الصفا يحاول النهوض مجددا بعد تعثر نال من تقدمه
لمصنع الصفا لمنتجات الألبان، مصنع خيري يتبع لشركة زكاة نابلس، بعد نمو دام سنوات تعرض المصنع لتعثّر شلّ تقدمه، ووضعه تحت المجهر.
خاص- بوابة اقتصاد فلسطين
التعثر الذي تعرض له المصنع كان لمشاكل مالية وإدارية عانى منها، حاول المصنع لملمة قواه ليعاود الصعود مجددا، فانطلق بإدارة جديدة منذ شهر ونصف، إذ كان 25/12/2017 يومًا مفصليًّا في تاريخ المصنع حيث تمّت إعادة هيكلة المصنع ماديًّا وفنيا وإداريًّا بدوائر مستقلة، من دائرة مالية، ودائرة ضبط جودة، ودائرة الإنتاج، ودائرة التسويق، ودائرة الأمن والحراسة، ودائرة المستودعات للمواد الخام ومواد الانتاج.
ويعمل مصنع الصفا حاليًّا بطاقة إنتاجية تقدّر بـ7,300 كيلو غرام يوميًّا تحوَّل إلى مجموعة منتجات:
حليب 3%دسم، حليب1%دسم (خفيف الدسم)، لبن رائب أربع عبوات، لبنة أربع عبوات ولبن أب فرش، ولبن الشيمينت( عالي الدسم)، والألبان المحلاة لطلاب المدارس. والطاقة التي يعمل بها المصنع تشكل 15% من الطاقة الإجمالية له، في حين أن الطاقة الحقيقية للمصنع هي 60 طن كل 8 ساعات.
أما عن جودة منتجاته فقال مدير انتاج المصنع رهاب الأغبر: "إنَّ جودة مصنع الصفا تضاهي المنتج الإسرائيلي وليس المحلي فقط، ومعايير ضبط الجودة في المصنع من أعلى ما يكون، وتجربة المستهلك خير دليل، و هو الحكم على منتجاتنا القابلة للتطوير لتكون عند حسن ظن المستهلك".
تجربة قاسية
أحد المزارعين الذين تعاملوا مع المصنع سابقا أرجع أسباب تعثر المصنع لعوامل عدة منها سوء الإدارة والفشل في سد العجز وتغطية النفقات، حيث فقد المصنع مصداقيته مع المزارع، فظهرت مشكلة الشيكات الراجعة من طرف المصنع بمدة زمنية بعيدة تصل ستة شهور، ما شكل عبئا ماديا على المزارع.
ومن ناحية أخرى أكد المزارع الذي فضّل عدم كشف اسمه أنَ "مصنع الصفا لم يكن فيه مؤهلون لإعداد المنتجات بمعايير مضبوطة".
وأعرب المزارع عن امتعاظه من طريقة تعمل ادارة المصنع السابقة مع المنتج والرقابة عليه، فلم يكن هناك من يقوم بالإشراف على المزارع وعلى الأبقار وصحتها ونوعية الغذاء الذي يعتمده صاحب المزرعة، حيث تحدد نوعية الغذاء جودة الحليب، وأوضح أن هناك علف يعرف باسم "بليل"، ومنه الرطب والجاف، البليل الرطب يقدم للبقر كل 48 ساعة، ويؤدي إلى زيادة كمية الحليب، إلا أنَّه يزيد نسبة الدسم فيه بالإضافة إلى الحموضة العالية، ما يجعل المنتج لا يصمد مدة طويلة فيفسد.
وأردف: " لا يصلح الحليب عالي الدسم للبسترة مطلقًا، كل هذه الأمور على إدارة المصنع أن تكون على دراية بها وبكل شاردة وواردة بما يخص الحليب ليحصل بالتالي على منتج منافس عالي الجودة.
كما استعرض مشكلة أخرى واجهته مع جهاز فحص الجودة في غرف الاستلام حيث الضرورة للحفاظ على درجة برودة تصل 3 درجة مئوية، وأثناء النقل تصل 6 درجات، وعند افراغ الحليب في حوض الاستلام يتم إنزال حرارته الى 4 درجات، وعند فحص جودته يواجه مشكله إذا كان الجهاز غير دقيق، بالإضافة إلى أن بعض المزارعين يضيف الكربونة ما يمنع تخثر الحليب.
وقال أن الاستلام اليومي للمنتجات يقضي على هذه المشاكل فيتمتع المصنع بالثقة والمزارع بالمصداقية.
