الرئيسية » في دائرة الضوء »
 
20 تشرين الثاني 2017

الشعير المستنبت يشهدا رواجا نتيجة التوسع السكاني

تشهد فكرة استنبات الشعير رواجا في فلسطين مع زيادة المساحة السكانية على حساب الأراضي الزراعية. فما المقصود في هذه العملية، وكيف تعد مجدية اقتصاديا للمزارعين ومربي الثروة الحيوانية؟

\

الخليل- ساري جرادات- بوابة اقتصاد فلسطين

بدأت فكرة استنبات الشعير تشهد رواجا بين المزارعين وتتطور مع زيادة مساحة التوسع السكاني على حساب الأراضي الزراعية وتغير الظروف المناخية.

واستنبات الشعير هي عملية يتم فيها إنتاج نبات الشعير دون استخدام التربية أو الأسمدة بل بالمياه وذلك من خلال نظام مغلق ومكثف. فيه، تتوفر الظروف المناسبة للاستنبات بعيدا عن أي مسببات الإجهاد البيئي كالبرودة الشديدة أو الجفاف أو الملوحة أو الإضاءة الشديدة أو التلوث الجوي. وتزرع بذور الشعير داخل أطباق بلاستيكية خاصة وشبكة ري داخلية ومضخة.

وتحتاج عملية نمو الشعير إلى درجة حرارة 16 مئوية في الظروف الطبيعية، كونه محصول شتوي، وهي نفس الدرجة التي يتم تهيئة درجة وحدة الاستنبات لإنتاج الشعير، وتحتاج الوحدة إلى إضاءة صناعية وأشعة فوق بنفسجية لمدة 10 ساعات يومياً، ومروحة لتوزيع الهواء، وإنتاج ثاني أكسجين الكربون نهاراً، وعملية عكسية في الليل لتوفير الأكسجين للشعير.

وقال منسق برامج الثروة الحيوانية في اتحاد لجان العمل الزراعي المهندس عمر الطيطي "بوابة اقتصاد فلسطين": تولدت فكرة إنتاج قش الشعير الصناعي لتوفير المساحة، لعدة أسباب، وفي مقدمتها التوسع السكاني على حساب الأراضي الزراعية، ونتيجة للظروف الجوية للشرق الأوسط والتي تقع ضمنها فلسطين، وتعرضها للجفاف المستمر.

وأضاف المهندس الطيطي لمراسلنا "تتواصل الأبحاث والدراسات بشكل مستمر لتطوير عملية استنبات الشعير للتوفير على المزارعين، حيث تم تطوير نظام شبه مفتوح، من خلال الإنارة والتهوية الطبيعية، وينتج هذا النظام حوالي 10 أطنان من الشعير شهرياً، وبتكلفة 3.5 اغورة لكل كيلو كهرباء، ومساحة الوحدة هي 24 متر مربع.

ولفت المهندس الطيطي إلى أن المزارعين لا يريدون بذل مزيد من الجهد في توسيع نطاق عملهم، وتوسعة مساحة الوحدات لديهم، خاصة أن الشعير المستنبت هي مادة علفية بامتياز، وهي خليط من الفيتامينات والمعادن والبروتينات، ما يعني أنها صحية للثروة الحيوانية وخالية من المواد الكيماوية.

ومن شأن فكرة الاستنبات أن توفر الشعير خلال 7 أيام، (كل 1.25 كغم من بذار الشعير الجاف تعطي 11 كغم من الشعير المستنبت)، الأمر الذي سيساهم في توفير كميات من الأعلاف الخضراء لمربي الأغنام و يمكنهم بالتالي من تحسين إنتاجيتهم والتغلب على النقص في الأعلاف جراء الجفاف.

ويتم إنشاء وحدات استنبات الشعير لخدمة تغذية مزارع وتجمعات مربي أغنام قريبة من بعضها، وتنتشر تقريياً في محافظة الخليل حوالي 37 وحدة استنبات، ويمكن أن تخدم الوحدة الواحدة مدة 10 سنوات، وهي فكرة تقوم على أساس توفير أكبر كمية من الأعلاف خلال مدة زمنية قصيرة وبتكاليف مناسبة بهدف دعم قطاع الثروة الحيوانية والحد من معيقاتها الاقتصادية.

وأكد مسؤول جمعية بني نعيم التعاونية المزارع عيسى الحجوج ل "بوابة اقتصاد فلسطين" أن فكرة استنبات الشعير زادت من إنتاجية الجمعية بشكل لافت، وساهمت وحدة استنبات الشعير التي تملكها الجمعية بشكل كبير في دفع عجلة مربي الثروة الحيوانية المستفيدين منها.

وأضاف الحجوج لمراسلنا "نعتمد في تغذية 100 رأس من المواشي على الشعير المستنبت داخل الوحدة، ونعمل على بيع الفائض عن حاجة مزرعتنا إلى مربي الثروة الحيوانية في المنطقة".

ودعا الحجوج مزارعي الثروة الحيوانية إلى إنشاء وحدات استنبات الشعير، خاصة وأن تكلفة الوحدة لا يتجاوز 8000 آلاف شيكل.

ولفت الحجوج ل "بوابة اقتصاد فلسطين" أن الشعير المستنبت يقدم كتغذية للمواشي، ولا يمكن الاستفادة منه في عملية تسمين الخراف. وأكد الحجوج أن الاستفادة من عمليات استنبات الشعير ممكن أن يساعد المزارعين في العودة إلى تربية الثروة الحيوانية والاستغناء عن العمل داخل الأراضي المحتلة عام 1948.

مواضيع ذات صلة