المشاريع الصغيرة وأهميتها في التخفيف من البطالة
غزة - بوابة اقتصاد فلسطين
في الوقت الذي ترتفع فيه معدلات البطالة في فلسطين فان المشاريع الصغيرة والريادية تعد أداة هامة للتخفيف من أزمة البطالة خاصة أنها تشغل العديد من الأيدي العاملة بتكاليف ليست عالية.
ووفقا للإحصاءات الرسمية فقد بلغ عدد العاطلين عن العمل العام الماضي 377 ألف شخص مقارنة مع 361 ألفا في 2016 منهم 65 بالمئة من فئة الشباب.
وتعد المشاريع الصغيرة اداة هامة للتخفيف من البطالة بحيث تلعب دورا هاما في توظيف العمالة وترفع من الناتج المحلي الإجمالي وتقلل من العجز المالي في الموازنات العامة من خلال زيادة الايرادات الضريبية ما يؤدي إلى زيادة معدلات الانفاق الحكومي على العديد من المشاريع في مناحٍ عدة.
كما يعد التميز في المنشآت الصغيرة رافداً من روافد الرقي والتقدم، حيث يتولد الإبداع والابتكار في كثير من هذه المنشآت، ويتحول العديد منها إلى شركات كبيرة مطورة ومستخدمة للتقنيات المتقدمة وناهضة بالاقتصاد الوطني لأحقاً .
لذلك، تولي دول العالم المنشآت الصغيرة كثيراً من الاهتمام كما تمنحها العديد من المزايا الضريبية والتنظيمية والتمويلية.
لقد أثبتت تجارب الدول المتقدمة أن الصناعات والمنشآت الصغيرة تولد معظم الوظائف في القطاعات الاقتصادية وهي مؤشر ومعيار التشغيل والعمل لمواطني هذه الدول، كما تسهم بقوة في مجالات الاستثمار والتصدير.
وتوفر المنشآت الصغيرة فرصاً لتدريب الأيادي العاملة على المهارات المختلفة بما في ذلك مهارات الإدارة والتسويق والإنتاج ، كما أنها تفتح مجالاً واسعا أمام تطوير المهارات الفردية وتطوير الذات.
كما ويقلل نمو وقوة وكثرة الصناعات الصغيرة من حدة التقلبات ما يخفض المخاطر الاقتصادية التي تتعرض لها البلدان وتوفر المنشآت الصغيرة درجة من الثبات الاقتصادي حيث لا تجنح هذه الأعمال في العادة إلى التغيير والانتقال للاستفادة من أسواق أخرى كما تفعل الصناعات الكبيرة، إضافة إلى ذلك تساعد المنشآت الصغيرة كثيرا على التصدي للفقر والفقر المدقع وترفع مستويات وعدالة توزيع الثروة والدخل.
وتسهم المنشآت الصغيرة في التصدي لاحتكار المنشآت الكبيرة وترفع المنافسة والقيمة المضافة وسلاسل الإنتاج وتقلل من إمكانية الإجحاف في الأسعار، فهي محرك الاقتصاد نحو التقدم والرقي والازدهار ولا يمكن لأي اقتصاد قوي أن يتخلي عنها.
ورغم هذه الأهمية لكن بعض الدول النامية والسلطة الفلسطينية لم تركز كثيرا على المشاريع الصغيرة وعززت الإنفاق الجاري والتوظيف الحكومي والبرامج الإغاثة، وهو ما أدى إلى نتائج غير مرغوبة على النمو الاقتصادي، وسوء توزيع الثروة والدخل في هذه الدول، وأحدث تقلبات اقتصادية حادة في معدلات نموها، وبالتالي رفع مستويات البطالة.
تعد المعوقات المالية والإدارية في فلسطين من أبرز العقبات التي تواجه هذه المشروعات، الأمر الذي يتطلب من الجميع وعلى رأسهم الجهات الحكومية جملة من الإجراءات التي تتمثل في التالي :-
وختاماً لا يمكن تجاهل الأهمية الاقتصادية للمشاريع صغيرة الحجم وبالتالي يجب العمل على تكريس الاهتمام بها وتطوير رأس المال البشري وذلك من خلال برامج التأهيل والتدريب خصوصا مع وجود مثل هذه المشاريع التي تسهم في تحسين الإنتاجية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ولن يتم ذلك إلا حينما تكون المشروعات صغيرة الحجم على سلم أولويات السلطة الوطنية الفلسطينة وعندها فقط سنضمن تحقيق الاقتصاد و التنمية.