التقلبات الجوية ترفع أسعار الخضار في قلقيلية
اتجه مزارعو قلقيلية في الآونة الأخيرة الى قطاع البستنة بدلا من زراعة الخضار والفواكه، ما أدى إلى تراجع كمياتها في الأسواق، ما انعكس سلبا على أسعارها الآخذة بالارتفاع يوما بعد يوم دون رقيب أو حسيب.
قلة الأمطار الموسمية الهاطلة على فلسطين خلال السنوات الماضية وارتفاع درجات الحرارة في تلك السنوات، دفع المزارعين إلى البحث عن مصدر دخل بديل بعد تكبدهم خسائر كبيرة، والعزوف عن زراعة الفواكه والخضار، وهو ما أكده مدير زراعة قلقيلية المهندس أحمد عيد.
وأرجع عيد ارتفاع الأسعار إلى قلة العرض، وزيادة الطلب بسبب تغير العروة الزراعية، حيث يقوم المزارع في شهر أيلول/ سبتمبر سنويا بتجديد محصوله الزراعي، ما ينتج عنه قلة في العرض، وزيادة في الطلب، وما يزيد الأمر سوءا الطقس الشتوي، حيث تنخفض درجات الحرارة وتضعف نمو النباتات، وبالتالي ارتفاع في أسعار الثمار.
وأكد أن فتح الأسواق الخارجية أمام المحصول المحلي، سبب آخر وراء الارتفاع، مشيرا إلى أن وزارة الزراعة وضعت خطة تعتمد على وقف استيراد المنتجات الزراعية في موسمها لإتاحة المجال لتسويق المنتج الفلسطيني محليا.
وتابع عيد: شهدت أسعار الخضار والفواكه خلال الأسابيع الماضية وحتى هذه اللحظة ارتفاعا ملحوظا داخل أسواق الوطن بشكل عام وأسواق قلقيلية بشكل خاص، وتجاوز سعر حبة الزهرة الواحدة 18 شيقلا، وكيلو البصل والخيار إلى سبعة شواقل، فضلا عن البندورة وبعض السلع الأخرى.
بدوره، قال التاجر أبو حسن: "في ارتفاع الأسعار يحكمنا العرض والطلب، والتقلبات الجوية كالبرد والحر يضعف الإنتاج ما يرفع الأسعار".
من جانبه، اتهم المزارع أبو علي كبار التجار وراء رفع الأسعار والتلاعب بها، وقال:"نحن نقطف الثمار ولا نعلم عن السعر إلا بعد بيعه، ونسعد بارتفاع الأسعار لأنها تعني زيادة في الدخل".
حماية المستهلك، قالت على لسان رئيسها عزمي الشيوخي: "إن حماية المستهلك تحاول مع الجهات المختصة إيجاد حل مناسب لارتفاع الأسعار".
وأضاف: ينبغي على المستهلك إتباع منهجية سليمة في الاستهلاك، وتعزيز ثقافة اتخاذ قرار الشراء حسب الحاجة، وبناء على سلم الأولويات، المهم فالأقل أهمية، وبناء على قائمة المشتريات المعدة مسبقا والابتعاد عن الشراء العشوائي.
وأبدى المواطنون في قلقيلية استيائهم من ارتفاع الأسعار التي تؤرقهم ماديا، ولفت المواطن عبد العزيز يونس، إلى أن أسعار الخضار ارتفعت الأسبوع الماضي بشكل كبير، ما أدى إلى عزوف المواطنين عن شرائها، وتوافقه بالرأي الحاجة أم علي التي قالت: "الأسعار مرتفعة جداً بالنسبة لنا، وأنا مستعدة لشراء الخضار بهذه الأسعار، كنت أشتري الخضار والفواكه مساء لفرق السعر، لكن الملاحظ أن الأسعار اليوم في النهار وفي المساء لا تختلف".
وطالبت الموظفة رانيا الحسن الجهات المختصة وبالتحديد حماية المستهلك ووزارة الزراعة بضرورة مراقبة الأسواق، وضبط الأسعار في ظل احتكار السوق من قبل التجار.
وأبدت غرفة تجارة قلقيلية استعدادها لأي اقتراح من الممكن أن يخدم المستهلك والتاجر لخلق حالة من التوازن في الأسعار وإفادة الجهتين.
وأكد رئيس غرفة تجارة قلقيلية طارق شاور، أن المواطن يقوم بشراء احتياجاته بنظام "اليوم بيوم"، نظرا لارتفاع الأسعار، لافتا إلى وجود حالة من الركود بالأسواق.
وأشار إلى أن الغرفة في قلقيلية تعمل على قدم وساق، من أجل محاربة الغلاء وارتفاع الأسعار وتوفير السلع الأساسية والضرورية بأسعار منخفضة.
وحسب إحصائيات جديدة للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني حول غلاء المعيشة في فلسطين، فقد سجل الرقم القياسي لأسعار المستهلك في الضفة الغربية، ارتفاعاً نسبته 0.17% خلال شهر تشرين أول 2018 مقارنة مع شهر أيلول 2018، نتيجة لارتفاع أسعار الخضروات بنسبة 23.10%، وأسعار الدواجن الطازجة بنسبة 6.44%، وأسعار الخضروات الطازجة بنسبة 5.96% وغيرها من السلع.
المصدر: وكالة وفا، ميساء عمر