ودعا المزارع ذاته إدارة المصنع الجديدة للتنبه لهذه المشاكل وعلاجها ليعاود منتج الصفا لمكانه الطبيعي ويعاود الاستحواذ على ثقة المستهلك.
كما دعا ادارة المصنع لضرورة الاشراف بشكل دوري على الالات والاهتمام بجودتها والتي تشكل عاملا أساسيا ومهما في الحفاظ على جودة الحليب ومن ثم المنتج، اضافة لضرورة تزويد العاملين بالدورات اللازمة لرفع كفاءتهم في التعامل مع تركيبة المنتج.
محاولة للنهوض
وقال المدير العام للمصنع نضال دويكات: "بعد تعثر المصنع وتوقفه عن العمل منذ أيلول 2017 إلى كانون الأول من العام نفسه عملنا على إعادة هيكلة المصنع من خلال تنسيق دوائره، وإعادة الإنتاج بخطة علمية بعد دراسة السوق وضبط معايير الجودة."
وأضاف دويكات: "لدينا خطتان، خطة تكتيكية قصيرة المدى مدتها ستة شهور نعمل من خلالها على إعادة هيكلة المصنع ودوائره من مالية وإدارية وتأهيل الموظفين وحتى المزارعين لتحسين الإنتاج، وخطة بعيدة المدى قائمة على زيادة الكميات في خطوط الانتاج الحالية، بالإضافة إلى فتح خطوط انتاج جديدة لانتاج عبوات بلاستيكية للمصنع كون شراءها مكلف، وخط انتاج مياه معدنية، كما سنعمل على مراسلة الجهات المانحة لإنشاء مزرعة أبقار تابعة للمصنع، وهناك مشروع انتاج طاقة شمسية ووحدة البايوغاز لإنتاج الغاز الطبيعي من مخلفات النفايات العضوية، هذا ما نعمل عليه من خلال مراسلة مؤسسات محلية وأجنبية."
وأضاف دويكات: "إن المصنع يتميز بمنتج فريد وهو الحليب "المنكه" بوزن 150 غم وسعره واحد شيكل فقط، وهو حليب ((UHT الخالي من أيّة مواد حافظة ويضاف له نكهات يرغبها الأطفال منتج من حليب مزارع البقر الفلسطينية 100%.
ويضيف دويكات أن لكل وزارة دورها ونحن نتعامل مع عدة وزارات، هناك وزارة الزراعة التي نعمل معها لرفع مستوى المزارع، أما وزارة الاقتصاد فتعمل على ضبط معايير الجودة ليكون المنتج خاضعا للمواصفات الموطلوبة. في حين تعمل وزارة الصحة وقسم السلامة العامة على مراقبة المنتجات وفحصها.
بالنسبة للأيدي العاملة في المصنع قال دويكات: "إنّه تم تسريح 17 عاملًا بسبب ترهل الإدارة السابقة، والآن يعمل فيه نحو 44 عاملًا.
5 ملايين دولار لرأس مال المصنع
وقال المهندس عدنان أبو هنية من وزارة الاقتصاد الوطني في نابلس أن رأس المال المصنع يبلغ نحو 5 ملايين دولار، ويتعاون المصنع مع 5 مزارع أبقار محلية في محيط المحافظة.
وتشمل خطة تطوير وإنعاش المصنع الذي يعاني ازمة مالية نتيجة الخلل الإداري والمالي السابق قرابة 15 مليون شيقل.
وردا على ملاحظات بعض المزارعين فيما يتعلق بجودة المعدات والمصنع والفحوصات وغيرها خاصة فيما يتعلق بمدى الرقابة والمتابعة من قبل وزارة الاقتصاد الوطني، قال المهندس أبو هنية: "الكلام غير صحيح والمصنع يقوم فور استلام الحليب بإجراء فحوصات تتراوح من 5 – 7 فحوصات قبل اعتماد الحليب لمتابعة مدى جودته وملاءمته وهذا يزعج بعض المزارعين خاصة إذا لم يعتمد الحليب".
وأضاف: " ولا يقتصر الأمر عند هذا الحد فالرقابة من قبل وزارة الاقتصاد تتم بالتعاون مع وزارة الصحة وتؤخذ العينات في أكثر من مرحلة خلال مراحل التصنيع وتفحص بمختبرات وزارة الصحة".
وعن جودة المصنع ومعداته أكد أنه مصنع بمواصفات سويدية يتفوق على أمثاله وحائز على شهادة الأيزو ومعداته حديثة وملائمة ومطابقة للمواصفات.
وبين أن الرقابة كانت وما زالت وستبقى قائمة في فحص الجودة على المنتجات.