فيديو.. براءة اختراع تستهدف اعادة تشغيل مفاحم يعبد المغلقة منذ عام 2010
رام الله- بوابة اقتصاد فلسطين- حسناء الرنتيسي
تعتبر منطقة يعبد الواقعة جنوب غرب محافظة جنين عاصمة الفحم في فلسطين، حيث كان فيها ما يقارب 200 مفحمة، وهي المنطقة الوحيدة في فلسطين التي تنتج الفحم.
هذه المفاحم أغلقت بأمر اسرائيلي بذريعة تسببها في التلوث البيئي عام 2010 كونها تصدر كميات كبيرة من الغازات السامة.
ويعتبر إغلاق هذه المفاحم ضمن سياسة الاحتلال في محاربة مصادر الدخل للشعب الفلسطيني والاستمرار في محاصرتهم اقتصادياً بتحويلهم إلى عاطلين عن العمل أو عمال في الداخل الفلسطيني المحتل.
أصل الفكرة
هنا وجد طالب الهندسة عاصم عطياني ضالته، حيث كان يبحث عن اختراع يمكن أن يشارك به في مسابقة علمية في جامعته (جامعة بيرزيت)، ثم أصبح يمثل هذا المشروع تحديا لعطياني الذي أراد أن يهزم به ذرائع الاحتلال فيعيد فتح هذه المفاحم لتعمل بطريقة صديقة للبيئة.
أخذ المشروع وقته في مخيلته وعلى أوراقه، إلى أن قرر أن يجسد الفكرة في آلة يمكنها أن تحول هذه الغازات السامة الى مواد يمكن الاستفادة منها، وبذات الوقت يمكن لهذه المفاحم أن تعاود انتاج فحمها عالي الجودة والذي يتفوق بجودته على الفحم المستورد.
ومن ناحية أخرى يعود أكثر من 6 آلاف عامل كانوا يعملون في هذه المفاحم لعملهم حيث كانت هذه المفاحم توفر حوالي 5000 فرصة عمل بمتوسط دخل 4500 شيقل شهريا. كما انها تحقق إجمالي ربح لصاحب المفحمة بما يقارب 150 ألف شيقل شهريا، أي حوالي 5 - 6 مليون دينار أردني سنويا مجموع أرباح أصحاب هذه المفاحم، وهذه الأرقام لا يمكن تجاهلها في ظل الوضع الاقتصادي الراهن.
وقد كانت مفاحم يعبد تنتج الفحم النباتي بالطريقة التقليدية المعروفة بإسم "المكمرة" التي ينتج عنها أكثر من 4 الاف نوع من الغازات السامة حسب بحوث ودراسات متخصصة لمختصين.
وأهم هذه الغازات أكاسيد الكربون والكبريت التي تعد أخطر تلك الغازات تأثيراً على البيئة وعلى الإنسان، حيث يتجاوز تركيز هذه الأكاسيد في الجو الحد المسموح فيه المقرر من قبل سلطة حماية البيئة.
آلية العمل
قام عطياني بإجراء مقابلات مع أصحاب تلك المفاحم والعاملين فيها وعمل التجارب اللازمة، إضافةً إلى الاستفادة من الدراسات التي قام بها الباحثون والمختصون في هذا المجال سواء كان ذلك على مستوى الوطن أو الخارج، و تمكن من تصميم نظام هندسي متكامل، وميزته أن عملية إنتاج الفحم ستبقى كما هي والفحم سينتج بذات الجودة المميزة التي كانت في السابق، لكن ستكون في نظام مغلق يتم من خلاله سحب الغازات الناتجة من عملية حرق الخشب إلى مرحلة جديدة يتم فيها تجميع ومن ثم معالجة هذه الغازت وتحويل الجزء الأخطر منها إلى طباشير.
ويعني ذلك أنه سيتم إنتاج مادة أخرى يمكن بيعها وبالتالي زيادة نسبة الربح لمالك المفحمة.
ويعمل "المهندس" عطياني على تطوير هذا النظام بشكل مستمر في محاولة لتطبيقه في شتى المنشآت الصناعية التي تنتج الغازات السامة، كالمناطق الصناعية، وأهمها المدينة الصناعية في مدينة جنين التي سيبدأ العمل بها خلال السنوات القادمة .
التمويل والدعم
تجربة أخيرة تفصل المهندس عطياني عن تحقيقه لبراءة اختراع في هذا المجال، وهو طالب سنة رابعة تخصص هندسة مدنية، يفصله فصل دراسي واحد عن التخرج، يقول " يؤسفني أن مشروع بهذا الحجم والفائدة على مستوى الفرد والمجتمع لم يحظى بأي دعم مادي حتى اللحظة، وكل التكاليف التي أوصلتني إلى هذه المرحلة من تصميم وتجارب وزيارات ميدانية كانت على نفقتي الشخصية بالرغم من أنني لا أملك دخلا مستقلا".
عطياني لم يحصل على تمويل لمشروعه رغم أنه تمكن من الفوز بالعديد من المسابقات وهي مسابقة المجلس الأعلى للإبداع والتميز في جامعة بيرزيت حيث كانت الجائزة عبارة عن تمويل للمشاريع الفائزة إلا أنه وللأسف لهذا اليوم لم يحصل على هذا التمويل، إضافةً الى المسابقة الخضراء التي عقدت قبل فترة قصيرة في مركز التعليم المستمر في جامعة بيرزيت وحصد فيها المركز الثالث، والجائزة عبارة عن رحلة تعليمية إلى مدينة برشلونة في نوفمبر القادم يتخللها المشاركة في مؤتمرSwitch Med Connect 2018 .
الخطوة أو التجربة الأخيرة في المشروع تبلغ تكلفتها المادية نحو 6 الاف دولار لتسجل كبراءة اختراع لدى وزارة الاقتصاد الوطني.
وتبلغ تكلفة الآلة بعد تركيبها نحو 15 ألف دولار، مع المتابعة والإشراف من قبله كونه متابع وصاحب الفكرة من الألف إلى الياء.
يصر عطياني على إتمام خطوات مشروعه على أرض الوطن، وذلك رغم تلقيه عروض من الخارج لإكمال المشروع، وينوي عطياني في حال عدم حصوله على التمويل اللازم الحصول على قرض شخصي لإتمام الخطوة الاخيرة لبراءة اختراعه، وتعهد بأن يكون أول باكورة نجاحه مهدى للوطن دون أي مقابل مادي.