فقدت أبناءً لها، لهذا أردنا إدخال شيء بسيط من البهجة على نفوسها، عبر تلوين منازلهم بألوان خلابة".
ويشرح " وضعنا الورود، وأشجار صغيرة وبعض من الآنية الفخارية وإطارات السيارات بعد تزينها بألوان مختلفة، لإضفاء لمسات من الجمال، بعد أن نال الحصار من كل شيء".
من جهته، يقول الرسام محمد الصعيدي، صاحب فكرة تلوين المنازل، إن "الفكرة نبعت من الإحساس بالحاجة إلى إدخال الراحة النفسية على نفوس سكان الحي"، متحدثاً عن "السعي للتخفيف من آثار الحصار المستمر على القطاع للعام التاسع على التوالي".
ويضيف الصعيدي " نريد في شهر رمضان أن تعم الفرحة والسعادة لتملئ قلوب الغزيين، عن طريق تلوين منازلهم بعدما شهدوا حرباً مرعبة العام الماضي".
واستطرد "بتلك الألوان الزاهية الوردية، نريد أن نبعد عن كواهلهم الهموم والمآسي جراء قسوة الحياة.. نريد أن نبحث عن الحياة والأمل، وإظهار وجه غزة الآخر".
(الاناضول، السفير)