ابتكار نظام يحدد مدى تركيز مرضى التوحد واستجابتهم للتعلم
قلقيلية – بوابة اقتصاد فلسطين
استطاعت مدرسة التكنولوجيا في مدرسة جينصافوط الثانوية ختام عيد وطالبتين من طالباتها من إبتكار نظام تعليمي خاص بالأطفال المرضى بالتوحد، "لا تقلق .. تركيزك معي"، ما يشكل إضافة نوعية في عملية تعليم هؤلاء الأطفال.
عيد وطالبتاها جمانة طلال، ومجد ناجي عبد الغني، عملن على فكرة المشروع، بعد ملاحظة صعوبة تعامل المعلمين مع الأطفال المصابين بالتوحد، وتحديد الوقت الذي يكونون فيه في قمة التركيز، حتى يستطيعوا الاستجابة للمعلمين والمدربين، لأن استجابتهم للتعلم تكون في لحظات التركيز الكاملة.
الأبحاث أكدت أن الاخصائيين يبذلون وقتا وجهدا لإيصال الطفل المريض الى حالة التركيز، للبدء بتدريبه أو التعامل معه.
وقالت عيد:" بدأنا البحث علن آلية تقنية لتحديد هذه الفترة التي يكون فيها الطفل المريض في قمة التركيز، لأن ذلك يوفر وقتا وجهدا على المعلمين والمدربين، الذين يسعون الى تعليم الاطفال المهارات الاساسية في الحياة مثل الاكل والشرب وقضاء الحاجة".
وأضافت:" الاطفال المصابون بالتوحد لا يستطيعون التواصل مع الاشخاص من حولهم بصريا أو لفظيا، إلا من خلال البطاقات والرسومات، فكانت هذه بداية لتطبيق الفكرة".
وتابعت: "وجدنا أن جميع مراكز الأشخاص ذوي الإعاقة وتحديدا مرضى التوحد يوجد فيها غرف حسية، بحيث يكون كل شيء بألوان، وموسيقى، وشاشات عرض على الأرض، حتى يستطيعوا التعبير عنها بطريقتهم".
آلية عمل النظام
وخلال بحث فريق العمل تم التعرف على مجس اسمه (mind wave) موجات الدماغ، فهو يكشف عن حالة الدماغ في الوقت الحالي، فلوحظ ان دماغ الاطفال المرضى بالتوحد عندما يكونوا في قمة التركيز يقوم المجس بإرسال موجات معينة تحدد مدى استجابة الدماغ.
وقالت عيد: " قمنا ببرمجة المجس للدماغ بحيث يقرأ حالات الدماغ واستغلال هذه القراءات في تعليم وتدريب الطفل، وربطنا المجس عن طريق تقنية البلوتوث بتطبيق ذكي، وبمجرد ان يعطي المجس إشارة بيتا مثلا، يتم تنبيه المعلمة عبر الاتصال الصوتي أو الرسائل النصية وذلك ليخبرها أن الطفل حاليا في وضع التركيز، ويتم مباشرة وبشكل آلي فتح شاشة للطفل موجود عليها جميع الخيارات التي من الممكن أن يحتاجها للتعلم ، ليتمكن من الضغط على ما يحتاجه، وذلك لأنه لا يستطيع التعبير عما يريد الا بالصور والبطاقات وهذه البطاقات فيها جميع الخيارات للأكل والشرب والنوم والخروج والزيارات، مع وجود مجموعة من الخيارات بالصوت والصورة لكل ايقونة نريد فتحها من اجل تنمية مهارة النطق عنده، والاتصال بمن يريد، والمتاح له الاتصال بهم من اشخاص يتم إدخال ارقامهم الى التطبيق".
وبينت عيد انه عندما يبدأ الطفل بفقدان التركيز تدريجيا، يتم إعطاء تنبيه آخر بالمكالمة الصوتية او الرسائل النصية للمعلم بأن الطفل حاليا في وضع عدم التركيز ويتم فتح شاشة ثانية إسمها شاشة التشتت، وفيها أنواع موسيقى خاصة بأطفال التوحد لتعيد اليهم الهدوء والتركيز، بالإضافة انه هناك خيارات يعبر فيها الطفل عن مكان الألم اذا كان يتألم وعن حالته النفسية وذلك بالضغط على البطاقة المناسبة للحالة الحالية للطفل و للتعامل معه بطريقة مناسبة ضمن وضعه الحالي، وحسب الاخصائيين فان الطفل في حالة احساسه بالالم يتشتت، فكل جزء في جسمه له بطاقة خاصة يستطيع الطفل من خلالها تحديد مكان الاألم للمعالجين والمدربين.
وقالت:"يوجد أيضا في حالة عدم التركيز شاشة اللعب بالفقاعات وهي من الألعاب المحببة لأطفال التوحد ويمكن من خلالها تغيير الوان الفقاعات حسب الحالة النفسية للطفل، ووضعت الألوان بطريقة مدروسة وباستشارة أخصائيين لتكون مفضلة للأطفال المرضى ليتم جذبهم اليها وإستعادة تركيزهم من جديد أو مساعدتهم في النوم حسب ما يريد المدرب أو الأم".
وأضافت:" تواصلنا مع مركز النطق واللغة في الاردن وأعلمونا بوجود لعبة تركيز تساهم في إنجاح التجربة، وتم اضافتها للبرنامج، وتعمل هذه اللعبة على استعادة تركيز الطفل تدريجيا وهي عبارة عن نقاط موصولة مع بعضها تأخذ الطفل تدريجيا باتجاه هدف معين وعند وصوله لهذا الهدف يكون في حالة تركيز عالية.
وتابعت:"تبين من خلال الدراسة انجذاب الأطفال المرضى لأحرف اللغة الإجليزية، فقمنا بعمل التطبيق باللغتين العربية والإنجليزية".
تطبيق عملي ونتائج ايجابية
بدأ فريق العمل بتطبيق النظام بشكل فعلي لاختبار مدى نجاحه، فكانت عينة التجربة 20 طالبة في المدرسة اضافة للمعلمين، فكانت نتائجه دقيقة، وبعد ذلك طبق على حالة مرضية وكانت النتيجة ممتازة، والاستجابة عالية.
جهد متواصل لتطوير النظام
أكدت عيد أنها تسعى لتطوير النظام، من خلال خلال مجس(open bci) الذي يكتب ما يفكر به الطفل، وانها تعول على توفير المجس من خلال مجلس الابداع والتميز لأنه غير موجود في فلسطين.
وقالت:" نحن نراهن على تبني المجلس لتطوير الفكرة وتحويلها لمشروع يطبق في المؤسسات التي تتعامل مع الأطفال المصابين بالتوحد، لأنه يقدم خدمة كبيرة، وإن جاز التعبير، نقلة نوعية في مجال التدريب والتعامل اليومي مع الاطفال مرضى التوحد، ويحل اشكالية كبيرة في تواصل الأهل مع أبنائهم".
وبينت عيد انه لا يوجد تطبيق يقوم بهذه الوظيفة، وتسعى لتسجيله براءة اختراع، وهذا يتطلب الكثير من العمل.