وقود ومساعدات قطرية لغزة: دعم إنساني أم مال سياسي
رام الله - بوابة اقتصاد فلسطن
أثار بدء إدخال قطر شاحنات محملة بالوقود إلى قطاع غزة، لتشغيل المحطة الكهربائية الوحيدة في القطاع أمس الأول، ردود فعل من مختلف الأطراف كون هذه الخطوة جاءت بتنسيق قطري مع إسرائيل وهيئات في الأمم المتحدة وحماس، مع تهميش للحكومة الفلسطينية.
غير أن قطر أعلنت بعد يوم واحد على هذه الخطوة التي رصدت لها 60 مليون دولار، عن التزمها بمساعدات إنسانية أخرى بقيمة 150 مليون دولار لقطاع غزة، وهذه الأموال تأتي ضمن حملة أطلقتها قطر لجمع التبرعات تحت عنوان "غزة تستحق الحياة" والتي تهدف، حسب بيانها الرسمي، إلى المساهمة في مواصلة تعزيز الجهود التنموية المخصصة لسكان قطاع غزة.
الخبير الاقتصادي د. هيثم ضراغمة قال لبوابة اقتصاد فلسطين إن ما يحدث في غزة مؤخرا يرجح ألا يكون إسعافاً إنسانياً فقط بل جزءاً من خطة أممية لإنعاش غزة ذات مغزى سياسي، مشيرا إلى ضرورة أن تتنبه القيادة الفلسطينة لها وأن تعمل بكل جهدها لإفشال أي عزل لغزة عن الضفة الغربية.
واعتبر ضراغمة الاتفاق بين الأطراف العربية والأمم المتحدة وإسرائيل على الخطوة مع تهميش الحكومة الفلسطينية خطوة باتجاه صفقة القرن التي لم تتضح معالمها بعد، لكن بدأ الفلسطينيون يعيشون تبعاتها السلبية كقطع التمويل على الاونروا.
لكنه أكد على أهمية تقديم أية مساعدات للقطاع المحاصر الذي عاش حروباً دمرت اقتصاده، مشيراً إلى أن المبالغ المذكورة قد لا تكون مؤثرة بشكل كافِ، إلا أنها ستؤثر بشكل إيجابي على قطاعات عدة وستؤثر على التنمية وتخفف من الركود الاقتصادي وحدة الازمات.
وكانت مصادر من السلطة الفلسطينية قد أبدت امتعاضها أمس الأول من إدخال الوقود إلى قطاع غزة، من دون التنسيق مع الجهات الرسمية الفلسطينية. كما عبرت الحكومة في بيانها الأسبوعي عن "رفضها المطلق لكافة المشاريع المشبوهة، والحديث عن الحلول المرحلية وخلق أجسام موازية ومحاولات الالتفاف على الشرعية الفلسطينية، وذلك حفاظًا على وحدة الوطن، وقطع الطريق أمام المخططات الساعية إلى فصل قطاع غزة، وتصفية القضية الفلسطينية، وتدمير مشروعنا الوطني".
من جانبها، ردت حماس بأن إدخال الوقود لمحطة الكهرباء في قطاع غزة خطوة أولى للتخفيف من أزمات غزة ستتبعها خطوات أخرى، معتبرة ذلك إفشال لمحاولات السلطة خنق غزة وتركيع أهلها.
ودافع الكاتب إبراهيم المدهون المقرب من حماس، عبر منشور على الفيسبوك، عن قطر نافياً الاتهامات الموجهة لها بتعزيز الانقسام، واصفاً موقفها بالموقف القومي والأخلاقي الذي ينم عن اتزان وحرص.
وفي نفس السياق كانت مصادر إسرائيلية ألمحت لإمكانية اقتطاع إسرائيل لمبالغ من مستحقات الضرائب التي تجبيها لصالح السلطة الوطنية، وتحويل المبلغ المقتطع إلى قطاع غزة، في حال نفذ الرئيس عباس تهديده بوقف ميزانية القطاع البالغة 96 مليون دولار شهريا.