أمطار أيار تفيد المزروعات البعلية وتضر الحقلية
امطار شهر ايار أغنت المخزون المائي في التربة وتستفيد منها الاشتال الرعوية والغابات والفاكهة، وهي مهمة لسد حاجة النباتات للمياه وتحديدا المزروعات البعلية التي تشكل أكثر من 90 بالمئة من المساحة المزروعة في فلسطين، لكنها للقمح والشعير قد تؤدي الى ظهور بعض التعفنات والامراض الفطرية عليها،
تسبب سقوط الامطار خلال شهر ايار الجاري بأضرار بالغة بالمحاصيل الزراعية الحقلية، والحقت خسائر مادية خاصة للمزارعين الذين ينتظرون موسم الفريكة في قرى شمال شرق جنين، ويعتمدون عليها كمصدر رزق.
المزارع أحمد غالب سلامة من قرية دير غزالة أحد المتضررين قال: تأثرت المحاصيل الحقلية مثل البيكة، والحمص، والبرسيم، والقمح، والشعير بشكل كبير، وبالنسبة للبرسيم والبيكة الذي كان مقصوصا ومعدا للكبس في بالات، تضرر بنسبة 70-80 بالمئة، حيث اصبحت فيه رطوبة وخراب وتحول لونة وتعفن، وانخفض سعر البالة من 18 شيقلا الى 8 شواقل بسبب سوء جودتها وتأثرها بالأمطار، ما تسبب بخسائر مادية فادحة للمزارعين محدودي الدخل، بالإضافة الى انه عندما يحصل تعفن تقل كمية الانتاج لان جزءا منه يبقى في الأرض.
وتابع: اما بالنسبة للقمح، الذي يعتمد عليه في موسم الفريكة التي تشتهر بها القرية، تأثر بشكل كبير وأثر على موسم الفريكة وتسبب بخسائر للمزارعين، خاصة ان فترة هطول المطر في اول ايار تسببت بعدم نزول المزارعين لقص القمح لعدة ايام، ما اخر القص، تسبب في نضوج القمح اكثر من اللازم واصبح لا يصلح للفريكة، لأنه اصبح يابسا، إضافة إلى إصابته بالحمرة او "الطابون"، وهذا يقلل من كمية الانتاج وجودة القمح، اما بالنسبة للقمح الاصفر فتأثر بسبب حبات المطر وتساقط السنابل على الارض.
وأكد زكارنة ان موسم الشعير لم يكن احسن حالا من القمح، ففي أغلب الحقول تكسرت سيقان النبتة، وسقطت السنابل بسبب المطر، ما اثر على الانتاج في الحبوب والقش.
واوضح زكارنة ان موسم الحمص ايضا تضرر نتيجة اصابته بمرض "الهيفة" وهو مرض بسبب الرطوبة، وادى الى عدم الاستفادة منه للبيع اخضر، وايضا تم تساقط الحب من العروق والورق، فالورق يستخدم للحصول على التبن لتغذية المواشي.
وقال زكارنة: تضررت المحاصيل في منطقة قرى مرج بن عامر التي تضم عشر قرى شمال شرق جنين تضررت بسب هذه الامطار الاخيرة، موضحا أن بعض المزارعين استفادوا فقط من 30 دونما من اصل 170 لإنتاج الفريكة، وهذه المنطقة تعتمد على موسم الفريكة بشكل اساسي، ما يعني ان الموسم تضرر بنسبة 40 بالمئة .
وأوضح مدير عام الارشاد والتنمية الريفية في وزارة الزراعية صلاح الدين البابا، أن امطار شهر ايار ليست موجودة بالعادة، ولكن وجودها اغنى المخزون المائي في التربة وتستفيد منها الاشتال الرعوية والغابات والفاكهة، وانها ايجابية لسد حاجة النباتات للمياه وتحديدا المزروعات البعلية التي تشكل أكثر من 90 بالمئة من المساحة المزروعة في الاراضي الفلسطينية.
وفيما يتعلق بالآثار السلبية لها قال: "وجود هذه الامطار في هذه الفترة من العام وهي فترة الحصاد للمحاصيل الحقلية كالقمح والشعير، قد تؤدي الى ظهور بعض التعفنات والامراض الفطرية عليها، وبالتالي الامراض الفطرية والتسبب بخسارة للمزارع".
وتابع، تعمل طواقم الارشاد ومن خلال وسائل الاعلام على التواصل مع المزارعين للحد والتخفيف من هذه الاضرار، واستطاع عدد كبير من المزارعين تلافي الاضرار، منوها إلى المنخفضات الماضية كانت توقع الامراض، وتتسبب بارتفاع نسبة الرطوبة في الجو، وكانت مشجعة للأمراض الفطرية ونحن تدخلنا في توعيتهم في كيفية معالجة الامور.
وأضاف، أكثر ما نخشاه ارتفاع نسبة الامراض الفطرية، ومعظم الزراعات الصيفية هي زراعات مكشوفة وحساسة للظروف الجوية، مثل الكوسا، والخيار، والفقوس، ونحن على اتصال مع الارصاد الجوية، وكنا في صورة الوضع.
وطالب المزارعين بالتواصل مع المرشدين المتواجدين في 14 مديرية زراعة في المحافظات، من اجل تلقي خدمة ارشادية مجانية، لان الارشادات تقي من الخسارة وهلاك المحصول، وقال: لدينا خدمة ارسال الرسائل التحذيرية والارشادية عبر الرسائل النصية على الهواتف المحمولة وبشكل مجاني، وهذه دعوة للمزارعين لتسجيل ارقامهم في مراكز الارشاد في مناطقهم، لإضافتهم الى قاعدة البيانات التي وصلت الى 15 ألف مزارع من مختلف القطاعات الزراعية .
علاء حنتش- وفا