الرئيسية » الاخبار الرئيسية » في دائرة الضوء »
 
04 تشرين الأول 2018

لماذا لا يوجد دواء فلسطيني لعلاج السرطان؟

رام الله- بوابة اقتصاد فلسطين- حسناء الرنتيسي

يفتك مرض السرطان سنويا بأجساد ما معدله 83.8 حالة جديدة لكل مئة ألف نسمة من الفلسطينيين، حسب إحصاءات رسمية لعام 2017.

وتتكفل وزارة الصحة الفلسطينية بعلاج كافة الحالات المرضية للسرطان من فحوصات وأدوية وما شابه وما ما يثير تساؤل حول عدم انتاج ادوية للسرطان في فلسطين.

العلاج مكلف

تتراوح أسعار  الأدوية التي توفرها الصحة لعلاج المرضى ما يقارب 3 آلاف شيقل إلى 18 ألف شيقل للجرعة الواحدة، إذ تبلغ تكلفة الإبرة الواحدة أحيانا عشرة آلاف شيقل.

المدير التنفيذي لاتحاد موردي الأدوية والتجهيزات الطبية د. مهند حبش قال إن الأدوية لعلاج السرطان بكافة أنواعه يتم الحصول عليها عن طريق عطاءات لشركات الأدوية، ويتم استيرادها من عدة دول.

ويعزو حبش في حديث سابق لـ "بوابة اقتصاد فلسطين" ارتفاع أسعار بعض الأدوية لا سيما المستوردة من أوروبا؛ لكونها تحمل براءة اختراع وتتفرد بإنتاجها مصانع محددة.

 ويتابع، أن هناك أدوية انتهت فترة حماية براءة اختراعها، ما يجعل إنتاجها أوسع وبالتالي انخفاض أسعارها.

هناك مصنع في مالطا

يقول رئيس مجلس الإدارة في شركة القدس للمستحضرات الطبية د. محمد مسروجي لـ "بوابة اقتصاد فلسطين" إن مصانع فلسطين تحاول العمل على صناعة أدوية سرطان، لكن هذا الأمر يأخذ وقتا "بسبب الحاجة إلى مصنع مستقل بأدواته وموظفيه".

وأوضح المسروجي أن الصناعة الدوائية تحتاج إلى معرفة الأنواع التي يحتاجها السوق وإجراء أبحاث عليها موضحا أنه بعد نجاح الأبحاث يمكن التصنيع وعمل "المضاهاة الحيوية" أي أن يجرب المستحضر على الإنسان.

وأضاف أن تكلفت البحث تبلغ على الأقل 100 ألف دولار قبل البدء في أي شيء.

وأشار إلى أن تسجيل الدواء ليس بالامر السهل "حيث يأخذ الصنف الواحد سنتين لإتمام العملية، ثم يبدأ الإنتاج، وبعدها تجرى العديد من التجارب كثيرة لتوافق وزارة الصحة عليها لإنتاج الصنف، وحتى تنتج الدواء يجب إحضار المادة الخام من شركة معروفة في العالم لديها شهادات gmp حسب المواصفات العالمية".

وأضاف، عقب ذلك تبدأ مرحلة التخزين التي تتضمن فحص العينات ومن ثم انتظار النتيجة سلبا أو إيجابيا التي على أساسها يتم إنتاج الدواء مضيفا أن الدواء يبقى فترة للتاكد من نجاحه قبل تسويقه.

وتابع، أن مسألة التسويق تحتاج إلى جهد إذ يجب ان يتأكد بداية الطبيب المعالج بفعالية الدواء مشيرا إلى أن عملية البيع تحتاج إلى سنوات ليثبت الدواء نفسه.

ونصح المسروجي المواطنين بالثقة بالدواء المحلي مؤكدا أنه أفضل بكثير من أي منتج أجنبي، فالعملية ليست تجارة وكسب مال، إنما علم وعمل بنفس الوقت.

وأشار مشهور غانم مدير الجودة في شركة دار الشفاء لصناعة الأدوية الى أن أسباب غياب تصنيع دواء السرطان هي أسباب اقتصادية بالدرجة الاولى، فالسوق الفلسطيني صغير وتكلفة الانتاج عالية جدا، وبالتالي سيكون حجم الاستهلاك صغير جدا مقارنة بالتكاليف الانتاجية، فلا يعقل ان أنئ مصنع ب50 مليون دولار مثلا لبيع دواء ب5 ملايين دولار فقط، بينما لو كان التسويق للخارج حرا وبلا قيود لكان بالإمكان تصنيع دواء سرطان فلسطيني.

وقال غانم أنه تم إقامة مصنع لدواء السرطان في مالطا وذلك بهدف التسويق لكافة الدول بحرية أكبر بلا عوائق حدود واحتلال، والمصنع أقيم منذ 7 سنوات ولكن الحصول على التراخيص والشهادات والبنية التحتية والتجهيزات له احتاجت سنوات عدة، فعليا بدأ العمل بتصنيع الدواء فيه منذ 3 سنوات، ويباع الدواء فلسطيني التصنيع في الأسواق العالمية منها دول اوروبا الغربية والعراق.

وأضاف غانم أن هناك محاولات لادخال الدواء للسوق الفلسطيني، حيث من المفترض أن يوفر هذا الدواء على وزارة الصحة نصف التكاليف الحالية.

 

*تكاليف العلاج لمرضى السرطان خارج وزارة الصحة بلغت خلال 2017 ما بين 350-400 مليون دولار، وهي تكاليف علاج لنحو عشر آلاف مريض.

*تتحمل الحكومة الفلسطينية تغطية تكاليف العلاج كاملة من فحوصات وأدوية وغيرها.

*هناك 4 الاف حالة إصابة جديدة بالسرطان سنويا.