مقال... الدولار الأمريكي إلى أين؟
إلا أن الدولار الأمريكي سيبقي سيد الموقف خلال المدي القصير، وذلك لعدد من الأسباب أبرزها أن حجم الأقتصاد الأمريكي يشكل ما يزيد على ربع حجم الأقتصاد العالمي، وثانيها أن القرصنة الأمريكية ما زالت قائمة على الأنتهازية والأبتزاز والصفصفة لعدد من الدول وتحالفاتها ما زالت داعمة لهذا الأتجاه
كتب: امين فايق أبو عيشة
محلل مالي وخبير اقتصادي-غزة
شهد سعر صرف الدولار الأمريكي خلال الأشهر الماضية قنوات هبوطية كبيرة مقابل الشيكل وعدد من العملات الأخرى واستمر هذا الهبوط لمستويات قياسية لم تشهدها العملة الخضراء منذ العام 2014 ، وهذا ما يؤكدة المحللون الماليين ومع أن هذا الوضع يحقق عدد من المنافع والفوائد وتحديداً للدول المصدرة للمنتجات المقومة بالدولار وبشكل عام أمريكا واقتصادها، وأيضا للمواطنيين والمستهلكين الذين يستهلكون السلع الأجنبية المستوردة والتي تدفع قيمتها بالعملة الدولارية، لكن الهبوط يسبب عدداً من الأضرار المباشرة وغير المباشرة على الصعيدين المحلي والعالمي وتحديداً للمتلقين رواتبهم بعملة الدولار الأمريكي كموظفي المؤسسات الأجنبية نفسها فهم متضررون وعكس الأمر صحيح لموظفي السلطة وما في حكمهم ومن يتلقي راتبه بعملة الشيكل فهو مستفيد من هذا الأنخفاض، وفي كل الحالات هنالك رابحون وهنالك خاسرون وتحديدا للمضاربون والوسطاء الماليون والمتعاملون .
في اعتقادي أن هنالك عدد من الأساب التى تعد من أبرز العوامل الحقيقية التي عملت على الهبوط الكبير لسعر صرف الدولار الأمريكي أمام سلة من العملات الأجنبية وأبرزها الهبوط الكبير أمام الشيكل بشكل خاص وهي:
1. هبوط وضعف مستويات الطلب على الدولار الأمريكي.حدث هذا الضعف نتيجة استمرار الضعف العام في المؤشرات المالية والأقتصادية وذلك نتيجة لضبابية المشهد السياسي والتوجهات السيئة وغير المحسوبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وغياب الرؤية ، هذا الأمر بلا شك أوهن عدد من المؤشرات الأقتصادية والمالية ،أبرزها ضعف المؤشرات وتحدياً المتعلقة بسوق العمل الأمريكي فالأخبار الجيدة استنفذتها الأسواق المالية والنقدية وبشكل كبير وبالتالي عمل هذا الأمر علي زوال بريق العملة الخضراء لعدد من المضاربيين والمستحوذين وصناديق الأستثمار ومحافظها النقدية المقيمة بعملة الدولار الأمريكية .
2. ظهور منافسون جدد للولايات المتحدة الأمريكية كالصين والهند وتركيا .هذا الأمر عمل بشكل كبير على تخلي بعض دول العالم ولو جزئياً عن إحتياطات كبيرة من عملة الدولار الأمريكي ، مما أوجد عمليات نزوح كبيرة نحو استثمارات نقدية بديلة لعملات آخرى كاليوان الصيني أو اليورو الأوروبي أو الين الياباني .
3. توجهات للبنوك المركزية العالمية نحو التوجه لعملات بديلة آخرى. مع الأستمرار العام للهبوط في عملة الدولار الأمريكي مقابل العملات الأجنبية الأخري كانت هنالك توجهات كبيرة للبنوك المركزية عدد من الدول بالأستبدال لتريلوانات ومليارات من الدولارات وشراء العملات الأكثر أماناً كاليوان واليورو والين الياباني وذلك لمزيداً من التحوط، وهذا ما جعل البنك المركزي الألماني يتجه لضم عملة اليوان لخزائنة و لأحتياطته النقدية وذلك بسبب التخوفات المستمرة لأتجاهات الصرف المستقبلية للدولار الأمريكي ودعماً للمراكز التجارية المشتركة ما بين الصين من جهه وألمانيا ومنطقة اليورو من جهه آخرى.
4. توجهات من قبل صناع الساسية النقدية في أمريكا ومنطقة اليورو خلال العام 2017 المنصرم كان من المقرر زيادة أسعار الفائدة على الدولار ثلاثة مرات وبمعدل متوسط من 2.5% وحتى4% ، لكن هذا الأمر لم يحدث وتمت عملية الزيادة للفائدة على الدولار الأمريكي لمرتين فقط خلال العام الماضي وحتى مستوي 1.5% ليس الإ، هذا الأمر والتوجه الأقل من التوقع أضعف الدولار الأمريكي .
5. توجهات من قبل صناع السياسة النقدية لمنطقة اليورو إن قيام البنك المركزي الأوروبي بتقليص برامج التحفيز النقدي والتوقف المتدحرج عن شراء الأصول النقدية عزز من ضعف العملة الخضراء وزيادة قيمة العملة الأوروبية الموحدة (أورو أو اليورو ) ،وهذا ما يعرف بالسياسة النقدية المتشددة والهادفة لتقليل الضخ الموجه لليورو خفضه شراء الأصول المالية كالسندات وأذونات الخزانة من الأسواق الأوروبية .
6. نتيجة لتوجهات جديدة للفيدرالي الأمريكي ومحافظتة جانيت يلين بشأن تأجيل رفع سعر الفائدة أو تقليص عمليات الزيادة لمرتين بدلاً من ثلاث أو أربع مرات خلال العام 2017 المنصرم ،ظهر إتجاه جديد للمستثمرين والمتحوطين وذلك نحو الأصول الغير مالية (الحقيقية) كالمعدن النفيس الذهب وهو ما عمل على زيادة أسعارة من مستويات 1200 دولار أمريكي للأونصة وحتى مستويات تقترب من حاجز 1360 دولار أمريكي للأونصة .
توقعات وإتجاهات سعر الصرف في المدي المنظور بالرغم من الأسباب السابقة والتى عملت بشكل عميق خلال ما يزيد عن العام على الأنخفاض الكبير لسعر صرف الدولار الأمريكي مقابل العملات السيادية الأخرى وتحديداً الشيكل ، أوكد بالقول أنه على الرغم من أهمية هذا التحليل الفني ،إلا أن الدولار الأمريكي سيبقي سيد الموقف خلال المدي القصير، وذلك لعدد من الأسباب أبرزها أن حجم الأقتصاد الأمريكي يشكل ما يزيد على ربع حجم الأقتصاد العالمي، وثانيها أن القرصنة الأمريكية ما زالت قائمة على الأنتهازية والأبتزاز والصفصفة لعدد من الدول وتحالفاتها ما زالت داعمة لهذا الأتجاه والسبب الثالث أن التصحيح الأرتفاعي لعملة الدولار الأمريكي ربما يبدأ ،بمعني أن رحلة الهبوط انتهت أوعلى الأقل حان وقت نهايتها .
التوصيات والنصائح ننصح المواطنين والتجار والمتعامليين بإغلاق مراكزهم بالشيكل والشراء لعملة الشيكل الحالية واستبدالها بالدولار الأمريكي، ومراقبة التصرف القادم للدولار عند مستويات مقاومة جديدة ستدعمها مستويات تداول أسبوعية فوق 3.50 مقابل الشيكل .