الرئيسية » الاخبار الرئيسية » محلي »
 
02 تشرين الأول 2018

أم شاكر تشكو قلة الزبائن في "سوق الفلاحين" بعد تغيير مكانه

بوابة اقتصاد فلسطين- براء مصلح

تجلس أم شاكر بعينين بائستين حزينتين تنظر للمارة في سوق تزكم رائحته الأنوف.. ملأته بقايا صناديق الفاكهة والخضار التالفة.. زقاق ضيق قرب مجمع كراجات البيرة، تميزه لوحة صغير وضعت في مكان محجوب عن عيون المارة كتب عليها "سوق الفلاحات"، تلك هي المنطقة التي تفترش فيها أم شاكر الارض وغيرها من الفلاحين والفلاحات لبيع منتوجاتهم المحلية.

أم شاكر -هكذا سمت نفسها ورفضت عن الكشف عن اسمها الكامل حين تحدثت للحياة الجديدة- تلك الفلاحة الصابرة ذات الـ 50 عامًا من قرية الساوية جنوب مدينة نابلس، أم لطفلين احدهما في الرابعة عشرة من عمره يعاني من اعاقة في السمع والنطق، والثاني ما زال  في الصف الرابع الأساسي، تتحدث عنهما بحسرة وألم لعدم قدرتها على توفير حياة كريمة لهما، لاضطرارها للعمل لتوفير قوت عيشهم، وما تجنيه لا يكفي لتشتري لهما كل ما يطلبناه أو يشتهيانه، تعيش معهما برفقة زوجها الذي "يشتغل يوم وعشرة لا" –كما تقول- في منزل لا يقي من حر الصيف ولا برد الشتاء جدرانه نخرتها الرطوبة، يتحول شتاء مسارب ومزاريب لمياه الأمطار.

ستُّ سنواتٍ والحال من سيئ الى اسوأ، فبعدما نقلت بلدية البيرة "سوق الفلاحين" من شارع القدس الى ذلك الزقاق الضيق، لم يتجاوز حجم ما تبيعه أم شاكر الأ 50 شيقلاً في اليوم في افضل الاحوال، وتصرف كل يوم ما مقداره 30 شيقلاً لتصل الى رام الله، فيما كانت تبيع في اليوم الواحد في شارع القدس بحوالي 300 شيقل وتبيع كل ما تحضره معها اما الآن فتعيش يوميًّا هاجس بيع ما تحمله وهل سيتضطر للعودة للمنزل دون أن تبيع شيئًا ودون أن توفر قوت يومها وولديها وزوجها العاطل عن العمل.

تخفي أم شاكر وراء بشاشة وجهها وجعًا يدمي القلوب، "الظروف صعبة يا دوب الواحد مكفي حاله او بيته، يعني كل المسافة اللي بنقطعه والتعب الي بنتعبه بالارض حرام ما نلقى محل نسوق فيه بضاعتنا المحلية، (حرام اللي بصير) السوق تحت كان كثير كويس كنا نجيب بضاعتنا ما يبات منها شي بس هل الايام السوق اللي احنا فيه ما في حد بمر منه، ناشدنا الدكتورة ليلى غنام والبلدية بس على الفاضي".

رغم مشقتها وزوجها إلا أن تلك المشقة لم تسعفمها في إعالة عائلتهما، تلك المشقة التي أجبرتها على النزول الى السوق كل يوم محملة بكل ما تنتجه الارض من تين وزعتر وبذور عباد الشمس لبيعه، بعد ان تعرض نفسها لخطر اعتداءات مستوطني مستوطنة عيلي الذين يتعرضون للفلاحين وارضهم باستمرار من قطع للشجر وشتم للفلاح ومهاجمته تحت حماية من قوات الاحتلال.

توفير أسواق خاصة لهؤلاء الباعة مطلب آني قد يحل مشكلة كبيرة يعيشونها والتي تتمثل بضعف حركة البيع والشراء.

 

مواضيع ذات صلة